9 مصاحف

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الخميس، 1 ديسمبر 2016

النفخ في الصور 1


بسم الله الرحمن الرحيم


ملخص دمار الأرض




الإحتمال الأول.. سيحدث الإنهيار الكونى فعلاًولكن بواسطة الصيحة ؟ فما هى الصيحة وكيف سينهار الكون بها؟ قال تعالى: [ ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض) ( 68 / الزمر ) ويجب أن نعلم أن الله لما خلق الخلق وفرغ منه خلقه ومعه قوانين استمراره ولكن ليس إلى الأبد بل خلق فى عقبه القرن ليكون وسيلة زواله موجودة أيضا ، ولذلك جاء فى الحديث :]ً إنَّ الله تعالى: لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصاً بصره في العرش ينتظر متى يؤمر قلت: يا رسول الله وما الصور؟ قال القرن قلت: كيف هو؟ قال عظيم، والذي بعثني بالحق إِنَّ عِظَم دارة فيه كعرض السموات والأرض، ينفخ فيه ثلاث نفخات: النفخةُ الأولى نفخة الفزع،إلى آخر الحديث [ وقد تحدث القرآن عن أول مرحلة من مراحل القيامة وهي النفخ في الصور، هذه النفخة تصعق جميع المخلوقات، ومن ثم تأتي النفخة الثانية لبعثهم من جديد..
قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) [الزمر: 68
إذن فما هي حقيقة النفخ في الصور؟ وما هو تأثير الصوت على الإنسان، وما علاقة الصاعقة بالنفخ في الصور؟
ما هو الصوت؟ لقد تأكد أن الصوت هو عبارة عن اهتزازات ميكانيكية تنتقل في الهواء على شكل موجات صوتية،تضاغطية تؤثرعلى كل موجود فى الوسط المحيط من جماد وحيوان ونبات وفضاء وبالنسبة للإنسان فهى تؤثرخاصة على طبلة الأذن فتجعلها تهتز وتنقل هذه الذبذبات إلى الدماغ ليحللها فيصدر أوامره للجسم. ويؤثر الصوت على الإنسان بشكل كبير وبخاصة إذا كانت قوة الصوت عالية ويؤدي إلى اضطرابات فيزيولوجية ونفسية عديدة تؤثر على نظام عمل الجسم،
(
هامش-1 ): الانهيار الكوني من الناحية العلمية:
قال تعالى ( 73/ الأنعام ) [ قوله الحق وله الملك يوم ينفخ فى الصور
وقال تعالى ( ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعاً وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا 99/ الكهف
وفى ( 102/طه ) [ يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً
وفى ( 101 / المؤمنون )[ فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون
وفى ( 87 / النمل ) [ ويوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السمولت ومن فى الأرض إلا من شاء
وفى ( 51 / يس ) [ ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون
وفى ( 68 / الزمر ) [ ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض
وفى ( 20 / سورة ق ) [ ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد،وفى ( 13 / الحاقة ) [ فإذا نفخ فى الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهى يومئذ واهية
وفى ( 18 / النبأ ) [ يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجاً وفتحت السماء فكانت أبواباً وسيرت الجبال فكانت سراباً إن جهنم كانت مرصاداً
هكذا جاءت آيات النفخ فى الصور مستيقنة لا لبث فيها ولا تشابه ، وقد لاحظنا أن تبعات النفخ فى الصور قد أجملها القرآن فى ( الفزع، اندكاك الأرض والسموات، وانشقاق السماء ووهائها، وموت كل من فى السموات والأرض إلا من شاء الله، ثم تأتى نفخة البعث وخروج الخلائق من الأجداث ( أى القبور ) إلى ربهم ينسلون ، ومن جملة المبعوثين فى هذا اليوم أولئك المجرمين ويكون لونهم أزرق ،
وإذ ذلك كذلك فهو يوم الوعيد ، تبعث كل نفس معها سائق وشهيد ،
ثم يجمع الخلائق جمعاً للحساب

 1. فتعرض جهنم يومئذ للكافرين عرضاً
2.ففزع من فى السمولت ومن فى الأرض إلا من شاء
3.وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة
4.فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهى يومئذ واهية
5.فصعق من فى السموات ومن فى الأرض
6.فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ،
7.ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً ،
8.ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ..)

9.جمعناهم جمعاً وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا

10.فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون

هذه مجمل التبعات المترتبة على حدوث النفخة ، كما أجملها القرآن الكريم

ولكى نتصور ماهية الدمار الكونى الذى سيحدث قبل يوم القيامة كان علينا أن نعلم ماهو هذا الكون ومما يتكون بشىء مفصل ، وخاصة المجرات والسدم الكونية والنجوم وغير ذلك مما سنعرض له اليوم يشيء من التفصيل ؟

المجرة (Galaxy) هي نظام كوني مكون من تجمع هائل من النجوم ،الغبار، والغازات،و المادة المظلمة التي ترتبط معاً بقوى الجذب المتبادلة وتدور حول مركز مشترك. يقدر الفلكيون أن هناك حوالي 1010 إلى 1012 مجرة تقريباً في الكون المنظور, أبعد مجرات تم تصويرها تبعد حوالي 10 إلى 13 مليار سنة ضوئية، تتراوح في أحجامها بين المجرات القزمة، التي لا يتعدى عدد نجومها العشرة ملايين نجم وتكون مساحتها حوالي بضعة آلاف سنة ضوئية، إلى المجرات العملاقة التي تحتوي على أكثر من (10)12 نجمة وحجمها يصل إلى نصف مليون سنة ضوئية. وكذلك، قد تحتوي المجرة الواحدة على أنظمة نجمية متعددة على شكل تجمعات نجمية، وقد تحتشد مجموعة من النجوم لتكون عناقيد نجمية أو مجموعات شمسية، وقد تحتوي أيضا على سدم وهي عبارة عن سحب غازية كثيفة.

, المجرة NGC 441 هي نموذج لمجرة حلزونية, تبعد 62 مليون سنة ضوئية عن كوكب الأرض, وتقع في كوكبة كوما برينسيس (المصدر:مرقاب هابل, ناسا/ وكالة الفضاء الأمريكية. 


مجرة أندورميدا


حجم هذا العرض: 600 × 600 بكسل، هذه الصورة هي في موجات الأشعة فوق البنفسجية! هذه الصورة هي جالاكسى ايفوليوشن اكسبلورر مراقبة كبيرة في مجرة المرأة المسلسلة ، ميسير 31.
ومجرة المرأة المسلسلة هي الثانية واسعة النطاق في مجموعة محلية من المجرات التي تضم مجرة درب اللبانة. مجرة المرأة المسلسلة هي أقرب كبيرة لمنطقتنا. الصورة عبارة عن فسيفساء من 10 مجرة منفصلة الصور ايفوليوشن اكسبلورر التي اتخذت في أيلول / سبتمبر 2003. لون الصورة (مع بالقرب من الأشعة فوق البنفسجية التي أبداها الحمراء والأشعة فوق البنفسجية الآن يتبين من اللون الأزرق) ويبين المناطق الزرقاء من الشباب ، والساخنة ، وكتلة كبيرة من النجوم اقتفاء أثر الأسلحة دوامة حيث تكون النجوم هي التي تحدث ، والبرتقال المركزية أبيض "انتفاخ" القديمة ، برودة النجوم تشكلت منذ زمن طويل. النجم تشكيل الأسلحة من ميسييه 31 أمر غير معتاد في التعميم يجري تماما بدلا من الشكل المعتاد دوامة. مصاحب العديد من المجرات يمكن أن ينظر إليها أيضا. وتشمل هذه ميسييه 32 ، قزم مجرة إهليلجية مباشرة تحت انتفاخ المركزي وخارج دوامة الأسلحة ، وميسييه 110 (M110) ، وهو أعلى وإلى يمين الوسط. M110/ له غير عادية الآن فوق البنفسجية الزاهية الأساسية في وجود خلاف "الحمراء" ، هالة النجوم القديمة. كثير من مناطق أخرى من النجوم يمكن رؤيته الآن خارج الجسم الرئيسي للمجرة.أما مجرتنا فاسمها مجرة درب التبانة أو الطريق اللبني، والتي يوجد فيها أكثر من مائتي مليار من النجوم وتحوي الكثير من المجاميع النجمية، بما فيها المجموعة الشمسية، والتي ينتمي إليها كوكبنا كوكب الأرض تضم أيضا نجوما تنطلق بسرعة تزيد عن 300 كيلومتر في الثانية.
سميت المجرات تبعا لأشكالها تاريخياً، كانت المجرات تصنف وفقاً لشكلها المظهري (عادةً حسب صورة التفافها
المجرة الإهليلجية (البيضوية): هي مجرة شهيرة، وتتخذ شكل القطع الناقص في مظهرها، فيما تأخذ المجرات الحلزونية شكلاً لولبياً له أذرع غبارية.
المجرات التي تملك شكلاً غير عادي ولا تأخذ شكلاً منتظماً تعرف عادة بالمجرات الغريبة، ويعود تشوهها لقوى الجذب من المجرات المجاورة. هذا التجاذب بين المجرات يؤدي في نهاية المطاف إلى التحامها معاً مما يؤدي إلى مراحل من زيادة تكوين النجوم.
وتصادم المجرات يحدث في الكون بشكل اعتيادي بل يعتقد أن سحابتا ماجلان قد أصطدمتا في الماضي السحيق بمجرتنا وعندما يحدث الصدام بين المجرات فإن ما يحدث ليس مفجعا كما يتبادر إلى الأذهان. والمجرات الصغيرة التي لا تملك هيكلاً واضحاً يمكن أن تسمى مجرات غير منتظمة. الفضاءات بين المجرات عبارة عن غازات رقيقة بمعدل كثافة يبلغ أقل من ذرة واحدة للمتر المكعب. ومعظم المجرات منظمة بترابط فيما بينها وهذا التكوين بينها يدعى عنقوداً، وهذه العناقيد إن ترابطت فيما بينها أيضاً تدعى حينها عناقيد الكون هائلة. برغم أنها لم تفهم بعد، إلا أن المادة المظلمة تشكل نحو 90% من كتلة معظم المجرات. وتشير معلومات الملاحظات الفلكية أن الثقوب السوداء العظيمة تقع في غالب -إن لم يكن كل- مراكز المجرات.
واكتشف علماء الفلك إنه هنالك الملايين من المجموعات الشمسية في المجرة الواحدة، تتباعد المسافات بينها إلى حد كبير، ولا مجال للزحام في هذا الكون السحيق، فمثلا مجموعة المرأة المسلسلة التي هي أقرب المجموعات الكبيرة إلينا تبعد عنا أكثر من مليوني سنة ضوئية. وتقع مجرتنا(مجرة درب التبانة) في نظام مجري يحوي مجموعة من المجرات يسمى المجموعة المحلية.

مجرّات منتشرة في الفضاء توزيع المجرات المجرات موزعة بشكل غير متساو في الفضاء. ففي حين يكون بعضها وحيدا وبعيدا نسبيا بسنوات ضوئية طويلة عن أي مجرة أخرى قريبة.

 وتكون مجرات أخرى في أزواج، كل في مدار مع الأخرى. ولكن معظم المجرات توجد في مجموعات تسمى عناقيد مجرية (clusters) (ويجب عدم الخلط بينها وبين العناقيد النجمية). وقد تحتوي هذه العناقيد على مجموعة من بضع عشرات إلى عدة آلاف من المجرات. وقد يصل قطر بعضها إلى 10 مليون سنة ضوئية. والعناقيد المجرية بدورها تتجمع في بنية هيكلية أضخم تسمى العناقيد المجرية الهائلة. وهي مرتبة في شبكات ضخمة. وهذه الشبكات تتكون من خيوط متشابكة أو شعيرات من المجرات المحيطة نسبيا فارغة المناطق تعرف بإسم (voids) أو (فراغات). وواحدة من أكبر تلك الهياكل عبارة عن شبكة من المجرات المعروفة باسم السور الكبير (The Great Wall). يبلغ طول هذا الهيكل 500 مليون سنة ضوئية وعرضه 200 مليون سنة ضوئية.
طريقة تكون المجرات عمر الكون ، الانفجار العظيم ، الإنسحاق الشديد ، كموفينغ مسافة ، إشعاع الخلفية الميكروني الكوني ، طاقة مظلمة / مادة مظلمة / متري FLRW معادلات فريدمان / تشكل و تطور المجرات / قانون هابل / تضخم كوني / بنية الكون من منظار واسع / نموذج لامبدا-سي دي إم / تخليق نووي / كون مرصود / انزياح أحمر شكل الكون/ خط زمني للانفجار العظيم / خط زمني لعلم الكون / المصير الكلي للكون / فضاء كوني

نظرية الأوتار الفائقة :

1.وجدت العديد من النظريات حول طريقة تكون المجرات،

2. إلا أن أكثر هذه النظريات شيوعاً تنص على أن أصل المجرات هي في الواقع غازات داكنة، تبدأ جزيئاتها في الاحتشاد بفعل قوى الجاذبية فيما بينها حتى تتحول إلى غيمة غازية ضخمة. ثم تبدأ الغيمة بالدوران حتى تصل إلى الشكل المطلوب.

 3.ويرى الفلكيون إن أكثر من ألف مليون مجرة تقع في مدى الرؤية بالمناظير،

 4.وأنها تتخذ أشكالاً متنوعة،

5. كما أن النجوم التي تحويها المجرات تندرج تحت أنماط عامة،

 6.وباختصار فإن المجرات الإهليجية (البيضاوية) تغلب فيها النجوم الحمراء المتقدمة في السن،

7. أما المجرات الحلزونية ففيها خليط من النجوم المتقدمة والنجوم حديثة النشأة.

 8.أما المجرات غير المنتظمة الشكل فالنجوم السائدة فيها هي النجوم الزرقاء حديثة النشأة.

 9.ويوحي ذلك للفلكيين أن المجرات ذاتها قد تكون في حالة تغير ونمو

10.وأن المجرات غير المنتظمة تمثل فيها مرحلة شبابها،

11.والمجرات البيضوية تمثل مرحلة الشيخوخة، وهذا رأي مقنع،

 12.ولكن هناك نواحي محيرة في ما يختص بتكون النجوم والمجرات وأعمارها ولا يمكن تفسيرها بالوقت الحاضر. ويرى بعض العلماء إن سرعة سحابة من الغاز وحجمها وكثافتها يمكن أن تحدد نوع المجرة التي ستنشأ عنها، فإذا كانت السحابة كبيرة وكثيفة فإنها تستهلك مادتها النجمية الغازية، وتتكثف بسرعة مكونة نجوما، ولا تلبث إلا قليلاً حتى تتحول إلى مجرة إهليجية (بيضاوية)، أما السحابة خفيفة الوزن، الرقيقة، التي لا تخضع لنظام، فإنها تنمو ببطء وتحتفظ بجزء من غازها وترابها لتكثفات تحدث فيما بعد. بل إن هناك احتمالاً في أن تكون أطول المجرات أعماراً وأقلها انتظاماً مجرات غير مضيئة في الغالب، أي مجرد نجوم متفرقة حديثة النشأة، يحيط بها غازات قاتمة ورقيقة. والاعتقاد الجازم لدى جميع العلماء هو أن النجوم نشأت كلها في وقت واحد عند الانفجار الكبير.
*
ظاهرة الإلتهام والإلتهام الذاتي للمجرات:
منذ أواسط السبعينات من القرن العشرين لاحظ العلماء ان مجرة درب التبانة تسعى إلى أبتلاع مجرتي ماجلان الكبرى والصغرى فيما يعرف بتصادم المجرات عن طريق جسر مادي يتخذ شكل الحلقة حول قطبي المجرة نفسها. وتبين للباحثين ان مجرتنا لا تكتفي بتغيير شكل هاتين المجرتين فحسب (من خلال قوة الجذب الهائلة التي تتناسب طردياً مع كتلتيهما الأمر الذي يؤدي إلى تكوين ما يعرف بظاهرة المد والجزر على غرار الظاهرة المعروفة على الأرض)، بل تحاول انتزاع المجرتين بكامل مادتهما، الأمر الذي يثبت لنا شره درب التبانة غير المتناهي. وتشير حسابات الفلكيين إلى ان مجرتي ماجلان ستنتهيان يوماً ما خلال دورانهما حول المجرة، /درب التبانة/ داخل أحد ثقوبها السود. ويعتقد العلماء أن هذا الأمر حدث قبل 8 مليارات سنة عندما كانت مجرتنا في عز شبابها، حيث قامت بابتلاع إحدى المجرات القريبة، وهذا ليس بالأمر الصعب، بل نجد آثاره في قرص المجرة نفسها، حيث ينقسم هذا القرص إلى قسمين: أحدهما رقيق نجده في جميع المجرات الحلزونية وتكون سرعة نجومه متشابهة، والآخر سميك ويتراكب فوق القرص الأول لكن مادته النجمية أقل كثافة من مادة القرص الرقيق، إلا أن النجوم التي وجدها العلماء في هذا القسم تنطلق بسرعات تختلف كثيرا فيما بينها، ويقول هؤلاء ان هذه النجوم ليست سوى بقايا لمجرة تم ابتلاعها من قبل مجرتنا يوماً ما. وتشير الباحثة فرانسواز كومبس من مرصد باريس إلى أن بعض المجرات المشابهة لمجرتنا لا تمتلك قرصا سميكاً، وهو ما يدل على أنها كانت أكثر هدوءاً من غيرها وأقل شرهاً. وتضيف كومبس أن من أهم الأشارات الدالة على حدوث أندماج عنيف بين مجرة درب التبانة وإحدى المجرات الأخرى، هو عمر الكتل النجمية التي تحيط بنا حيث يلاحظ أن عمر هذه المجموعات النجمية الشديدة التراص، قديم جدا وأنها تتشكل أثناء تصادم مجرتين متجاذبتين.
ويذكر أن مجرتنا شوهدت في عام 1994 وهي في خضم إحدى عمليات الألتهام، ففي ذلك العام أكتشف الباحث رودريجو ايباتا أثناء تحضيره رسالة الدكتوراه في جامعة كامبريدج، منطقة نجمية قريبة من مركز المجرة تتميز بكثافة عالية غير عادية، ولاحظ رودريجو أن هذه المنطقة كانت أكبر من أن تكون مجرد تجمعات نجمية، ولذا فقد أطلق عليها “مجرة القوس القزمة” لأنها وجدت في كوكبة برج القوس، وعلى وجه السرعة أعتبر العلماء هذه المجرة أنها أقرب المجرات إلى الشمس حيث تقع على مسافة تبلغ 75 ألف سنة ضوئية منها مقابل 179 ألف سنة ضوئية بالنسبة لسحابتي ماجلان. وأثبتت الأبحاث اللاحقة على مجرتنا أنها في مرحلة تسعى فيها إلى تفكيك المجرة المكتشفة في برج القوس، لا سيما أن أذرعها تمتد حول قطبي مجرتنا.
وتشير آخر الدراسات التي أجريت باستخدام برامج المحاكاة إلى أن مجرة برج القوس لن تقاوم لفترة طويلة، إذ لا تكاد تنهي دورة أو دورتين حول مجرة درب التبانة، حتى تتشتت بنجومها داخل النواة المركزية.
يرى الباحثون أن ظاهرة “الالتهام الذاتي” ليست محصورة في منطقة درب التبانة كمجرة، بل ثمة آلاف الثقوب السود الأخرى الصغرى المعروفة باسمالثقوب السودالنجميةوالتي تقطن في بقية أجزاء المجرة. ويشير دانييل روان إلى أن هذه الثقوب عبارة عن بقايا لنجوم هائلة أنفجرت وأنهدمت على نفسها من الداخل، ويمكن لهذه النجوم أن تكون ثقوباً سوداً تصل كتلها إلى عشر أمثال كتلة الشمس لكن شريطة أن تكون الكتل محصورة ضمن حيز صغير نوعا ما، أي ما يماثل كرة بنصف قطر يبلغ 3 كيلومترات وتحتوي على كتلة تعادل كتلة الشمس.
أنواع المجرات


الأنواع المختلفة من المجرات
يمكن تصنيف المجرات بحسب الأشكال التي تتخذها.
a) 
مجرات اهليلجية (بيضوية 
b)
هي مجرات بيضوية وقرصية الشكل
c)
مجرات حلزونية
d)
هي مجرات تشبه الحلزون الملتف.
e)
مجرات حلزونية عادية
f)
تكون نواتها كروية وتنبثق منها الأذرع الحلزونية.
g)
مجرات حلزونية عصوية تكون نواتها مستطيلة وتنبثق منها الأذرع الحلزونية من نهايتي النواة.
h)
مجرات عدسية هي مجرات يكون شكلها مثل العدسة تنتفخ نواتها إلى جوانبها.
i)
مجرات غير منتظمة وهي مجرات تظهر بشكل عشوائي غير منتظم وليس لها شكل معين مثل المجرات البيضوية والحلزونية والكروية، ويحتوي معظم هذه المجرات غير المنتظمة على سحب غازية متلبدة ونجوم زرقاء لامعة.
مصادر:
L. S. Sparke
، J. S. Gallagher III, (2000). المجرات في الكون: مقدمة. كامبرج: منشورات جامعة كامبردج.
Hupp, E.; Roy, S.; Watzke, M. (
أغسطس 21, 2006). NASA أكتشاف دلائل وجود المادة السوداء. NASA. وُصِل لهذا المسار في 2007-11-07 كم عدد النجوم في الكون. ESA
فبراير 3 2004). وُصِل لهذا المسار في 2007-11-07.
الكون - تأليف كولين رونان - الأهلية للنشر والتوزيع - بيروت - 1980م الكون - تأليف دافيد برجاميني - طبعة بيروت - لبنان - 1971م.
الكون الأحدب - الدكتور عبد الرحيم بدر - دار القلم - بيروت -1980م.
من موقع الكون:

السنة الضوئية :  

برج قنطوري ويظهر فيها النجمان ألفا وبيتا
السنة الضوئية light year ويرمز لها بارمز ly هي وحدة قياس تستخدم للمسافات الكبيرة والبعيدة جداً كالمسافة بين الأرض والنجوم بالسنة الضوئية. وتعرف السنة الضوئية على أنها المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة.
تبلغ سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر/ ثانية ، وبهذه السرعة فان الضوء يقطع 18 مليون كيلومتر في الدقيقة وهذه تسمى الدقيقة الضوئية. تبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة 9,460,800,000,000 كيلومتر أي أنها تبلغ 9,46 تريليون كيلومتر أو 5,88 تريليون ميل أو 63240 وحدة فلكية.

المسافات في الكون شاسعة جدا بحيث تقاس بالسنين الضوئية وهي المسافه التي يقطعها الضوء في السنة ولما كانت سرعة الضوء تساوي 300,000 كم/ثانية هي السرعة القياسية القصوى في الكون بحيث لا يوجد شيءاسرع من الضوء. ويعتبر نظام القنطوري الألفا ، بالإنجليزية Alpha Centauri ، وهو نظام مكون من نجمين ، أقرب نظام نجوم إلينا . وتبلغ المسافة بيننا وبينهم نحو 34و4 سنة ضوئية . كما يوجد بالقرب منهم نجم يسمى القزم الأحمر ولونه برتقالي ، يبعد هذا النجم عنا 22و4 سنة ضوئية عن الشمس . ويختلف العلماء عما إذا كان القزم الأحمر ينتسب إلى نظام القنظوري.عندما يصل ضوء القنطوري إلى أعيننا يكون قد مر عليه في الطريق 34و4 سنة . أي أننا نراه على حالته التي كان عليها منذ 34و4 سنة .وإذاانفجر النجم مثلا الآن فإننا لن نعرف ذلك إلا بعد أن يصل إلينا ضوء الانفجار ، أي بعد مرور 34و4 من السنين.
كم عدد المجرات فى الكون المنظور؟ كان من المعتقد في الماضي بأن مجرتنا ضخمة فوق العادة، إلا أن هذا الوهم قد تلاشى، مع أن حجمها فوق المعدل·· بل فوق الخيال، لكن المؤكد أن هناك أنظمة أخرى معروفة تفوقها حجما، منها “لولبة المرأة السلسلة” وهي مجموعة من المجرات العملاقة· وتعد درب اللبانة واحدة من 250 بليون من المجرات المتشابهة الواقعة في مجال رؤية التلسكوبات الضخمة الحديثة·· وتتجمع المجرات في كتل تسمى عادة العناقيد” ويحتوي بعضها على مئات الأعضاء، أما مجرتنا فهي عضو في أحد هذه الأنظمة المعروفة بالمجموعة المحلية· ويشير إلى أن المجرة كتلة هائلة من النجوم والسدم يتم تصنيفها وفقا لشكلها المجرات الإهليجية، والحلزونية والمجرات غير المنتظمة التي ليس لها شكل محدد واضح·· غير أن شكل المجرة قد يتشوه أحيانا ومجرة درب اللبانة من النوع ذي الشكل الحلزوني، موضحا أن الكون معظمه فارغ مظلم بارد تسبح فيه المجرات،ولا يمكن قياس المسافة بينها بالمقاييس المألوفة لدينا ولكن يستخدم مقياس المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة واحدة فهو يقطع مسافة تقارب مليون كيلومتر ويسمى ذلك المقياس بالسنة الضوئية وهي لا تقيس الزمن وإنما تقيس المسافات الشاسعة جدا·· فالكون أكبر وأوسع مما نفكر فيه أو نتخيله، فلا أحد يدرك أبعاده ولا يدرك حجمه· وتتكون المجرة عموما من أعداد كبيرة من النجوم والسحب الغازية، تضم بين مائة إلى ألف بليون نجم، وأعداد كبيرة من السدم وهي سحب من الغبار والغازات الكونية

لكن ما زال العلماء غير قادرين على الإجابة عن كثير من التساؤلات، مثل كيفية تغير شكل المجرة، ولمعانها وبريقها خلال مجرى حياتها·

كم عدد المجرات فى مجرتنا درب التبانة؟ عدد المجرات الكونية 27 من بينها مجرتنا درب التبانة و هي على أشكال مختلفة و الأرض و الكواكب المعروفة لدينا و الشمس توجد ضمن مايسمى بذراع المجرة ( يوجد عدد لا يحصى من الأذرع ) و الذي يحتوي بدوره على المليارات من المجرات و الكواكب ، و شمسنا عبارة عن نجم و هناك ماهو أكبر منها و كل النجوم عبارة عن ( كواكب ) منها القديم أو القريب من النهاية ( يظهر شبه أزرق إن دققنا النظر إليه) و الالنجوم الجديدة أو حديثة النشأة ( تظهر شبه حمراء إن دققنا النظر إليها ) بالاضافة إلى الكويكبات و الاقمار التابعة للكواكب و من هنا لا يمكن أن نحصي عدد الكواكب في ذراع واحد من مجرتنا

ما هى عدد مجرات الكون ؟ ورد أن عدد النجوم في السماء بعدد ما في الأرض من مدر وحجر ، والعجيب أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة (من تاريخ كتابة هذا البحث) صدر تصريحٌ لأحد علماء الفلك الكبار يقول فيه : إن عدد نجوم السماء بعدد رمال الأرض ، وهذا تقريب للعدد ، أي بعدد ذرات التراب والحجارة ، فعلماء الفلك في الماضي كانوا يعدون النجوم بالألوف ، وبعد أن ارتقت كفاءة مراصدهم صاروا يعدونها بالملايين ، ثم وصلوا إلى المليارات ، أي ألوف الملايين ، أما اليوم فإنهم يقدرون عدد نجوم السماء في مجرتنا درب التبابنة من خلال المراصد العملاقة بثلاثين مليار نجم ، علماً أن مجرتنا مجرة متوسطة في حجمها ، وهي واحدة من عشرات ألوف الملايين من المجرات التي لا يعلم عددها إلى الله ،احصائيات أرقام وإحصائيات عن الكون

تقول: سرعة الضوء=300000كلم في الثانية.
السنة الضوئية=9500مليار كلم.
المسافة بين الشمس والأرض=150مليون كلم.
والمسافة بين المريخ والأرض=230مليون كلم.
وأقرب نجم إلى الأرض=4.5 سنة ضوئية
وقطر المجرة=100000 سنة ضوئية.
وأبعد نجم تم رصده=15مليار سنة ضوئية.
وقطر الكون حسب آينشتاين=25 مليار سنة ضوئية. والمجرة تحتوي على 100 مليار نجم.
وعدد المجرات في الكون المنظور =200 مليار مجرة تم رصدها.
وأكبر المجرات (المرآة المسلسلة) تحتوي على 300 مليار نجم.قطرها 130000 سنة ضوئية.
وتبعد عنا مسافة 2 مليون سنة ضوئية.
وعنقود كومايحتوي على 11000 مجرة مرئية ويبعد عن مجرتنا 370 مليون سنة ضوئية.
وحجم الأرض=50 ضعف حجم القمر.
وحجم الشمس=1300000 ضعف حجم الأرض. وحجم النجم ميرا=100 ضعف حجم الشمس. وأبعد مجرة تم رصدها تبعد 24 مليار سنة ضوئية. وحرارة الشمس الباطنية=15 مليون درجة.
وانفجار النجم يولد حرارة= 100 مليار درجة مئوية. وعمر الارض=4500 مليون سنة.
وعمر الكون= 16 مليار سنة.
وعدد النجوم المرصودة في مجرتنا = 400 مليار نجم. وعدد النجوم في مجموع المجرات في الكون= 70 ألف ترليون نجم. ونجم العواء يبلغ حجمة(90 مليون) مرة مقدار حجم الشمس.

والثقب الأسود: هو حيز في(المكان والزمان) الذي لا يستطيع أي شيء أن يفر منه حتى وإن كان ضوءاً بسبب قوة الجذب التي يمتلكها.
وهذه الإحصائيات صادرة عن جهات رسمية، والله تعالى أعلم. نقلاً عن كتاب(الإعجاز القرآني) للدكتور سمير عبد الحليم الجزء الأول الطبعة الأولى: 2004_ 1425هـ رقم الإيداع:78413 دمشق \سوريا

ولكن كيف يكون النفخ فى الصور هو علامة التحول إلى أحداث الآخرة

تشير معظم الدراسات العلمية إلى أن الكون يتوسع بسرعة أكبر مما تصور العلماء وبالنتيجة سينهار، وهذه الحقيقة تحدث عنها القرآن الكريم بوضوح في عدة آيات، ولذلك قال سبحانه: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88] ويقول أيضاً: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 26-27]
وكلما تطور العلم اكتشف العلماء حقائق جديدة وإشارات علمية تؤكد نهاية الكون وانهياره بشكل مرعب، فهذا هو البروفسور آندريا ليندي في جامعة ستانفورد الأمريكية في قسم علوم الفيزياء وزوجته ريناتا كاوش، يؤكدان أن العالم سيتوقف عن التوسع وينهار في المستقبل القريب نسبياً. ويقول الباحثون إن النظرية الجديدة تشير إلى أن "الطاقة المظلمة" أو الغامضة التي تبدو وكأنها تدفع الكون، هذه الطاقة قد تفقد قوة دفعها تدريجياً، مما يؤدي إلى انهيار الكون، وكأن كل شيء سيقع في "الثقوب السوداء" وهنا نتذكر نعمة عظيمة من نعم المولى جل جلاله، ألا وهي بقاء الكون متماسكاً وعدم تفككه، ولو كانت المصادفة هي التي تحكم الكون، لأدى ذلك إلى تصادمات عنيفة بين أجزاء الكون، ووقوع الحجارة والنيازك والمذنبات وغيرها على الأرض، ولكنها رحمة الله بنا، ولذلك قال تعالى : (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)  الحج: 65)

ويُذكر أن فريقين من علماء الفضاء اكتشفا في عام 1998م أن الكون ليس يتمدد فقط، بل أنه يتمدد بسرعة قصوى
.
وهذه الحقيقة أصبحت اليوم من المسلمات، وهي تنقض ادعاءات الملحدين أن الكون ثابت، وهذا ما أخبر عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)[الذاريات: 47].

السوبر نوفا وأهميته في الاكتشافات الكونية
وقد اعتمد الباحثون في نتائجهم المدهشة التي توصلوا إليها على ملاحظات ما يطلق عليه "السوبر نوفا" وهي النجوم المتفجرة التي يمكن مشاهدتها في الجانب الآخر من الكون.
^
ومن أجل تفسير سر هذه الظاهرة استمد العلماء فكرة من العالم اينشتاين تقول إنه يوجد، في فضاء يبدو فارغاً، نوع من الطاقة الفارغة يشار إليها أحيانا بالطاقة المظلمة، التي تدفع كل شيء على حدة.
ويتوقع العلماء أن تنفصل المجرات عن بعضها البعض، وتصبح مثل جزر منفصلة من نجوم ميتة يصعب رؤية بعضها البعض أيضاً. أي أن النجوم ستنطفئ تدريجياً ويختفي ضوؤها وهذا ما أخبر عنه القرآن أيضاً في قوله تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ . وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) [المرسلات: 8-9 


.
فهذه الآية تؤكد أن النجوم لن تدوم إلى الأبد بل سينفد وقودها وتنخفض شدة إضاءتها تدريجياً حتى تنطمس كلياً، والتعبير القرآني دقيق علمياً لأنه يتفق مع العلم الحديث. وتؤكد الآية الثانية أن السماء ستنفرج وتتشقق وهذا ما يصرح به العلماء اليوم أيضاً. ويقول العلماء: ستصبح مجرتنا "درب التبانة" مثل جزيرة منفصلة في بحر غير متغير من فضاء أسود تماماً في غضون 15 مليار عام القادمة ، قلت المدون: هذا بفرض بقاء الكون من غير نهايته المحتومة من الدمار الوارد تفصيله فى القرآن والسنة بالنفخ فى الصور (والمدة الحقيقية لا يعلمها إلا الله تعالى)، يقول عز وجل: (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) [التكوير: 2]. وهذا ما يعتقد به العلماء فيقولون: مع مرور الزمن ستنطفئ النجوم في جميع المجرات تدريجياً، تاركة مجاميع باردة من كواكب مجمدة ستبلعها "الثقوب السوداء". ويقول العالمان من جامعة ستانفورد إن عمر الكون يقدر بـ 14 مليار عام، لذا فقد وصل الآن في مرحلة منتصف العمر. أما البروفسور ليندي فيقول: إن علماء الفيزياء يعرفون أن الطاقة المظلمة يمكن أن تكون سلبية، وأن الكون يمكن أن ينهار في المستقبل البعيد جداً، ربما في تريليونانت من الأعوام، لكننا نرى الآن أن الكون ليس في بداية دورة حياته، بل في منتصفها. ويستدرك العالم بالقول "إن الخبر السارّ هو أنه لا يزال لدينا الكثير من الوقت لنتحقق من وقوع ذلك."
وهنا أود أن أقول أنا المدون: إن الساعة ستأتي بغتة وسيحدث الانهيار الكوني بشكل مفاجئ، وليس كما يتوقع بعض العلماء أن الكون لا يزال أمامه مليارات السنين، لأن الله يقول: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77].

ويقول أيضاً: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) [الأحزاب: 63
قلت المدون:والحقيقة أن الكون سينهار فعلاً ولكن ليس بهذه التقنية التى اكتشفها العلماء ،إنما سيحدث الإنهيار الكونى فعلاًولكن بواسطة الصيحة !!
وقد تحدث القرآن عن

أول مرحلة من مراحل القيامة وهي النفخ في الصور
uهذه النفخة التى تصعق جميع المخلوقات، vومن ثم تأتي النفخة الثانية وبها يُبعثون من جديد.. قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) [الزمر: 68].
إذن فما هي حقيقة النفخ في الصور؟ وما هو تأثير الصوت على الإنسان، وما علاقة الصاعقة بالنفخ في الصور؟ وهل تحوي هذه الآية وغيرها من الآيات حقائق علمية عن تأثير الصوت العالي على الإنسان؟

وإذن ما هو الصوت

؟ الصوت هو عبارة عن اهتزازات ميكانيكية تنتقل في الهواء على شكل موجات صوتية تضاغطية ، تؤثرعلى كل موجود فى الوسط المحيط من جماد وحيوان ونبات وفضاء وبالنسبة للإنسان فهى تؤثربالطرق الآتي:

1.التأثير التضاغطي؟؟؟

2.التأثير الصاعق الحارق للصوت؟

3.القوة التدميرية للصوت

4.التأثير التفجيري للصوت

أولاً

1.التأثير التضاغطي:ويكون أول ظهوره خاصة على طبلة الأذن فتجعلها تهتز وتنقل هذه الذبذبات إلى الدماغ ليحللها فيصدر أوامره للجسم.وذلك فيما لايزيد شدة الصوت على120 ديسيبيل dbفإذا زادت ووصلت إلى120 ديسيبيل تتعرض الأذن لآلام شديدة وواضحة ،فإذا وصلت شدة الصوت إلى140 دسيبيل فإن طبلة الأذن تنفجر مسببة آلام رهيبة وبداية الإضطرابات العصبية والنفسية ،فإذا تخطى الصوت فى شدته 150 ديسيبيل ، يبدأ القفص الصدري بالإهتزاز،ثم الغثيان والسعال الشديدالحادوتتقلص الشعب ويضيق النفس بشكل ربوى شديد،فإذا تخطت شدة الصوت 200 ديسيبيل تنفجر الرئتان وتبدأسائر الأجهزة الحيوية فى الجسم بالمعاناة بتفاوت تدريجي فى زمن وجيزفيبدأ القلب بالإضطراب وتتسارع دقاته ويضطرب نظمه ويتوقف عن العمل أو ينفجر فى تجويف الصدر مع زيادة شدة الصوت ،ويمر المخ بنفس التغيرات وينتهى أمره بالإنفجار والدماروالتوقف عن العمل،وهكذا الشأن مع الحبل الشوكي، والعمود الفقري والكبد والطحال والكليتين ،والأمعاء وكل أجهزة الجسم وينتهى الأمر بالموتهذه هى تأثيرات الصوت فى مرحلة التأثير التضاغطي على الإنسان وبخاصة إذا كانت شدة الصوت كبيرة - إن المجال الصوتي الذي نسمعه يتراوح بين 20 هرتز و 20000 هرتز، والترددات التي تقل عن 20 تعتبر موجات تحت صوتية infrasound ، والترددات التي تزيد على 20000 تعتبر ترددات فوق صوتية ultrasound، وتقاس قوة الصوت بوحدة قياس تدعى الدسبيل dB فعندما تصل قوة الصوت إلى 120 ديسيبل تتعرض الأذن لآلام واضحة، وعند 140 ديسبيل تنفجر طبلة الأذن، وعند 150 ديسيبل يبدأ القفص الصدري بالاهتزاز ويتعرض الإنسان للغثيان والسعال الحاد وضيق شديد في التنفس، وعند 200 ديسيبل تنفجر الرئتين، ثم أكثر من ذلك تتأذى كل أنحاء الجسم وتنتهي باضطرابات في عمل القلب والدماغ وتكون النتيجة هي الموت.
2.التأثير الصاعق الحارق للصوت؟ عندما يتعرض الإنسان لترددات صوتية شديدة وعالية فوق سمعية فإن درجة حرارة جسده ترتفع ثم يبدأ بالاحتراق، بسبب موجات الضغط العالية التي تسخن الهواء من حوله. وعندما تكون الترددات عالية والصوت شديداً فإن هذا الصوت سيولد فقاعات في الجسم وجروح دقيقة ويبدأ النسيج العضلي بالتمزق ويموت الإنسان لتوه. والصوت يؤثر ليس على الأذن فحسب بل إنه يؤثر على العظام والجلد وتجاويف الجسم، وكذلك على النظام العصبي لدى الإنسان، ويقول العلماء إن التأثيرات الحقيقية للأصوات الشديدة لا تزال مجهولة حتى الآن ،أما التأثير الحارق ثم الصاعق للصوت فيحدث نتيجة لتولد حرارة شديدة تنتج عن اندماج نووي أو ذري داخل الخلايا البشرية المختلفة فى الجسم ينتج عنه انطلاق طاقة دمج حراري هائلة كالتى تصدر من قنبلة نووية تحرق الجسم فى لمحة زمنية ولاتدعه إلا متفحماً كما تفعل الصاعقة أو أشد؟

الصوت والصاعقة: إن الترددات الصوتية العالية تسبب انضغاطاً عنيفاً للهواء في مناطق محددة وتمدداً مفاجئاً في مناطق أخرى، وإذا كانت الترددات عالية جداً سببت موجات ضغط متقاربة تجعل جزيئات الهواء تحتك ببعضها بعنف مما يولد كمية كبيرة من الحرارة، ولذلك فإن ما يحدث أثناء صاعقة البرق هو العكس، حيث يتمدد الهواء فجأة بسبب الارتفاع الكبير في درجة حرارة شعاع البرق (30 ألف درجة مئوية وهذه الدرجة تساوي خمسة أضعاف حرارة سطح الشمس ) وهذا يسبب موجات ضغط تصلنا على شكل صوت للرعد.ولذلك هناك علاقة بين الصوت والصعق أو الحرارة الزائدة المفاجئة، قال تعالى: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [هود: 67].
وقال أيضاً:(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [فصلت: 17]. نلاحظ أن الله تعالى ذكر الصيحة مرة، والصاعقة مرة، لأن الترددات الصوتية إذا كانت قوية بما فيه الكفاية تسبب الصاعقة التي تحرق أي شيء تصادفه.
3-
القوة التدميرية للصوت : كذلك تحدث القرآن عن القوة التدميرية للصوت، وذلك في عذاب قبيلة ثمود، قال تعالى: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [النمل: 51-52].

إذن فالصوت كان سبباً في تدمير هؤلاء الطغاة فيما أورده القرآن الكريم، وهذا ما يقوله العلم اليوم، حيث يؤكد الباحثون في هذا المجال أن الترددات الصوتية عند قوة معينة تكون مدمرة وتفتت أي شيء تصادفه حتى الصخور؟ ولذلك قال تعالى عن عذاب ثمود(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) [القمر: 31]. وهشيم المحتظر هو المرعى اليابس والمحترق والشوك، كما في تفسير ابن كثير.

وقال أيضاً: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [المؤمنون: 41]. والغثاء كما في القاموس المحيط: هو البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل.
تسلسل تأثير الصوت: ومن الأشياء الرائعة في هذه المعجزة أنها تصف لنا بدقة مذهلة ما يراه هؤلاء الكفار أثناء تعذيبهم، فالأذن هي العضو الأكثر تأثراً بالترددات الصوتية القوية، ثم تتأثر الرئتين والقلب والدماغ وأخيراً تتأثر العين، ولذلك فإن المعذَّب بالصوت يرى نفسه وهو ينهار شيئاً فشيئاً،وهذا ما حدث مع قبيلة ثمود، حيث أصابتهم الصاعقة وهم ينظرون، ولذلك قال تعالى: (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ)[ الذاريات: 43-45].

الصوت والإهتزاز

إن هذه الصاعقة ما هي إلا ترددات صوتية اهتزازية شديدة، ويقول العلماء إن الإنسان إذا تعرض لترددات صوتية عنيفة فإن جسده يبدأ بالاهتزاز والرجفان، ولذلك فقد حدثنا القرآن عن "الرجفة" التي أصابت هؤلاء القوم، قال تعالى عن عذاب ثمود(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [الأعراف: 78]. وإذا تأكد لنا أن الصوت له هذه القوة الميكانيكية المميتة فيجب أن نعلم أن تأثيراته الحتمية هى:
1.الصوت (أي الصيحة) يسبب الاهتزاز والرجفان وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ)، وذلك لأن الصوت هو عبارة عن موجات اهتزازية، وعندما يتعرض الإنسان لصوت قوي جداً بشدة أكثر من 200 ديسيبل يبدأ الجسم ،والوسط المحيط بالاهتزاز والرجفان بسبب الأمواج الاهتزازية العنيفة

 2-الصوت القوي يسبب الصعق والحرائق وهذا ما عبر عنه القرآن بكلمة (الصاعقة) يقول تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) لأن الترددات العالية والشديدة تجعل الهواء يتمدد بشكل مفاجئ وينضغط بشدة، وهذا يؤدي إلى رفع درجة حرارة الهواء إلى آلاف الدرجات المئوية، فيكون الصوت مترافقاً بالحرارة العالية الحارقة لدرجة التفحم وهذه هي الصاعقة
.
إن الأصوات القوية (أكثر من 200 ديسبل) تؤدي إلى

 1.تمزق الجلد وانفجار الأذن والرئتين،

2.ثم إذا زادت شدة الصوت فإنه يمزق أنسجة الجسم ويفتتها إلى قطع صغيرة محروقة تشبه الهشيم الذي تخلفه حرائق الغابات، وهذا ما وصفه الله تعالى بقوله: (فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ  

3.وكذلك فإن الصوت القوي جداً يحول الأشياء إلى ما يشبه الغثاء وهو بقايا السيل، وهذا ما وصفه القرآن بعبارة(فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً)
لقد كان القرآن دقيقا عند وصف عذاب قوم ثمود بكل مراحل التدمير الصوتى لأن الناظر إاليهم فى تتابع زمني متدرج سيراهم كل مرة فى حال من أحوال الصيحة الأربعة[ راجع التأثيرات الثلاثة للصوت قبل صفحات] ولكنه ليس موتا عاديا فزيادة الموجات الصوتية المرسلة على قوم ثمود تخطى حد الإحراق بعد انفجار الجسم بكل محتواه فهو فى هاتين المرحلتين يمر بمرحلة التفحم ثم الإنتثار كالهشيم المحتظر،
4.التأثير التفجيري للصوت :
وهو محصلةً للتأثيرين السابقين ؟وينتج عنه

 uتناثر الجسدأشلاءاً

 vفيكون فى تشبيهه بالفراش المبثوث ،

 wلكننا إذا سلسلنا هذه الحقائق ،وإذا افترضنا أن الصيحة التى ستخرج من القرن بواسطة الملك إسرافيل ستتجاوز شدتها كل تصورفإن ذلك يعنى حدوث الدمار الكوني على كل مستويات الخلق بنفس التأثيرات الثلاثة uفالنسبة للمجرات :ستتدافع الموجات الصوتية الهادرة والمستمرة والصادرة من القرن بشدة تفوق قوة التوازن الكائن بين المجرات بعضها ببعض فتختل قوانين الفيزياء المعروفة خاصة قانون الجذب والتنافر وتطيش قوانين الجاذبية بين الأجرام الفلكية والمجرات كما تطيش بهذه النفخة التى تضخ كماً هادراً من موجات صوتية رهيبة قوانين الطرد المركزى بين الأفلاك والمجرات فتصبح هذه الأخيرة فى مهب الطيش والتخبط فتصتدم المجرات ببعضها وتكون بداية التهاوى الكوني والدمار،أما بالنسبة للسموات السبع فإن الشدة الزيتية لجسم السموات ستتراخى بفعل التدافع الموجي الهادر من القرن وتأثيراته الأربعة:

1.التضاغطية

2.والحارقة

3.الصاعقة

4.والتفجيرية،

وهنــــــــــــــــــــا:

1.تمور السماء موراًشديداً

2.وتضطرب فتصبح

       * مسترخية

       *واهية

       *ضعيفة جدا 

 3.وباستمرار هدر الموجات الصوتية المتدافعة من القرن يتزايد الوهاء والضعف لجسم السموات

       أ)فتفرج فى كل مكان منها

       ب)حتى تتجاور الفرج وتتقارب لتصير شقوقاًً     

         ج)وتندمج الشقوق باستمرار التدافع الموجي الهادر من القرن لتصير أبواباً

 1. فكل فرج يصير شقا

 2.وكل شق يصيرفتحا
3. وكل فتح يصيرباباً كل هذا وما زالت التدافعات الموجية الهادرة من القرن لاتنقطع

 4. فتتتلاحم الأبواب والشقوق والفرج فتصير وكأنها قشطت أو هى قد قشطت فعلاً
*
فتقلع السماء
*
ثم تطوى فى صفحات كأنها كتاب ،
*
كل هذا وما يزال إسرافيل ينفخ فى القرن بلا انقطاع
انهيار الجبال ونسفها :
تنهارالجبال بنفس الطريقة ،

1.حيث تتدافع الموجات الصوتية الهادر من القرن بواسطة إسرافيل بشدة لا يستطيع بشر علي ظهر الأرض تقدير عِظَمِ شدتها، فتدك القوة الميكانيكية للموجات الصوتية المتدافعة الأرض والجبال الكائنة عليها فبينما تكون الأرض فى حالها من التدميرتكون الجبال تحت عدة عوامل تدميرية ينتج عنها ماجاء من وصف قرآني دقيق لمراحل التدمير الميكانيكى للجبال

2.فتلاحق الموجات الصوتية التضاغطية الهادرة يرجرج الأرض فى كل اتجاه ولكن بقوة لم يعرفها بشرٌ قبل ولن يعرفها أحد بعد فيحدث للجبال على التوالى ما يلى

3.تنقطم أوتاد الجبال الضاربة فى أغوار الأرض

4.فتصبح الجبال بغير أوتاد أى رازحة فقط على سطح الأرض؟

5.ومع ازدياد الرجرجة نتيجة تدافع موجات القرن التضاغطية الهادرة بلا انقطاع تميل الجبال مع كل اتجاه ترجرج فيه الأرض تارة للأمام وتارة للخلف وتارة في كل اتجاه ويكون محصلة المتجه الحركي للأرض أن تأخذ خطوات للأمام أو للخلف لكنها خطوات واسعة بقدر

 1.حجم

 2.وقوة رجرجه الأرض

 3.ووزن الجبال ،،أماما أو خلفا فتبدو وكانها تسير فعلاً(وتسيرُ الجبال سيرا)..الآية .

 التفسير اللغوي لأوتاد الجبال؟:

 قال ابن منظور في لسان العرب: وتد: وتَدَ الوتِدُ وتْداً، وتِدَةً، ووتَّد، كلاهما: ثبَّت، والجمع أوتاد. تميد: ماد الشي يميد ميداً، إذا تحرك ومال، وفي الحديث: "لمّا خلق الله الأرض جعلت تميدُ فأرساها بالجبال". فهم المفسرين: قال الإمام الرازي في تفسيره لقوله تعالى: "والجبال أوتاداً": أي أوتاداً للأرض كي لا تميد بأهلها، فيكمل كون الأرض مهاداً بسبب ذلك". وقال القرطبي في تفسيره للآية أيضاً: "أوتاداً: أي لتسكُنَ ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها". وقال القرطبي أيضاً في تفسير قوله تعالى: "وألقينا فيها رواسي" أي: جبالاً ثابتة لئلا تتحرك (الأرض) بأهلها". مقدمة تاريخية: لقد تعرّف الإنسان على الجبال منذ القديم على أنها كتل صخرية عالية الإرتفاع عن سطح الأرض، واستمر هذا التعريف للجبال إلى أن أشار "بيير بوجر" عام 1835م إلى أن قوى الجذب المسجلة لسلاسل جبال الإنديز أقل بكثير مما هو متوقع من كتلة صخرية هائلة بهذا الحجم، فاقترح ضرورة وجود كتلة أكبر من نفس مادة تلك الجبال حتى يكتمل تفسير الشذوذ في مقدار الجاذبية. وفي أواسط القرن التاسع عشر أشار "جورج إيفرست" إلى وجود شذوذ في نتائج قياس المسافة بين محطّتي "كاليانا" و"كاليان بور" يقدر بـ: 153 متراً، ولم يستطع "إيفرست" تفسير الظاهرة فسمّاها "لغز الهند"واقترح "جون هنري برات" أن يكون السبب ناشئاً عن سوء تقدير لكتلة جبال الهمالايا، كما وضع "جورج إبري" سنة 1865 فرضية تنص على أن جميع سلاسل الجبال الهائلة الارتفاع هي عبارة عن كتل عائمة في بئر من المواد المنصهرة التي تقع أسفل القشرة الأرضية، وأن هذه المواد المنصهرة أكثر كثافة من مادة الجبال والتي يفترض فيها أن تغوص في تلك المواد المنصهرة العالية الكثافة كي تحافظ على انتصابها على السطح.
وفي سنة 1889 طرح الجيولوجي الأمريكي "داتون"
نظرية سماها "نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض" ومثّلها عملياً بمجموعة من المكعبات الخشبية المتفاوتة الأطوال وذلك بجعلها تعوم في حوض مليء بالماء، حيث وجد أن هذه المكعبات تغوص في الماء وأن مقدار هذا الغوص يتناسب طرداً مع ارتفاع وعلو تلك المكعبات وهذا ما يسمى الآن "حالة التوازن الهيدروستاتي".وفي عام 1969 طرح عالم الجيولوجيا الفيزيائية الأمريكي "مورجان" (Morgan) نظرية بنائية الألواح (الصفائح) والتي تقول بأن القشرة الأرضية ليست جسماً مصمتاً متصلاً بل إنها عبارة عن ألواح (أو صفائح) تفصل بينها حدود، وأنها تتحرك إما متقاربة أو متباعدة، وأن الجبال عبارة عن أوتاد تحافظ على اتزان هذه الألواح (الصفائح) أثناء حركتها. حقائق علمية: - الجبل يشبه الوتد شكلاً إذ إن قسماً منه يغرق في طبقة القشرة الأرضية. - الجبل يشبه الوتد من حيث الدور والوظيفة إذ إنه يعمل على تثبيت القشرة الأرضية ويمنعها من الاضطراب والميلان. - كشف الجيولوجيون أن طبقة القشرة الأرضية (السيال) هي التي تشكل القارات وتحتضن المحيطات. - في سنة 1889 وضع الجيولوجي الأمريكي "داتون" "Dutton" نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض. - في عام 1969 تم الكشف على أن القشرة الأرضية عبارة عن ألواح أرضية تفصل بينها حدود وأن الجبال عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن تلك الألواح الأرضية أثناء حركتها. التفسير العلمي : قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 6-7]. من الآية السالفة الذكر يتضح لنا معنيان؛ الأول: أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً؛ إذ إن قسماً من مادة الجبال يغرق في طبقة القشرة الأرضية. والثاني: أن الجبال تشبه الأوتاد دوراً؛ أي أنها تعمل على تثبيت القشرة الأرضية وتمنعها من أن تميد وتضطرب؟. أما المعنى الأول: فقد اكتشف علم الجيولوجيا الحديث أن طبقة القشرة الأرضية (السيال) التي نعيش عليها هي التي تشكل القارات وتحتضن المحيطات، وترتفع جبالاً في مكان وتنخفض ودياناً في مكان آخر وتلي هذه الطبقة - مباشرة - طبقة السيما وهي أكثف من طبقة السيال؛ ولكن تحت ثقل هذه الأخيرة يصبح لها قوام عجيني الأمر الذي يسهل انزلاق القارات عليها؛ فالقارات جميعها تنزلق بسرعة ملحوظة وباتجاهات متعددة، حسب القياسات الحديثة بالأقمار الاصطناعية. جاء في كتاب "الأرض" (Earth, Frank Press, 3rd ed., P. 435, 1982) إن الجبال الضخمة لا ترتكز على قشرة صلبة، وإنما هي تطفو على بحر من الصخور الأكثر كثافة، وبمعنى آخر: "إن للجبال جذوراً أقل كثافة من طبقة السيما تساعد هذه الجبال على العوم". ويقول العالم Van Anglin C.R. في كتابه "Geomorphology" الصادر في عام 1948 (ص:27): "من المفهوم الآن أنه من الضروري وجود جذر في السيما مقابل كل جبل فوق سطح الأرض". ولنفهم هذا التوازن نأخذ مثلاً الجليد: فالجليد أقل كثافة ( Density ) من الماء، كما أن السيال أقل كثافة من السيما، فإن علا جبل الجليد فوق الماء فلا بد من امتداد له تحت الماء يدفعه ويساعده على العوم. كذلك الجبال الصخرية؛ فهي تشكل - من حيث تكوينها - جزءاً بارزاً فوق سطح الأرض وجذراً غارقاً في السيما، وقد أثبت ذلك علمياً بواسطة قياسات الجاذبية في مختلف تضاريس الأرض. فقد جاء في كتاب الأرض " أن الجهاز المعروف بـ "ميزان البناء" (Plumb Bob) يظهر انحرافاً عند المستقيم العامودي نسبة لسطح الأرض بسبب جاذبية الكتل الجبلية. وفي صفحة 435 من الكتاب نفسه: إن ميزان البناء يتحسس الكثافة العالية للجزء الظاهر من الجبل كما يتحسس الكثافة القليلة للجذر. وظهر ذلك عند قياس مقدار الانحراف بدقة. لقد اتضح من خلال ما تقدم أنه من الثابت علمياً أن للجبال شكل أوتاد، كما هو مذكور في القرآن العظيم المنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم منذ ما يزيد على 1400 سنة. هذا بالنسبة للمعنى الأول، أما المعنى الثاني: وهو دور الجبال في تثبيت القشرة الأرضية. فقد أكدته "نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرضي" للجيولوجي الأمريكي "داتون" "Dutton" سنة 1889 والتي تنص على أن المرتفعات تغوص في الماء بمقدار يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، كما جاءت نظرية "بنائية الألواح الأرضية" التي طرحت عام 1969 لتبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن القشرة الأرضية وتوضح هذه النظرية التي تم التأكد منها بواسطة صور الأقمار الاصطناعية بأن القشرة الأرضية ليست جسماً مُصْـمتاً بل إنها عبارة عن ألواح (صفائح) أرضية تفصل بينها حدود، وهذه الصفائح تتحرك إما متقاربة أو متباعدة بحيث تكون الجبال غير الرسوبية عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن هذه الألواح الأرضية أثناء حركتها. بين يدي هذا كله يطرح سؤال، وهو كيف عرف النبي محمد بن عبد الله صلاة الله وسلامه عليه أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً ودوراً في الوقت الذي كان فيه الإنسان يجهل طبيعة تكّون الأرض؟!. والجواب هو أن أي عاقل - على ضوء ما تقدم - سيقطع جازماً بأن هذا الكتاب الذي أُنزل معجز وأنه ليس من صنع البشر ولا هو داخل في طاقاتهم ولا تحت إمكانياتهم - مهما أوتوا من العبقرية والذكاء أو الفطنة والدهاء - وإنما هو كلام الله تعالى خالق الكون، والعالم بحقيقة تكوينه مصداقاً لقوله جل وعز: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]. ووجه الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو دلالة اللفظ "أوتاداً" على وظيفة الجبال، فهي تحفظ الأرض من الاضطراب والميلان وتؤمن لها الاستقرار، وهذا ما كشف عنه الجيولوجيون في النصف الثاني من القرن العشرين. بلاد البحار و الجبا ل و الصحاري
ومع تدافع الموجات الصوتية الهادرة من القرن تزداد رجرجة الأرض فمع كل ميل للأرض مع الرجرجة تنزلق الجبال بتأثير وزنها ودفع موجات القرن الصوتية الهادرة ثم تتوقف لبرهة بفعل القصور الذاتي عن اعتدال الأرض مع تغير أرتفاعها وانخفاضها المتتابع بفعل الرجرجة فتبدو الجبال وكأنه تسير فعلاً،ولا تصمد الجبال أمام شدة موجات الصوت التضاطية للقرن وكذلك رجرجة الأرض وزلزلتها فتنهار الجبال وتتفتت ثم يطيش بها تضاغط الصوت الهادر من القرن فتطير وتصبح كالعهن المنفوش الملون ويرجع لون الجبال إلى محتواها من المعادن المخزونة فيها مثل :الذهب والحديد والنحاس والكوبلت والمنجنيز وخلافه مما يعطى الجبال ألوانها المطابقة ،هذه الألوان التى يرجع اليها تلون التراب المنتثر منها يوم القيامة حتى يبدو كالعهن المنفوش )
، إن المجال الصوتي الذي نسمعه يتراوح بين 20 هرتز و 20000 هرتز، والترددات التي تقل عن 20 تعتبر موجات تحت صوتية infrasound ، والترددات التي تزيد على 20000 تعتبر ترددات فوق صوتية ultrasound، وتقاس قوة الصوت بوحدة قياس تدعى الدسبيل dB فعندما تصل قوة الصوت إلى 120 ديسيبل تتعرض الأذن لآلام واضحة، وعند 140 ديسبيل تنفجر طبلة الأذن، وعند 150 ديسيبل يبدأ القفص الصدري بالاهتزاز ويتعرض الإنسان للغثيان والسعال الحاد وضيق شديد في التنفس، وعند 200 ديسيبل تنفجر الرئتين، ثم أكثر من ذلك تتأذى كل أنحاء الجسم وتنتهي باضطرابات في عمل القلب والدماغ وتكون النتيجة هي الموت. وعندما يتعرض الإنسان لترددات صوتية عالية فوق سمعية فإن درجة حرارة جسده ترتفع ثم يبدأ بالاحتراق، بسبب موجات الضغط العالية التي تسخن الهواء من حوله. وعندما تكون الترددات عالية والصوت شديداً فإن هذا الصوت سيولد فقاعات في الجسم وجروح دقيقة ويبدأ النسيج العضلي بالتمزق ويموت الإنسان لتوه. والصوت يؤثر ليس على الأذن فحسب بل إنه يؤثر على العظام والجلد وتجاويف الجسم، وكذلك على النظام العصبي لدى الإنسان، ويقول العلماء إن التأثيرات الحقيقية للأصوات الشديدة لا تزال مجهولة حتى الآن.لكننا إذا سلسلنا هذه الحقائق ،وإذا افترضنا أن الصيحة التى ستخرج من القرن بواسطة الملك إسرافيل ستتجاوز شدتها كل تصورفإن ذلك يعنى حدوث الدمار الكوني على كل مستويات الخلق فالنسبة للمجرات :ستتدافع الموجات الصوتية الهادرة والمستمرة والصادرة من القرن بشدة تفوق قوة التوازن الكائن بين المجرات بعضها ببعض فتختل قوانين الفيزياء المعروفة خاصة قانون الجذب والتنافر وتطيش قوانين الجاذبية بين الأجرام الفلكية والمجرات كما تطيش بهذه النفخة التى تضخ كماً هادراً من موجات صوتية رهيبة قوانين الطرد المركزى بين الأفلاك والمجرات فتصبح هذه الأخيرة فى مهب الطيش والتخبط فتصتدم المجرات ببعضها وتكون بداية التهاوى الكوني والدمار، أما بالنسبة للسموات السبع فإن الشدة الزيتية لجسم السموات ستتراخى بفعل التدافع الموجي الهادر من القرن فتمورموراًشديداً،وتضطرب فتصبح مسترخية واهية ضعيفة جدا ،وباستمرار هدر الموجات الصوتية المتدافعة من القرن يتزايد الوهاء والضعف لجسم السموات فتفرج فى كل مكان منها حتى تتجاور الفرج وتتقارب لتصير شقوقاًً وتندمج الشقوق باستمرار التدافع الموجي الهادر من القرن لتصير أبواباً فكل فرج يصير شقا وكل شق يصيرفتحا وكل فتح يصيرباباً كل هذا وما زالت التدافعات الموجية الهادرة من القرن لاتنقطع فتتتلاحم الأبواب والشقوق والفرج فتصير وكأنها قشطت أو هى قد قشطت فعلاً فتقلع السماء ثم تطوى فى شكل صفحات كأنها كتاب ، كل هذا وما يزال إسرافيل ينفخ فى القرن بلا انقطاع (
انهيار الجبال ونسفها(مكرر) : تنهارالجبال بنفس الطريقة ،حيث تتدافع الموجات الصوتية الهادر من القرن بواسطة إسرافيل فتدك القوة الميكانيكية للموجات الصوتية المتدافعة الأرض والجبال الكائنة عليها فبينما تكون الأرض فى حالها من التدميرتكون الجبال تحت عدة عوامل تدميرية ينتج عنها ماجاء من وصف قرآني دقيق لمراحل التدمير الميكانيكى للجبال فتلاحق الموجات الصوتية التضاغطيةالهادرة يرجرج الأرض فى كل اتجاه ولكن بقوة لم يعرفها بشرمن قبل ولن يعرفها أحدمن بعدفيحدث للجبال على التوالى ما يلى :
1.تنقطم أوتاد الجبال الضاربة فى أغوار الأرض فتصبح الجال بغير أوتاد أى رازحة فقط على سطح الأرض
2.ومع تدافع الموجات الصوتية الهادرة من القرن تزداد رجرجة الأرض فمع كل ميل للأرض مع الرجرجة تنزلق الجبال بتأثير وزنها ودفع موجات القرن الصوتية الهادرة ثم تتوقف لبرهة بفعل القصور الذاتي عن اعتدال الأرض مع تغير أرتفاعها وانخفاضها المتتابع بفعل الرجرجة فتبدو الجبال وكأنها تسير سيراً فعلاً،ولا تصمد الجبال أمام شدة موجات الصوت التضاغطية للقرن وكذلك رجرجة الأرض وزلزلتها فتنهار الجبال وتتفتت ثم يطيش بها تضاغط الصوت الهادرمن القرن فتطير وتصبح كالعهن المنفوش الملون ويرجع لون الجبال إلى محتواها من المعادن المخزونة فيها مثل :الذهب والحديد والنحاس والكوبلت والمنجنيز وخلافه مما يعطى الجبال ألوانها المطابقة ،هذه الألوان التى يرجع إليها تلون التراب المنتثر منها يوم القيامة حتى يبدو كالعهن المنفوش )

(تمهيد ودراسة مبسطة عن ألوان الجبال)

 1- ألوان الجبال الحالية والتى ستشكل لون العهن المنفوش يوم القيامة ، يوم ينسفها الله نسفا :
2.الجبال الجليدية عندما اكتشف الإنسان القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي شغلت باله تلك الجبال الشاهقة والكتل الضخمة من الجليد: ما هي أسرارها؟ بعد دراسة هذه المناطق المتجمدة تبين أن الجبل الجليدي يغوص في الماء أيضاً فكل جبل يرتفع (1000) متر عن سطح البحر نجد أن له جذراً يمتد لأكثر من (4000) متراً تحت سطح الماء.الجبال والألوان: قال الله عز وجل عن أنواع الجبال ودور المياه في تشكيلها: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) [فاطر:27-28]. ، فكذلك نجد الألوان في عالم الجبال فمن أين جاء هذا التنوع؟ إنها قدرة الله تعالى. فمن المحتمل وجود علاقة بين نوع الماء وبين لون البيئة. لأن القرآن ربط بين لون الجبال وبين الماء. ومع أن الماء واحد في شكله ولونه وطعمه أحياناً، ولكن ما يدخل فيه من شوائب ونسبة أملاح وغير ذلك من المركبات الكيميائية تجعل الماء يختلف من بقعة لأخرى على سطح الأرض، بسبب اختلاف نسبة هذه العناصر فيه،أو يرجع لون الجبال إلى محتواها من المعادن المخزونة فيها مثل : الذهب والحديد والنحاس والكوبلت والمنجنيز وخلافه مما يعطى الجبال ألوانها المطابقة ،هذه الألوان التى يرجع اليها تلون التراب المنتثر منها يوم القيامة حتى يبدو كالعهن المنفوش. وسبب هذا الاختلاف أن نسبة المواد الداخلة في تركيب الغلاف الجوي تختلف أيضاً من مكان لآخر على سطح الأرض.وهذا يؤثر على الغيوم المتشكلة وبالنتيجة نجد بالتحليل الكيميائي أن الماء الذي يَنْزل على شكل أمطار وثلوج غير متشابه في جميع مناطق العالم، إن هذا الاختلاف يؤدي إلى اختلاف لون البيئة ومنها الجبال التي يهطل عليها هذا المطر ولون الكائنات الحية فيها
حقائق جديدة عن الجبال :
1.الجبال هي أوتاد، هل هذا الكلام دقيق علمياً؟ لولا الجبال لاضطربت بنا الأرض، هل يقر علماء الغرب بهذه الحقائق اليوم؟ لنقرأ هذه الحقائق الجديدة عن الجبال.. بحث رائع: الجبال تتحرك أثبت العلماء أن الجبال ليست جامدة كما نراها، بل هي تتحرك، وهذا ما أشار إليه القرآن في آية معجزة، فمن كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الجبال تتحرك حركة خفية فتمر مروراً لا نحس به؟..
2.الجبال المتلونة بلون المعادن التى تحتويها :فمعدن الذهب يعطيها عند النسف اللون الأصفر واحديد يعطيها اللون الأسود وألأزرق والفضة تعطيها اللون الفضي وهكذا تكون الجبال عند النسف والتطاير كالعهن المنفوش .


3.الإحتمال الثاني لكيفية دمار الكون

ونعرضه من الناحية النظرية لإستبعاد حدوثه فى الواقع:وذلك حين يصدر الأمر الإ لهي للشمس أن لا تشرق إلا من مكان غروبها ،حيث كانت تشرق وتغرب فينعكس مسارها ليبدأ من المغرب إلى المشرق ، وهنا تبدأ أول عملية الخلل التوازني بين قوى الجذب والتنافر الجرمي بين الشمس ونفسها والشمس وغيرها ففى ( 67/هود) [ وأخذت الذين ظلموا الصيحة] ، وفى (94 هود) [وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين
وفى( 73/ الحجر) [ فأخذتهم الصيحة مشرقين
وفى ( 29/ يس ) [ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون
49/يس ) [ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم يرجعون قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ]
وفى ( 53/يس) [ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون
وفى قوله تعالى ( 15/ص) [ وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق
وفى (42/ ق ) [ يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ]
ويمهل الله تعالى الكون فتتكيف كل الكواكب والنجوم والشمس بأمر الله تعالى مع المدار الجديد للشمس ، فيحدث تكيف مؤقت لكنه لا يدوم ففى فترة التكيف المؤقت تقع باقى أحداث ما قبل القيامة وهي خروج الدابة والدخان ووقوع باقى الخسوف – ثم ارتداد الناس إلى الكفر وعبادة الاوثان ثم تخريب الكعبة والواضح أنها ستحدث فى أوقات زمنية سريعة التلاحق إجمالى زمانها هو مدة تماسك الاجرام الملحقة بالمجموعة الشمسية للأرض ثم لا يصمد هذا التماسك بإذن الخالق..سبحانه وتعالى  فقبل انهيار قوانين التماسك الكوني ينفخ فى الصور ويصعق من فى السماوات ومن فى الأرض ثم يليها مباشرة دمار الكون فى مجموعة الأرض والشمس ...قال تعالى [ فإذا نفخ فى الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية ] وعندما يأتي ذلك اليوم تقع أحداث الدمارلكل الكون المخلوق بكل مجراته وأجرامه ونجومه وشموسه وكواكبه والجبال التى عليها والأنهار والعشار والإنس والجن ولكن كيف يحدث ذلك ؟ سيحدث ذلك بتأثير الموجات التضاغطية الصوتية الصادرة من الصور أو القرن عندما ينفخ إسرافيل في الصوربإذن ربه ، فتنهي هذه النفخة الحياة في الأرض والسماء ( ونفخ في الصور فصعق من السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله )، وهي نفخة هائلة مدمرة يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء ، ولا يقدر على العودة إلى أهله وخلانه ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون )،وفي الحديث ( ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا ، قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ويصعق الناس ) رواه مسلم ، والليت : صفحة العنق
-
وقد أخبرنبي الله صلى الله عليه وسلم عن سرعة هلاك العباد حين ينفخ فى الصور فقال( ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه ، فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها ) رواه البخاري


الصور الذي ينفخ فيه ؟؟ الصور في لغة العرب : القرن ، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور ففسره بما تعرفه العرب من كلامها ،
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال( ما الصور ؟ قال : الصور قرن ينفخ فيه ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وقال عنه الحاكم صحيح ووافقه الذهبي وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ ( الصُور ) ، جمع صورة ، وتأوله على أن المراد النفخ في الأجساد لتعاد إليها الأرواح،ونقل عن أبي عبيدة والكلبي أن( الصُّوْر) بسكون الواو جمع صورة ، كما يقال : سور المدينة جمع سورة ، والصوف جمع صوفة، وبسر جمع بسرة. وقالوا : المراد النفخ في الصور وهي الأجساد ، لتعاد فيها الأرواح وما ذكروه خطأ من وجوه ، الأول : أن القراءة التي نسبت إلى الحسن البصري لا تصح نسبتها إلى الأئمة الذين يحتج بقراءتهم
الثاني: أن صورة: تجمع على ( صُوَر) ولا تجمع على ( صُوْر) كما ادعى أبو عبيدة والكلبي قال تعالى (وصوركم فأحسن صُوَركم ) ولم يعرف عن أحد من القراء أنه قرأها:فأحسن صُوْركم
الثالث : أن الكلمات التي ذكروها ليست بجموع وإنما هي أسماء جموع يفرق بينها وبين واحدتها بالتاء
الرابع : أن هذا القول خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة ، فالذي عليه أهل السنة والجماعة أن الصور بوق ينفخ فيه
الخامس : أن هذا القول مخالف لتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم حيث فسره بالبوق السادس : أن الله تعلى قال ( ونفخ في الصور فصعق من السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) فقد أخبر الحق سبحانه أنه ينفخ في الصور مرتين ، ولو كان المراد بالصور النفخ في الصُوَر التي هي الأبدان لما صح أن يقال ( ثم نفخ فيه أخرى ) لأن الأجساد تنفخ فيها الأرواح عند البعث مرة واحد - النافخ في الصور: قال ابن حجر العسقلاني ( اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام ، ونقل فيه الحليمي الإجماع ، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه ، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي ، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه ، وكذلك في حديث الصور الطويل)
^
وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن صاحب الصور مستعد دائما للنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن طَرْف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه ، كأن عينيه كوكبان دريان ) رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ووافقه الذهبي)
^
وروى ابن المبارك في الزهد ، والترمذي في سننه ,أبو نعيم في الحلية وأبو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ. قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا ) وقال الترمذي : حديث حسن صحيح
اليوم الذي يكون فيه النفخة
تقوم الساعة يوم الجمعة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة ) رواه مسلم
^وفي حديث آخر أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الساعة تقوم يوم الجمعة ، وفيها يبعث العباد أيضا ، فعن أوس بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة عليّ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارامي والبيهقي ولما كانت الساعة تقع في هذا اليوم فإن المخلوقات في كل يوم جمعة تكون مشفقة خائفة إلا الانس والجن ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه هبط وفيه تيب عليه ، وفيه مات وفيه تقوم الساعة ، وما من دابة إلا وهي مصيخة - منتظرة قيام الساعة - يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس ، شفقا من الساعة إلا الجن والإنس ) روام مالك وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد


كم مرة ينفخ في الصور؟
إن إسرافيل سينفخ في الصور مرتين ، الأولى يحصل بها الصعق ، والثانية يحصل بها البعث ، قال تعالى ( ونفخ في الصور فصعق من السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) سورة الزمر ، وقد سمى القرآن النفخة الأولى بالراجفة ، والنفخة الثانية بالرادفة ، قال تعالى ( يوم ترجف الراجفة ، تتبعها الرادفة ) ، وفي موضع آخر سمى الأولى بالصيحة ، وصرح بالنفخ بالصور بالثانية، قال تعالى ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ،فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) وقد جاءت الأحاديث النبوية مصرحة بالنفختين ، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما بين النفختين أربعون ) قالوا: يا ابا هريرة : أربعون يوما ؟ قال: أبيت. قال: اربعون شهرا ؟ قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت ) رواه البخاري في صحيحه
وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ، ورفع ليتاً ، فأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ، ويصعق الناس، ثم يرسل الله- أو قال: ينزل الله مطرا ، كأنه الطل ، أو الظل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) رواه مسلم ، والحديث تكلم عن صعق الناس دون ذكر صعق بقية المخلوقات اختصاصاً لبيان كيف سيحيون مرة أخرى. وذهب جمع من أهل العلم إلى أنها ثلاث نفخات ، هي نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة البعث. وممن ذهب هذا المذهب ابن العربي وابن تيمية وابن كثير والسفاريني، وحجة من ذهب هذا المذهب أن الله ذكر نفخة الفزع في قوله (ويوم ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ُم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون )، كما احتجوا ببعض الأحاديث التي نصت على أن النفخات ثلاث ، كحديث الصور الطويل ، الذي أخرجه الطبري وفيه(ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات ، نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة القيام لرب العالمين)،أما استدلالهم بالآية التي تذكر نفخة الفزع فليست الآية صريحة على أن هذه نفخة ثالثة، إذ لا يلزم من ذكر الحق تبارك وتعالى للفزع الذي يصيب من في السماوات والأرض عند النفخ في الصور أن تجعل هذه نفخة مستقلة ، فالنفخة الأولى تفزع الأحياء قبل صعقهم ، والنفخة الثانية تفزع الناس عند بعثهم ،أما حديث الصور فهو حديث ضعيف مضطرب كما قال ابن حجر العسقلاني ، ونقل تضعيفه عن البيهقي ،وذهب ابن حزم إلى أن النفخات يوم القيامة أربع : الأولى نفخة إماتة ، والثانية نفخة إحياء ، يقوم بها كل ميت وينشرون من قبورهم ويجمعون للحساب، والثالثة : نفخة فزع وصعق ، يفيقون منها كالغشي عليه ، لا يموت منها أحد ، والرابعة : نفخة إفاقة من ذلك الغشي،وابن حزم قد جانبه الصواب ،لأن نفخة الإماتة هى نفخة الصعق ونفخة الإحياء هى هى نفخة الإفاقة من الغشى؟ قال ابن حجر بعد أن حكى مقالة ابن حزم: هذا الذي ذكره من كون الثنتين أربعاً ليس بواضح ، بل هما نفختان فقط ، ووقع التغاير في كل واحد منهما باعتبار من يستمعهما ، فالأولى يموت فيها كل من كان حيا ، ويغشى على من لم يمت ممن استثنى الله ، والثانية : يحيا بها من مات ، ويفيق بها من غشي عليه والله أعلم أما الذين لا يصعقون عند النفخ في الصور فقد أخبر الباري جل وعلا أن بعض من السماوات ومن في الأرض لا يصعقون عندما يصعق من في السماوات ومن في الأرض( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وقد اختلف العلماء في تعيين الذين عناهم الحق بالاستثناء في قوله( إلا من شاء الله ) فذهب ابن حزم إلى أنهم جميع الملائكة لأن الملائكة في اعتقاده أرواح لا أرواح فيها ، فلا يموتون أصلا. وهذا الذي ذهب إليه لا يسلم له ، فالملائكة خلق من خلق الله تبارك وتعالى وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إن الله إذا تكلم بالوحي أخذ الملائكة منه مثل الغشي) ، فأخبر في هذا الحديث أنهم يصعقون صعق الغشي ، فإذا جاز عليهم صعق الغشي جاز عليهم صعق الموت وذهب مقاتل وغيره إلى أنهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وأضاف إليه آخرون: حملة العرش. وذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إلى أن المراد بهم الذين في الجنة من الحور العين والولدان، وأضاف إليهم أبو اسحاق بن شاقلا من الحنابلة والضحاك بن مزاحم خزنة الجنة والنار وما فيها من الحيات والعقارب يقول ابن تيمية رحمه الله : وأما الاستثناء فهو متناول لما في الجنة من الحور العين ، فإن الجنة ليس فيها موت وقد جنح أبو العباس القرطبي صاحب " المفهم إلى شرح مسلم " إلى أن المراد بهم الأموات كلهم ، لكونهم لا إحساس لهم فلا يصعقون. وما ذهب إليه أبو العباس صحيح إذا فسرنا الصعق بالموت ، فإن الانسان سيموت مرة واحدة ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) وقد عقد بان القيم في كتابه " الروح " فصلا كاملا بين فيه أن أهل العلم قد اختلفوا في موت الأرواح عند النفخ في الصور، والذي رجحه ابن القيم أن موت الأرواح هو مفارقتها للأجساد وخروجها منها ، ورد قول الذين قالوا بفناء الأرواح وزوالها : أما إذا فسرنا الصعق بالغشي ، فإن الأرواح تصعق بهذا المعنى ولا تكون داخلة فيمن اشتثنى الله تبارك وتعالى ، فإن الإنسان قد يسمع أو يرى ما يفزعه فيصعق ، كما وقع لموسى عندما رأى الجبل قد زال من مكانه ( وخر موسى صعقا ) وقد جاء هذا المعنى صريحا في بعض النصوص ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله ) رواه البخاري، وهذا الحديث صريح في أن الموتى يصعقون ، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين يصعق ، فغيره أولى بالصعق، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الذي يصعق صعق غشي هم الشهداء دون غيرهم من الأموات ، وأضاف إليهم آخرون: الأنبياء. ويرى القرطبي أن السر في قصر هذا على الشهداء والأنبياء أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين مستبشرين ، وهذه صفة الأحياء في الدنيا ، وإذا كان هذا حال الشهداء كان الأنبياء أحق وأولى وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وأن عليه الصلاة والسلام قد اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء وخصوصا بموسى، إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء ، وإذا تقرر أنهم أحياء ، فإذا نفخ في الصور نفخة الصعق صعق كل من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، وذهب البيهقي إلى أن الأنبياء والشهداء يصعقون صعق الغشي، وبناء على هذا يكون الأنبياء والشهداء من الذين يصعقون ، ولا يكونون داخلين في الاستثناء. وقد نقل عن ابن عباس وأبي هريرة وسعيد بن جبير أن الأنبياء والشهداء من الذين استثناهم الله ، وعزاه ابن حجر إلى البيهقي، فإن كان المراد استثناؤهم من الموت فإن هذا حق ، وإن كان المراد استثناؤهم من الصعق الذي يصيب الأموات كما دل عليه حديث موسى فالأمر ليس كذلك، وقد ذهب الحليمي أن لا يمكن أن يكون المستثنون حملة العرش أو جبرائيل وميكائيل وملك الموت ، فحملة العرش ليسوا من سكان السماوات والأرض ، لأن العرش فوق السماوات كلها . وأما جبرائيل وميكائيل وملك الموت فمن الصافين المسبحين حول العرش والعرش فوق السماوات ، فكيف يكون الاصطفاف حوله في السماوات. وكذلك رد القول بأنهم هم الولدان والحور العين في الجنان ، لأن الجنان وإن كان بعضها أرفع من بعض فإن جميعها فوق السماوات ودون العرش.
(
هامش 3) "يبدأ التدمير الكوني إذا أراد الله باصتدام المجرات بعضها ببعض-وذلك بفعل الموجات الصوتية التضاغطية الهادرة من القرن أو الصوروهو مانعرفه اليوم بالنفير،غيرأن حجمه وعظمه لا يعلمه إلا الله ،يثول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: قلت: يا رسول الله وما الصور؟ قال القرن قلت: كيف هو؟ قال عظيم، والذي بعثني بالحق إِنَّ عِظَم دارة فيه كعرض السموات والأرض، ينفخ فيه ثلاث نفخات،الحديث بطوله سيأتى لاحقاً إن شاء الله. هذه المجرات التى أشار اليها القرآن بلفظ :( البروج ) أولا: كيف سمى القرآن المجرات بالبروج؟ فلم يكن أحد يعلم شيئاً عن الأبنية الكونية زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن وجود بناء محكم في السماء، ، إن كل مجرَّة هي عبارة عن بناء مُحكم من النجوم، والشمس هي عبارة عن نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من مئتي ألف مليون من النجوم، تتوزع هذه النجوم بنظام وكأننا أمام برج ضخم متماسك! والعجيب أن القرآن العظيم يحدثنا عن هذه الأبراج الضخمة بدقة تامة، يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16]. إن تفسير الآية لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل إننا نلاحظ أن هنالك مجموعات من المجرات ترتبط فيما بينها لتشكل بروجاً أيضاً. إذن في السماء بروج من النجوم وهي تجمعات النجوم ضمن المجَّرة، وبروج من المجرات وهي تجمعات للمجرات ضمن بروج، وسبحان الله عالم الغيب والشهادة. لو نظرنا إلى هذا الكون من خارجه لرأينا مجموعة ضخمة من الأبنية المُحكمة. تتجمع المجرات في جزر كونية لتعطي أشكالاً وألواناً مختلفة. ولو دخلنا إلى داخل هذه الجُزر لرأينا لكل مجرة بناءً أيضاً وشكلاً يختلف عن المجرة الأخرى ولوناً آخر أيضاً. والبرج هو البناء، وما هذه المجرات والجزر الكونية والنجوم إلا أبراجاً متماسكة وقوية لا يمكن لبشر أن يتصور حجم الجاذبية فيها أو حجم النجوم التي تحتويها. وهنا نجد قول الحق يتجلى ليؤكد حقيقة البروج بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) [البروج: 1]. ويقول أيضاً:(والسماء وما بناها) [الشمس: 5]. ونجد قوله تعالى عن بناء السماء: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12]. وآيات كثيرة تؤكد وجود بناء محكم للسماء وما تحويه من مجرات سماها الله تعالى بالبروج: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) [الفرقان: 61]. وحديثاً كشفت الصور الملتقطة بالمراصد الموضوعة في الفضاء الخارجي عن جدران من المجرات بطول مئات الملايين من السنوات الضوئية، وكشفت عن جسور من المجرات تربط بين هذه الجدران، والسؤال: أليست هذه أبنية كونية ضخمة؟؟ صورة لمجرة تسبح في هذا الكون الواسع، وتحوي هذه المجرة كحد أدنى 100000000000 نجم!!!(مائة بليون نجم) وتشكل هذه المجرة مع بلايين المجرات غيرها بناء كونياً رائعا يشهد على عظمة الخالق عز وجل، فتبارك الله أحسن الخالقين.
و في قوله تعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً) يقرر سبحانه وجود البروج أى المجرات .
ثانيا: كيف تتصادم المجرات: ويحدث التدمير الكونى الكلي؟ صورة حقيقية رأى فيها العلماء كيف تتصادم مجرتين بشكل عنيف وتلتحمان، وتتناثر الكواكب والنجوم فيهما بشكل مرعب، هذا ما سيحدث يوم القيامة لمجرتنا، حيث يؤكد الباحثون أن التصادم مع مجرة أخرى لابد منه، وعندها تتناثر النجوم، وهذا ما حدثنا عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً، فسبحان الله! المصدر،ويمكن الرجوع للمقالة في مجلة العلوم الأمريكية بعنوان:
.
بتصرف من موقع الكحيل. When Milky Way and Andromeda Collide, Earth Could Find Itself Far From Home.
إن أقرب مجرة بالنسبة لنا هي مجرة الأندروميدا، إنها تبعد 2.3 مليون سنة ضوئية وهي مثل مجرتنا تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم. إنها تتحرك مقتربة من مجرتنا بسرعة 120 كيلو متر في الثانية.
وبعد ألفي مليون سنة سوف يحدث الاصطدام كما حاول بعض العلماء التنبؤ بذلك من خلال تمثيل هذه العملية على السوبر كمبيوتر، ووجد أن هذا الاصطدام سيؤدي إلى انتثار النجوم في كلا المجرتين، وتباعدها عن بعضها. وأما الشمس فتنفجر وتبتلع القمر أوتجمع معه ، فيخبوا ضوؤها ويزول "تكور الشمس " ويحدث خلل مريع فى توازن الأفلاك والشمس اقرب نجم الى الارض وينتمي الى فصيلة النجوم القزمية الصفراء والشمس تمثل 99 % من كتلة المجموعة الشمسية كلها ويقدر العلماء عمرها ينحو اربعة ونصف مليار عام عندما تواجد سديم من الغاز المكون في معظمه من الهيدروحين اخذ في التمركز والدوران حول نفسه مولدا الطاقة والضغط الكافيين لاندماج ذرات الهيدروجين معلنة بدء ولادة النجم، ويقدر العلماء وبحسب كمية الهيدروجين المتبقية ان المتبقي من حياة الشمس حوالى خمسة مليارات عام فقط تتمدد بعدها لتصبح عملاق احمر يبتلع مدارات الكوكب التي تدور حوله ثم تبدأ في الاضمحلال والانكماش الى ان تصل الى قزم ابيض اصغر بكثير من حجمها الحالي ثم الى قزم اسود بعد ذلك، إلا ان هذه التحولات والتغيرات تأخذ المليارات من السنين من مرحلة الى اخرى، ولا يعلم الغيب الا الله ولكن هذه افتراضات علمية مبنية على عمليات حسابية بإفتراضات وإحتمالات رياضية ليس إلا، وقد تكون هذه الفروض صحيحة او غير مكتملة، وقد تظهر نظريات اخرى جديدة تغير وتعدل النظريات الحالية. موقع الشمس: توجد الشمس في إحدى أذرع مجرة درب التبانة، وتبعد عن مركز المجرة حوالي 30 ألف سنة ضوئية تنتمي الشمس إلى حشد نجوم صغير ومفتوح مكون من 140 نجم تقريباً، تدور الشمس حول مركز المجرة كل 250 مليون سنة تقريباً، كما تقوم الشمس بحركة أخرى معامدة لمدارها حول مركز المجرة وتنجز هزّة واحدة كل 28 مليون سنة. - وصف الشمس : وتقدر كتلة الشمس بنحو 1990 تريليون تريليون طن - التريليون يساوي مليون مليون - اي تمثل 330.000 مرة كتلة الارض وهي قوة كافية لخلق جاذبية كافية للحفاظ على النظام الشمسي بالكامل، وتبعد عن الأرض مسافة 149,600 كيلو متر ( 93 مليون ميل ) وتبعد عن اقرب نجم لها مسافة 4.3 سنة ضوئية. وتبلغ درجة حرارة الشمس في مركزها 14 مليون درجة مئويه وعلى سطحها حوالي 5,500 درجة مئوية اما البقع الشمسية فهي اقل حرارة اذ تبلغ 4,000 درجة مئويه وتبلغ سرعة الرياح الشمسية 3 مليون كيلومتر في الساعة ويقدر اشعاع الشمس او الطاقة الشمسية المتولدة بنحو 390 مليار مليار ميجاواط، وتفقد الشمس بالإشعاع حوالي عشرة ملايين طن كل ثانية من مادتها، كما تفقد 600 مليون طن كل ثانية من مادتها بالتفاعلات النووية في قلبه.
مكونات الشمس : تتكون الشمس مثل باقي النجوم من الهيدروجين كمكون اساسي يمثل 92 % وخلال عملية انتاج الطاقة تتحول ذرة الهيدروجين الى الهليوم والذي يمثل 7.8 % من مكونات الشمس والباقي عناصر اخرى مثل الاوكسجين والذي يمثل 0.06 % والكربون والكبريت والنيتروجين.
طبقات الشمس : تتكون الشمس من عدة طبقات، مركز الشمس وهو النواة والمكون من الغاز المضغوط - يعادل الضغط داخل المركز 340 مليار مرة الضغط الجوي على سطح البحر في الأرض - وفي حالة تسمى حاله بلازما ( الحالات الاخرى للمادة صلبة، سائلة، غازية ) - وحالة البلازما ببساطة هي الحالة التي يكون فيها جزئ المادة قد تعرض لحرارة وضغط مهولة ويبدا الالكترون في الافلات من نواته عندها تكون حالة البلازما - وهذا المكان ( النواة ) هو مصدر انتاج الطاقة التي تأخذ طريقها نحو الخارج وتمر عبر طبقات للشمس حيث تحمل جزيئات الضوء ( الفوتون ) بالطاقة وتتسرب الى الطبقات العليا، وفي الحقيقة ان عملية تحميل الفوتون للطاقة وإندفاعه للخارج تستغرق حوالي مليون سنة وهناك وخلال العملية التي تشبه الغليان تخرج الطاقة.
الانفجارات الشمسية : وهي ظاهرة تتكرر بإستمرار خلال دورة نشاط تتكرر كل 11 سنة، وتحدث عندما تزيد الطاقة المغناطيسية وتتحرر فجأة فينبعث ضوء ابيض شديد التوهج نتيجة لذلك، وقد لوحظ اول مرة في سبتمبر عام 1859 من قبل الفلكي البريطاني ريتشارد كارنجتون عندما كان يتابع البقع الشمسية ولاحظ ظهور ضوء ابيض باهر ظهر فجأة، والانفجار الشمسي يطلق الغازات المشحونة كهربائيا بسرعة ثلاثة ملايين كيلومتر في الساعة باتجاه الأرض، وإن بعضها يخترق الغلاف المغناطيسي.، وتؤثر على إحدى طبقات الغلاف الجوي وهي طبقة (الأيونوسفير)؛ هذه الجسيمات عالية الطاقة تحدث اضطرابًا في الحالة الأيونية في طبقة الأيونوسفير التي تعمل على حفظ المجال المغناطيسي للأرض مما يؤثر على الاتصالات اللاسلكية على الأرض، خاصة وأنها تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية. الرياح الشمسية وهي من أكبر العوامل التي تؤثر في طبقة (الماجنيتوسفير) المغناطيسية للأرض في طبقات الجو العليا، بما تحمله من إلكترونات حرة سالبة، ونوى ذرات الهيدروجين والهليوم التي تحتوي على البروتونات الموجبة، وتندفع الرياح الشمسية عادة بسرعة 320 كيلومترًا في الثانية، ولكنها قد ترتفع إلى أكثر من 800 كيلومتر في الثانية عند ذروة النشاط الشمسي، وخاصة عند حدوث الانفجارات، وتقوم الشمس بهدم مجالها المغناطيسي كل ألف عام، والأرض غيرت مجالها المغناطيسي 176 مرة منذ نشأتها منذ 4550 مليون سنة وحتى الآن، ولا أحد يعرف كيف يحدث ذلك.
البقع الشمسية : هي مناطق اضطراب ومساحات قاتمة تتواجد على سطح الشمس تنجم عن تركيز مجالات مغناطيسية غير مستوية. وتكون ابرد من المناطق التي حولها مما يجعلها اقل خفوتا من المناطق المحيطة بها وتظهر على شكل بقعة ‏مستديرة او بيضاوية مركزها مظلم نسبيا وتكون مملوءة بطاقة مغناطيسية يمكن ان تنطلق ‏كبركان، وتنمو البقع وتتسع وتستغرق في ذلك من اسبوع الى اسبوعان وتستغرق حوالى اسبوعان اخرين لتتلاشى. صورة الشمس بتاريخ28/2/2002 --هذه الشمس حين تنفجر فى الفضاء يوم القيامة تفقد كل محتواها فيخبو ضوؤها ويزول (تكور )وتبتلع القمر(فيجتمعا) وتنكدر النجوم ويتسلسل التدمير الكوني تباعا،فتضطرب الأرض وترجرج وتزلزل حتى تقطم الجبال فتسير سيرا تاركة أوتادها للارض فتدك الأرض وتنهار ويعقب ذلك تشقق الأرض وتفتت الجبال لتصبح مبثوثة أي كثيبا مهيلا فترج الارض رجا ثم تدك الارض دكا إي تنهار، ويخرج ما فى بطنها من نار وبركان وحمم ومياه ونفط وخلافه وتفيض الأنهار بالمياه وما تخرجه الأرض حتى تمتد الأرض وتستوى والجبال فى هذا تطير رمالها كالعهن المنفوش أي كوبر الصوف الذى يعد لكي يغزل وهومتعددة الالوان لأن حجارةهذه الجبال متعددة الالوان لوجود العناصر المعدنية المختلفة بها كالحديد والنحاس والذهب وغيرها ،وبينما تمر الأرض وما تحمل فى هذه المراحل إذ تمورالسماء مورا وتضطرب بشدة ثم تصبح مسترخية واهية ضعيفة جدا فتفرج فى كل مكان منها ويزداد الفرج إلى أن تصير شقوقا فى صفحتها الواهية المسترخية ويزداد فتح الشقوق كلما ازداداضطرابها ومورها حتى تفتح إلى أبواب فكل فرج بصبر شقا وكل شق يتسع إلى فتح وكل فتح يصنع بابا، كل هذا ومازالت السماء تضطرب وتمور(أى تغلى كالزيت) ويزداد الأضطراب فتقشط السماء وتقلع كلها ثم تطوى كالكتاب فى مجموعات مطويات تصير فى يمين الله - عز وجل – "والسماء مطويات بيمينه " فإذا طويت السماوات كالكتاب وصارت فى يمين الله تعالى ظهرالملائكة على أرجائها أي أطرافئها ويحمل عرش الرحمن يومئذ ثمانية من اعظم ما تكون الملائكة
إذلايعلم حقيقته إلا الجبار سبحانه وتعالى " فإذا نفخ فى الصور نفخة واحدة وحملتالأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فو قهم يومئذ ثمانية "، وإذا السماء فى هذا الشأن من الإنهيار يكون للشمس والقمر والنجوم والكواكب والمجرات شأن مماثل حيث تنفجر الشمس ويكثر فيها الدخان وتفقد جذوتها ويختل دورانها حول نفسها وحول أجرامها فتسقط قريبا من القمر ليجتمعا فى مدار واحد
أو تبتلعه الشمس وهي فى كل هذا تفقد ضوءها " أي تكور " ويفقد القمر بالتالى ضوئه لانكدار الشمس – وفى هذا تضطرب سائر كواكب المجموعة الشمسية ونجومها فتتناثر النجوم وتتبعثر وتنطفأ ويذهب ضوؤها فإذا تناثرت وبعثرت وخبا ضوؤها أو زال تصير إلى انعدام وتطمس فلا ترى لأنها محقت وإذبالشمس تصبح لا شمس وإذ بالقمر يزول بقدر وإذ بالارض تزول وتدمر وتنسف الجبال نسفا وتطمس النجوم وتقهر ولا يبقى من الخلق والمجرات والسموات شيئاً ؟



(هامش-2م) النجوم ويوم القيامة
1.النجم ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى)
8.فإذا النجوم طمست وإذا السماءفرجت )
2.إذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت )

فالنجوم ستمر بمر حلتين،

الاو لى: الإنكدار،

والثانية:الطمس المحقق وذهاب ضوئها،

أما الإ نكدار أي التناثر والتساقط فيرجع إلى اصطدام النجوم ببعضها وتفتتها ثم تناثرها،

وأما مرحلة الطمس أي المحق وذهاب الضوء فهي لتفتت النجم نتيجة إ صطدام النجوم ببعضها وتكسرها ثم تناثرها فى الفضاء الكوني ثم تساقطها حتى تصير لا شيئ حينئذ يتحقق الطمس أ ي المحقق والزوال الكلي للنجم فإذاقدر للناظرأن ينظر للنجم فى موقعه فلا يجده ولا يجد للنجوم الأخرى وجوداً ، فهذا هو الطمس وهو محقق لزوال الضوء بالتبعية، ويرجع ذلك إلى انعدام قوانين التماسك الكوني وذلك لأن الخالق سبحانه أراد لهذه الكائنات الزوال – فبدأ الخلل بالنفخ فى الصوروهدر الموجات التضاغطية الصوتية الخارجة من الصورأوالنفير أوالقرن كما ورد فى النصوص حتى يصل الدمار التصادمي الرهيب بين كل نجوم وكواكب وشموس المجموعة الشمسية للأرض وسائر المجرات الكونية بلا استثناءوكل السموات ومن فيهن - أسماء يوم القيامة قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي في كتاب " العاقبة ":يوم القيامة ، وما أدراك [ ص: 360 ] ما يوم القيامة ؟ يوم الحسرة والندامة ، يوم يجد كل عامل عمله أمامه ، يوم الدمدمة ، يوم الزلزلة ، يوم الصاعقة ، يوم الواقعة ، يوم الراجفة ، يوم الواجفة ، يوم الرادفة ، يوم الغاشية ، يوم الداهية ، يوم الآزفة ، يوم الحاقة ، يوم الطامة ، يوم الصاخة ، يوم التلاق ، يوم الفراق ، يوم المشاق ، يوم الإشفاق ، يوم الإشتاق ، يوم القصاص ، يوم لات حين مناص ، يوم التناد ، يوم الأشهاد ، يوم المعاد ، يوم المرصاد ، يوم المساءلة ، يوم المناقشة ، يوم الحساب ، يوم المآب ، يوم العذاب ، يوم الثواب ، يوم الفرار لو وجد الفرار ، يوم القرار إما في الجنة ، وإما في النار ، يوم القضاء ، يوم الجزاء ، يوم البكاء ، يوم البلاء ، يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا ، يوم الحشر ، يوم النشر ، يوم الجمع ، يوم البعث ، يوم العرض ، يوم الوزن ، يوم الحق ، يوم الحكم ، يوم الفصل ، يوم عقيم ، يوم عسير ، يوم قمطرير ، يوم عصيب ، يوم النشور ، يوم المصير ، يوم الدين ، يوم اليقين ، يوم النفخة ، يوم الصيحة ، يوم الرجفة ، يوم السكرة ، يوم الرجة ، يوم الفزع ، يوم الجزع ، يوم القلق ، يوم الفرق ، يوم العرق ، يوم الميقات ، يوم تخرج الأموات ، يوم تظهر الخبيئات ، يوم الانشقاق ، يوم الانكدار ، يوم الانفطار ، يوم الانتشار ، يوم الافتقار ، يوم الوقوف ، يوم الخروج ، يوم الانصداع ، يوم الانقطاع ، يوم معلوم ، يوم موعود ، يوم مشهود ، يوم تبلى السرائر ، يوم يظهر ما في الضمائر ، يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا ، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ، يوم يدعى فيه إلى النار ، يوم لا سجن إلا النار ، يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم - ولهم اللعنة ولهم سوء الدار - يوم تقلب [ ص: 361 ] وجوههم في النار ، يوم البروز ، يوم الورود ، يوم الصدور من القبور إلى الله ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، يوم لا تنفع المعذرة ، يوم لا يرتجى فيه إلا المغفرة . وأهول أسمائه وأبشع ألقابه يوم الخلود ، وما أدراك ما يوم الخلود ، يوم لا انقطاع لعقابه ، ولا يكشف فيه عن كافر ما به ، فنعوذ بالله ، ثم نعوذ بالله من غضبه ، وعقابه ، وبلائه ، وسوء قضائه ، برحمته وكرمه وجوده وإحسانه ،
(
هامش -2) انتثار الكواكب، إن أقرب مجرة بالنسبة لنا هي مجرة الأندروميدا، إنها تبعد 2.3 مليون سنة ضوئية وهي مثل مجرتنا تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم. إنها تتحرك مقتربة من مجرتنا بسرعة 120 كيلو متر في الثانية. وبعد ألفي مليون سنة سوف يحدث الإصطدام كما حاول بعض العلماء التنبؤ بذلك من خلال تمثيل هذه العملية على السوبر كمبيوتر، ووجد أن هذا الاصطدام سيؤدي إلى انتثار النجوم في كلا المجرتين، وتباعدها عن بعضها.وذلك مثل يوم القيامة عندما تنتثر النجوم التي يسميها القرآن أحياناً بالكواكب في قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ) [الصافات: 6-7]. هذه الكواكب أو النجوم سيأتي عليها يوم تتناثر فيه وتتباعد، ولذلك قال تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ) [الانفطار: 2]. والحقيقة أن مصطلح "كوكب" لم يتفق العلماء حتى الآن على تعريف دقيق له، فكل نجم يمكن أن نسميه كوكباً! ولذلك يمكن أن نعتبر أن الآية تتحدث عن تناثر النجوم، وهذا لا يتعارض مع فهمنا للقرآن الكريم.كما يمكن القول: في زمن النبي عليه الصلاة والسلام بأنه لم يكن أحد يتصور هذا الأمر، أي انتثار النجوم، ولكننا نرى هذه العملية اليوم على الكمبيوتر، وستكون فى مستقبل هذه النجوم. لكن الحقيقة ومتى تقوم الساعة لا يعلمها إلا الله. فالساعة قد تأتي في أي لحظة ولا يمكن التنبؤ بها أو حساب موعدها، ولكننا كمسلمين نفرح عندما نرى هذا التطابق المذهل يتجلى بين العلم والقرآن، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه الحقائق وسيلة نزداد بها إيماناً وحباً لهذا القرآن


صورة حقيقية رأى فيها العلماء كيف تتصادم مجرتين بشكل عنيف وتلتحمان، وتتناثر الكواكب والنجوم فيهما بشكل مرعب،

هذا ما سيحدث يوم القيامة لمجرتنا، حيث يؤكد الباحثون أن التصادم مع مجرة أخرى لابد منه، وعندها تتناثر النجوم، وهذا ما حدثنا عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً، فسبحان الله! المصدر www.nasa.gov(بتصرف) ويمكن الرجوع للمقالة في مجلة العلوم الأمريكية بعنوان: When Milky Way and Andromeda Collide, Earth Could Find Itself Far From Home. بتصرف من موقع عبد الدائم الكحيل / www.kaheel7.com - هنالك تبدل الأرض غير الأرض والسموات – وينعدم كل ضوء إلا نور اللهفتشرق أرض المحشرالمبدلة بنور لم يره الناس من قبل هو نور ربها " وأشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب .....الايات

أما الإحتمال الثانى:

 1-تتوقف النجوم عن توليد الطاقة الإنشطارية والتى يعزى إليها فيما قبل عملية الدمج النووي للذرات فى قلب النجم فينهار على نفسه داخليا تحت تأثير قوة جاذبيته الخاصة ،ويتكون بذلك ثقبا أسودا بدلا من النجم ويشكل هذا الثقب الأسود البالوعة التى تبتلع ما يقع فى طريقها من نجوم أو شموس أو كواكب

 2-أو يجمع النجم مادة من نجم رفيق له أو قريب من كتلته القصوى المحتملة لنجم قزم أبيض ويعرقل أو يعطل عملية الإنشطار النووي بالكامل فى داخل النجم مما ينتج عنه انفجار هائل للنجم ينتج عنه طرد كل المادة النجمية جرآء هذا الإنفجار،وينتج عنه تكون سديمأو دخان كوني هائل من بقايا السوبر نوفا .
(ومن موقع مدونتى على النت): إن كل الأصوات التي نسمعها تشترك في أمر واحد هو أن كل صوت من هذه الأصوات تحدثه اهتزازات جسم ما، فعندما يهتز الجسم فإنه يجعل الهواء المحيط به يهتز. تنتشر الاهتزازات في كل الاتجاهات مبتعدة عن المصدر. وعندما تدخل الاهتزازات آذاننا تنتقل إلى الدماغ الذي يترجمها إلى أصوات.. ورغم أن كثيرًا من الأصوات التي نسمعها تنتقل عبر الهواء، إلا أن الصوت يمكن أن ينتقل خلال أي مادة. فمثلاً، ينتقل الصوت جيدًا عبر الأرض الصلبة. ولهذا السبب كان الهنود الأمريكيون يضعون آذانهم على الأرض يتنصتون لضربات حوافر الخيول القادمة من بعيد.ومن المفيد أن أورد بعض المصطلحات المستخدمة فى دراسة الصوت:
دراسة الصوت والأفكار المبكرة. بدأت دراسة الصوت في العصور القديمة. فقد أجرى فيثاغورث، الفيلسوف وعالم الرياضيات الإغريقي، تجارب على الأصوات التي تحدثها الخيوط المهتزة منذ القرن السادس قبل الميلاد.. وفي نحو عام 400 قبل الميلاد، ذكر عالم إغريقي اسمه أرشيتاس أن الصوت ينتج عن حركة جسم يصطدم بآخر. وبعد نحو 50 عامًا، ذَكر الفيلسوف الإغريقي أرسطو أن الصوت يُحمل إلى آذاننا بوساطة حركة الهواء. ومنذ ذلك الحين، وحتى نحو 1300م، لم تجر في أوروبا أبحاث علمية تذكر. غير أن العلماء في العالم العربي والإسلامي والهند، طوّروا بعض الأفكار الجديدة عن الصوت بدراسة الموسيقى واستحداث نظم في نظرية الموسيقى.والصوت عند العرب. قدم إخوان الصفا في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، موجزًا شاملاً في علم الأصوات وعلم الموسيقى، وعرفوا الصوت بأنه "قرع يحدث في الهواء من تصادم الأجرام... وأنه يتموج إلى جميع الجهات". كما قسموا الأصوات إلى أربعة أنواع: جهيرة وخفيفة وحادة وغليظة وعزوا ذلك إلى طبيعة الأجسام وقوة تموج الأصوات. وقد أبان ابن سينا في رسالة له بعنوانأسباب حدوث الحروف بأن الصوت ينتج عن تموج الهواء دفعة وبقوة وسرعة. ولم تقف إسهامات العلماء العرب عند تعريف الأصوات بل تعدت ذلك إلى أن طبقوا مبادئ علم الفيزياء في الأصوات على الموسيقى وذلك نحو عام 425هـ، 1033م

النظرية الموجية. تعني النظرية الموجية "أن الصوت ينتقل على شكل موجات" وقد سبق العلماء العرب والمسلمون غيرهم في الإشارة إلى هذا المفهوم، غير أن العلماء الأوروبيين لم يشرعوا في تجارب موسعة عن طبيعة الصوت إلا في أوائل القرن السابع عشر الميلادي. ففي تلك الفترة تقريبًا، وضَّح الفلكي والفيزيائي الإيطالي جاليليو بالتجربة أن تردد موجات الصوت هو الذي يحدد طبقته. لقد قام بحك قاطعة ذات أسنان على سطح لوح من النحاس فأحدث صوتًا حادًا، ثم ربط بين مسافة الأخاديد التي تركتها الأسنان على اللوحة وطبقة الصوت الحاد الذي نتج عنها. وفي نحو عام 1640م، تمكن مارن ميرسين، وهو عالم رياضيات فرنسي، من إجراء أول قياس لسرعة الصوت في الهواء. وبعد نحو عشرين عامًا، أثبت الكيميائي والفيزيائي الأيرلندي روبرت بويل تجريبيًا أن موجات الصوت لابد أن تنتقل في وسط. وقد برهن بويل على أنه لا يمكن سماع صوت جرس داخل جرة أفرغ منها الهواء بقدر الإمكان. وفي أواخر القرن السابع عشر الميلادي، صاغ العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن علاقة تكاد تكون صحيحة بين سرعة الصوت في وسط وبين كثافة الوسط وقابليته للانضغاط. وفي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، أوضح دانيال برنولي، وهو رياضي وفيزيائي سويسري، أن الخيوط يمكن أن تهتز عند أكثر من تردد في نفس الوقت. وفي أوائل القرن التاسع عشر، طوّر رياضي فرنسي اسمه جان بابتيست فورير طريقة رياضية، يمكن أن تستخدم لتحليل موجات الصوت المعقدة إلى النبرات البسيطة التي تتكون منها. وفي الستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي درس هيرمان فون هيلمولتز، وهو فيزيائي ألماني، تداخل موجات الصوت، وإنتاج الضربات وعلاقة كل منهما بإحساس الأذن بالصوت. التطورات الحديثة. تأسس جزء كبير من علم الصَّوتيات الحديث على مبادئ الصوت الموجودة في كتاب نظرية الصوت الذي ألفه الفيزيائي البريطاني البارون رايلي في عام 1878م. ورغم أن الكثير من خصائص الصوت معروفة منذ ذلك الوقت الطويل، إلا أن علم الصَّوتيات استمر يتوسع في مناطق جديدة. وفي الأربعينيات من القرن العشرين، وضح جورج فون بيكيسي، وهو فيزيائي أمريكي، كيف تميِّز الأذن بين الأصوات. وفي الستينيات من القرن العشرين توسع علم الصَّوتيات سريعًا استجابة للاهتمام المتزايد بتأثيرات التلوث الضجيجي الفيزيائية والنفسية الضارة. وشملت بحوث علم الصَّوتيات في سبعينيات القرن العشرين، دراسة الاستخدامات الجديدة للموجات فوق الصوتية وتطوير معدات فوق سمعية أفضل. وخلال أوائل الثمانينيات، شمل البحث أجهزة أفضل لإعادة إنتاج الصوت وتطوير الحواسيب التي تستطيع أن تفهمه وتعيد إنتاجه. كما درس مهندسو علم الصَّوتيات الاستخدامات الممكنة للموجات تحت الصوتية، أي الصوت الذي يكون تردده أقل من مدى السماع البشري. انعكاس الصوت: ينعكس الصوت على الأسطح الصلبة وعندما يعاد سماعه مرة ثانية تسمى ظاهرة انعكاس الصوت بالصدى :انعكاس الصوت [ هو ارتداد الموجات الصوتية عندما تقابل سطحا عاكسا ] Reflection of Sound الصدى Echo : هو ظاهرة تكرار سماع الصوت الناشيء عن الانعكاس إذن ما هى شروط سماع صدى الصوت؟ إن الإحساس بالصوت في الأذن البشرية يستمر 0.1 ثانية ولذلك عند وصول الصدى للأذن قبل مضي 0.1 ثانية فإنه يمتزج بالصوت الأصلي وبالتالي لا يمكن تميزه ولكن إذا وصل بعد مضي 0.1 ثانية فإن الصدى يسمع ولذلك فإن اقل مسافة يحدث عندها صدى لسطح عاكس هي مسافة 17 متر :وبما أن سرعة الصوت = 340 م / ث
إذا المسافة = 0.1 × 340 / 2 = 17 ذهابا وإيابا
انعكاس الموجات الصوتية :الموجات الصوتية على شكل تضاغطات وتخلخلات متعاقبة على شكل كرات متحدة المركز تنعكس على السطح العاكس على هيئة موجات كروية أيضا ولكن يكون مركزها خلف الحاجز على نفس البعد من السطح العاكس أي يكون السطح العاكس في منتصف المسافة بين المصدر الأصلي م ومصدر الموجات المنعكسة م ً - قانون الانعكاس:زاوية السقوط = زاويةالانعكاس

الشعاع الصوتي الساقط والشعاع الصوتي المنعكس والعمود المقام من نقطة السقوط تقع جميعا في مستوى واحد عموديا على السطح العاكس
تعريف الشعاع الصوتي : هو المستقيم الذي يدل على اتجاه انتشار الموجات الصوتية ؟ انكسار الصوت: Refraction of sound : عند سقوط الموجات الصوتية من وسط إلى آخر يختلف عنه في الكثافة فانه يغير مساره وينحرف - قانون الانكسار

القانون الأول : ( حيث سرعة الصوت في الوسط الأول = V1 وسرعة الصوت في الوسط الثاني = V2 وزاوية السقوط في الوسط الأول φوزاوية السقوط في الوسط الثاني θ )/ )

أما القانون الثاني : الشعاع الساقط والشعاع المنكسر والعمود المقام تقع في مستوى واحد عمودي على السطح الفاصل . ملاحظات : ينكسر الصوت مقتربا من العمود إذا كانت سرعة الصوت في الوسط الأول أكبر من سرعة الصوت في الوسط الثاني والعكس صحيح ، سرعة الصوت في الغازات تقل كلما زادت كثافتها بينما في السوائل والأجسام الصلبة فإن سرعة الصوت تزداد مع زيادة الكثافة تداخل الصوت SOUND Interferference
تعريف التداخل : هو ظاهرة موجية تنشأ من تراكب حركتين موجيتين أو أكثر متساويتين في التردد والسعة ينتج عنها تقوية للصوت في مواضع تسمى تداخل بناء وضعف أو انعدام في الشدة في مواضع تسمى تداخل هدام شروط حدوث التداخل :

1. أن يكون للموجتين نفس التردد والسعة

2.أن يكون خط انتشار الموجتين واحدا أو بينهما زاوية صغيرة جدا، التداخل البناء : يتقابل تضاغط من المصدر الأول مع تضاغط من المصدر الثاني أو تقابل تخلخل مع تخلخل، الشرط أن يكون فرق المسير = m λ حيث m = صفر ، 1 ، 2

التداخل الهدام : يتقابل تضاغط من المصدر الأول مع تخلخل من المصدر الثاني، الشرط أن يكون فرق المسير = ( ½+ λ ( M

حيود الصوت:SOUND Diffraction الحيود هو تغير في مسار الموجة أو انحنائها عند مرورها في فتحة ضيقة بالنسبة لطولها الموجي [ أي عندما تكون أبعاد الفتحة مقاربة للطول الموجي أو عند مرورها بحافة حادة في نفس الوسط ]، تفسير الحيود عند سقوط الموجات الصوتية على حاجز به ثقب اتساعه أقل من الطول الموجي للصوت نجد أن الموجات الساقطة على الحاجز عدا الثقب أو الحافة تمتص أو تنعكس ولكن عند الثقب ينتج اضطراب خلف الحاجز يسبب انتشار الموجات الصوتية في مخروط أو مروحة وهذا يفسر سماع صوت شخص خلف الحاجز

(من موقع مدونتى) - (هامش آخر) قصي الفرضي / YI1QEA / ابو فيصل ،العراق / بغداد(قال) اقدم لكم 24 نوع من الديسبل ( dB ) قسم منها شائع و قسم اخر قليل الاستعمال وقسم لم يعد يستعمل لقدمه

 @ انواع الديسبل:

1- dBi وهو مرجع للهوائي النقطي ( Isotropic ) وهذا الهوائي افتراضي ونظري وغير ممكن عمليا لذا يستخدم كوحدة للقياس فقط .
2- dBd
وهو مرجع للهوائي الداي بول نصف طول الموجة وهو من احد اسس التصميم للهوائيات ويقاس كسبه بال 0 dBd = 2.14 dBi .
3- dBq
وهو مرجع لهوائي ربع طول الموجة العمودي وقيمة كسبه بين قيمه كسب هوائي الداي بول والهوائي النقطي وهو غير شائع الاستعمال 4- dBc وهو وحدة تعبير عن القدرة باستخدام قدرة الموجة الحاملة كمرجع , و تشير الى العلاقة النسبية للضجيج او جزء الموجة الجانبي الاعظم (side band peak power )الى الموجة الحاملة
5- dBm
هذه الوحدة تشير الى ان الديسبل بوحدة الملي واط عبر مقاومة حمل 50 اوم وتستخدم بحسابات اجهزة الاستقبال والمكبرات .
6- dB
μv هذه الوحدة تشير الى ان فولتية الاشارة بوحدة μv نسبة الى ان 1μv عبر مقاومة 50 اوم هو 0dBμv وتستخدم على الاغلب في اجهزة الاستقبال والهوائيات

7- ( dB(old كانت هذه الوحدة تستخدم في التلفونات قبل الحرب العالمية الثانية ويقاس ب 6mv بمقاومة حمل 500 اوم ويعادل 0 dB واستبدلت بوحدة VU وتعادل 1mv عبر مقاومة حمل 600 اوم وتستعمل الان في الاجهزة والتسجيلات الصوتية

8- dBw وحدة لقياس القدرة بالواط وتشبه dBm عدا ان قياس المرجع هو 1 واط . dBw = +30dBm و - 30dBw = 0 وتستخدم في قياس قدرة الخروج للاجهزة عموما والصوتية خصوصا
9- dBu
وحدة لقياس الفولتية VRMS نسبة الى مرجع 0.775 V
10- dBv
وحدة لقياس الفولتية V نسبة الى مرجع 1 فولت
11- dBmv
هذه الوحدة تشير الى الديسبل بوحدة Milivolt , عبر مقاومة 75 اوم 1mv يساوي 0dBmv وتستعمل في حسابات اجهزة التلفزيون والاشارة 1mv هي اقل اشارة مستلمة لازمة لجهاز التلفزيون لعدم ظهور الثلج ( snow ) في الصورة .
12- ( dB(spl) (Sound Pressure Level
وحدة لقياس مستوى ضغط الصوت في الهواء و الغازات الاخرى نسبة الى 20 micropascals (مايكروباسكال) .و بالنسبة للصوت في الماء و السوائل النسبة تصبح 1 مايكروباسكال
13- ( dB(sil) (Sound Intensity level
وحدة لقياس كثافة الصوت نسبة الى 10^ -12 واط / متر مربع (بداية مستوى السمع البشري في الهواء(14- ( dBswl (Sound Power Level وحدة لقياس مستوىقدرة الصوت نسبة الى 10^ -12 واط .
15-(dB(A) / dB(B) / dB(C
وحدات لقياس مختلف الذبذبات لاستجابة الاذن البشرية للصوت و وحداتها نفس وحدات dB(spl) 20 µPa . تستخدم في الاغراض الطبية (.dB(C تستخدم ايضا في الاتصالات التليفونية والتلغرافية  
16- dBj
وحدة لقياس الطاقة نسبة الى 1 جول = 1 واط / ثا و تستخدم لقياس كثافة الضجيج Noise Density ) 0dBj =0dBw/Hz ).
17- dBµ
وحدة قياس شدة المجال الكهربائي نسبة الى 1 µv / m ( 1 مايكرو فولت / متر ) . وتستخدم في الهوائيات .
18- dBf
وحدة قياس قدرة نسبة الى 1 femtowatt .
19- dBk
وحدة قياس قدرة نسبة الى 1 Kilowatt تستخدم لحساب القدرة .
20- dBfs
وحدة قياس سعة الاشارة مقارنة باعلى تدريجة للجهاز , 0dBfs تساوي 1 في النظام الرقمي Digital system . تستخدم في اجهزة الاتصالات 21- ( dBo ( overload قياس سعة الاشارة مقارنة بأعلى تدريجة للجهاز و مشابهة لل dBfs لكنها تستخدم في النظام التماثلي analog system .
22- dB-Hz
وحدة لقياس bandwidth نسبة الى 1 هيرتز
23- ( dBic ( isometric circular
قدرة مقاسة نسبة الى هوائي مستقطب دائري قياسي . تستخدم في حسابات الهوائيات .
24- ( dBrn ( reference noise
وحدة لقياس الضجيج

   النجوم ويوم القيامة (تهوى – تطمس – تنكدر )

 1-النجم : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى

(هامش-1 ) يقول العلماء في اكتشاف جديد من نوعه إنهم اكتشفوا نجماً وقد تهاوى على نفسه وانفجر بشكل مروع. إنه نجم عملاق يبلغ وزنه 150 ضعف وزن الشمس، وقد بث كمية هائلة من الضوء لم يشهدها التاريخ من قبل! ويعتبر العلماء هذا النجم من أكبر النجوم العملاقة في الكون، ويعبرون عن هذا الانفجار بموت النجم، ولكن هذا التعبير غير دقيق، لأن النجم عندما ينفجر لا يموت، بل يتحول من شكل لآخر. وتتلخص قصة هذا النجم أنه بعد عدة بلايين من السنين يستنفد هذا النجم وقوده ولم يعد قادراً على إنتاج الضوء والحرارة، وبالتالي يبدأ بالسقوط على نفسه باتجاه مركزه. ويؤكد العلماء إن أفضل وصف لحالة هذا النجم هي أن نقول إنه يتهاوى على نفسه وتسقط مادته باتجاه المركز، حيث إن مركز النجم هو مركز الجاذبية فيه، وبالتالي تتسارع مادة النجم باتجاه مركزه ويعتبر العلماء هذه العملية بمثابة سقوط لمادة النجم باتجاه مركز جاذبيته. - يقول رئيس الفريق العلمي الذي أعلن هذا الاكتشاف ناثان سميث، الأستاذ في جامعة كاليفورناي ببيركلي، إن هذا الانفجار هو أعظم انفجار كوني على الإطلاق! وقد أطلقوا على النجم العملاق اسم SN2006gy ويعتبرونه استثنائياً وغير مألوف. - ويقول العلماء في وكالة ناسا إن هذا النجم العملاق لم يمر بمرحلة موت النجوم، ولم يتحول إلى ثقب أسود كبقية النجوم وإنه يمثل حالة خاصة من انفجار النجوم! إن هذا الانفجار هو من الأمور الكونية العظيمة والتي لا يشك العلماء أبداً في وجودها، أي أنهم متأكدون من حقيقة انفجار النجوم وسقوطها وأن كل نجم في الكون لابد أن يأتي عليه يوم يستهلك فيه وقوده ومن ثم يهوي على نفسه وينفجر، هذه الحقيقة الكونية ذكرها لنا القرآن بكلمات قليلة ولكنها معبرة تعبيراً دقيقاً، يقول تبارك وتعالى مقسماً بالنجم إذا هوى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 1-4].جاء في القاموس المحيط: هوى : سقط،ولو تأملنا تفاسير القرآن نجدهم يتحدثون عن سقوط للنجوم، هذا ما فهموه من الآية، ومع أنهم لم يروا هذا السقوط، إلا أنهم آمنوا به لأن الله تبارك وتعالى هو من حدثهم عنه. وبفضل الله تمكنا اليوم من رؤية هذه الانفجارات العظيمة، وقد يكون هذا الانفجار الذي شهدناه مؤخراً هو المقصود في الآية الكريمة (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، فالقرآن كتاب كما وصفه النبي الأعظم فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا، وفيه تفصيل وبيان لكل شيء، والله أعلم. من مقع: عبد الدائم الكحيل /www.kaheel7.com 8- فإذا النجوم طمست (هامش-2) يقول الدكتور زغلول النجار استاذ الجيولوجيا وعلوم الارض حول الإعجاز العلمي في القرآن من وجهة نظره كعالم في الجيولوجي)من المعروف بأن الارض تدور حول نفسها دورة كاملة في كل 24 ساعة هذا الدوران الذي ينتج عنه الليل والنهار ومن اتجاهه تظهر الشمس من الشرق وتغرب من الغرب وقد ثبت للعلماء بأن الارض تبطئ من سرعة دورانها هذا جزء من الثانية في كل 100 سنة , ويقال بأنه ومنذ 4000 مليون سنة كان مدة كل من الليل والنهار 4 ساعات فقط .. واستمرت حركة الدوران في البطئ حتى تساوى طول كل من اليل والنهار .. وكنتيجة طبيعية لهذا التباطؤ فسوف يأتي وقت تتوقف فيه الارض تماما عن الدوران .. وبعد فترة توقف قصيرة ـ وعلميا ـ لابد أن تبدأ بالدوران في اتجاه عكسي وعندها وبدلا من ان تشرق الشمس من الشرق كما اعتدنا ستشرق من الغرب . دليل علمي بحت لحتمية طلوع الشمس من مغربها ) سؤال اذا كانت نسبة التباطؤ معروفة فمعنى ذلك ان الوقت اللازم لتوقف الارض تماما معلوم فهل يعني ذلك بأن القيامة معروفة الوقت ؟ ـ كلا فالقيامة لها اوضاع خاصة , ولكن الله يضع مايثبت امكانية حدوثها فمن رحمته تعالى أنه يترك لنا مايؤكد ذلك وهذا ينفي قول الدهريون باستحالة طلوع الشمس من مغربها،( ربما يحدث امر ما خارج عن المألوف يؤدي إلى تسريع عملية التباطؤ قنبلة هيدروجينية مثلا أو اصطدام نيزك او نجم بكوكب الارض .. الخ المهم ان المبدأ موجود
2.يذكر العلماء بان الارض وحين تقف سيعقب ذلك فترة اضطراب في حركتها قبل أن تبدأ بالدوران عكسيا , وفي فترة التوقف تلك لن تكون سرعة الارض في دورانها منتظمة وعليه فلن تكون مدة اليوم معلومة او كما نعهدها الآن فقد يطول وقد يقصر .أي أنه وقبل يوم القيامة سيكون هنالك اضطراب مؤقت في طول اليوم ولن يكون كما نعهده الآن

3.فإذا برق البصر * وخسف القمر* وجمع الشمس والقمر ) القيامة آية 7 - 9 أثبت العلماء بأن القمر يبتعد عن الأرض بمعدل 3 سم في كل عام . وسيؤدي هذا التباعد في وقت من الاوقات إلى اقتراب القمر من الشمس وبالتالي إلى دخوله في جاذبيتها والتي تفوق جاذبية الارض وعندها ستبتلعه الشمس ـ ( متى ) في علم الله ـ , وكلما بعد القمر عن الارض ضعف ضوئه وكأنه يخسف حتى يدخل في جاذبية الشمس وعندها فقد جمع الشمس والقمر .

4.(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء آية 104 وهكذا يذكر العلماء بأن العالم قد خلق نتيجة إنفجار كتلة هائلة نتجت عنها الكواكب والنجوم .. ويقول العلماء ايضا انه وبناء على ذلك فكما تكون العالم بانفجار فإنه سينتهي بانسحاب وانكماش لهذا العالم هذا الانسحاب الذي سيجعل الكون وهو ينكمش كالسجل الذي يطوى؟

وإذا السماءفرجت فى قوله تعالى:( وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ (سورة المرسلات)
2- (
إذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت) فالنجوم ستمر بمرحلتين :الاو لى : الإنكدار

 
الثانية :الطمس المحقق وذهاب ضوئها

أما الإنكدار أي التناثر والتساقط ويرجع ذلك إلى اصتطدام النجوم ببعضها ببعض وتفتتها ثم تناثرها

 (هامش-1 ): وأما مرحلة الطمس أي المحق وذهاب الضوء فهي لتفتت النجم نتيجة إ صطدام النجوم ببعضها وتكسرها ثم تناثرها فى الفضاء الكوني ثم تساقطها حتى تصير لا شيئ حينئذ يتحقق الطمس أ ي المحقق والزوال الكلي للنجم فإذاقدر للناظرأن ينظر للنجم فى موقعه فلا يجده ولا يجد للنجوم الأخرى وجود ، فهذا هو الطمس وهو محقق لزوال الضوء بالتبعية

ويرجع ذلك إلى توقف قوانين التماسك الكوني وذلك لأن الخالق سبحانه أراد لهذه الكائنات الزوال – فيبدأ الخلل بانعكاس مشرق الشمس إلى المغرب ثم تتابع الخلل الكوني حتى يصل غلى الدمار التصادمي الرهيب بين كل نجوم وكواكب وشموس المجموعة الشمسية للارض (انظر هامش "فإذا النجوم طمست") - (هامش /3)

السوبرنوفا هو مثل فردى لما سيحدث من انفجار جماعي هائل يوم القيامة لمجموع النجوم الكائنة تحت صفحة السماء بكل ما تحتويه من نجوم أما هو فإنفجار لنجم هائل ينتج عنه أجسام لامعة جدا من البلازما والتي تستمر لمدة من أسابيع إلى شهور، وهناك عدة أنواع مختلفة للسوبرنوفا، وطريقتان محتملتان لتشكيلهم : إما أن يكون نجم هائل قد توقّف عن توليد طاقة الإنشطار من دمج نوى للذرات في قلبه وينهار على نفسة داخليا تحت قوة جاذبيته الخاصة لتشكيل نجم نيوترون أو ثقب أسود .(وهنا يحدث طمس النجوم،وفيها تمحق النجوم ويزول ضوؤها،وغالبا تحدث هذه الإنفجارات بصورة فردية من نجم لآخر،إلا أن الإنفجا ر الشامل للنجوم جميعها لن يحدث إلا مع الدمار الكلى للكون – وهو يوم القيامة

أو نجم قزم أبيض قد يجمع مادة من نجم رفيق له أو قريب منه حتى يقترب من كتلته القصوى المحتملة لنجم قزم أبيض ويحدث تعطيل للإنشطار النووي في داخله ويعرقله بالكامل، وفي هذه الحالة يحدث إنفجار عظيم للنجم ينتج عنه طرد جزء كبيرا أو كل المادة النجمية جراء هذا الانفجار.(وفى هذه الحالة يحدث الإنكدار النجمي) أى التناثر والتساقط الذى يعقب هذا الإنفجار العظيم – وسيحدث الإنكدار الشامل لكل النجوم مع الدمار الكلي للكون وهو توقيت القيامة ،ويكون توقيت هذا الدمار الكلى حينما تنفذ كل مقاديربقاء النجوم جميعها حيث يرجع وجود أوفناء مجموع النجوم إلى عوامل عدة مثل كتلتهم الكلية، وتركيبهم، وأعمارهم، فمثلا الكتلة الكلية للنجم هي التي تحدد تطور نجم معين بالإضافة إلى مصيره النهائي. ويؤدي الإنفجارالفردي للنجم الى تكون موجة تنتشر في الفضاء المحيط، ويتم تشكيل سديم يسمى بقايا السوبرنوفا. مثال لواحد من هذه العملية SN 1604: وقد قسم الفلكيون السوبرنوفا الى تصنيفين طبقا لخطوط العناصر الكيميائية المختلفة التي تظهر في أطيافهم . العنصر الأول لهذا التقسيم هو وجود أو غياب طيف الهيدروجين. فإذا كان طيف السوبرنوفا يحتوي على خط هيدروجين، يصنف نوع ثاني Type II، ما عدا ذلك نوع أول Type I. بين تلك المجموعتين، هناك مجاميع فرعية تصنف طبقا لوجود خطوط أخرى وشكل المنحنى الضوء الصادر من السوبرنوفا. النوع الاول I - خالي من الهيدروجين
تصنيف يسمى La - وهو يمثل كثافة في عنصر السيليكون وضعف في الهليوم, ويكون هذا التصنيف غالبا للنجوم البيضاء القزمة والتي تقوم بجذب مواد وعناصر من نجم قريب منها أو مرافق لها.
تصنيف يسمى Lb - وهو يمثل كثافة في عنصر السيليكون وضعف في الهليوم، وهي في الغالب ناتج عن نجوم عملاقة قد استنفذا وقودها في داخل النجم، من الممكن أن يكون قد حدث ذلك بسبب فقد النجم لغلافة المحيط به نتيجة الرياح النجمية الضخمة أو نتيجة تفاعل جذبي بين النجم وأي نجم قريب منه..

تصنيف يسمى Lc - وهو يمثل كثافة في عنصر السيليكون وضعف في الهليوم، وهو في الغالب ناتج عن نجوم عملاقة قد استنفذت وقودها الموجود في داخلها. النجوم الأكبر من الشمس تتطور في ظروف أكثر تعقيدا، في مركز الشمس الهيدروجين يتحول إلى الهليوم ويصدر الطاقة التي تعمل على تسخين مركز الشمس، وتزيد الضغط الذي يدعم طبقات الشمس من الإنهيار، أما الهليوم الذي أنتج في المركز يتجمع هناك حيث ان درجات الحرارة في القلب ليست عالية بما فيه الكفاية لتتسبب بإنشطاره ، في النهاية وعندما يكون الهيدروجين في القلب قد انتهي، يبدأ الإنشطار بالتباطأ وتبدا الجاذبية بالعمل على تقلص المركز، يرفع هذا الإنكماش مستوى درجة الحرارة لتكون مرتفعة بما فيه الكفاية لبدء مرحلة أقصر من اندماج الهليوم، في النجوم أقل من عشرة كتل شمسية، الكربون الذي أنتج بإنشطار الهليوم لا يندمج، ويبرد النجم بشكل تدريجي إلى أن يصبح قزم أبيض. النجوم القزمة البيضاء، إذا وجد قربهم نجم، قد يساعد على إنفجار النجم مكونا سوبرنوفا من نوع Ia


النوع الثاني II

في حالة النجم الأكبر بكثير، هائل بما فيه الكفاية لخلق درجات الحرارة والضغط التي يحتاجها الكربون في القلب للبدء بالدمج عندما يبدا في الانكماش في نهاية مرحلة حرق الهليوم. يبدأ مركز هذه النجوم الهائلة بالانفصال كطبقات مثل طبقات البصل فبينما النوى الذرية الأثقل تتقدم بشكل تدريجي الى المركز محاطة بطبقة من غاز الهيدروجين، الملفوفة بطبقة من الهيدروجين الذي ينشطر إلى الهليوم، واخرى من الهليوم المتحول إلى الكربون (عن طريق عملية ألفا الثلاثية)، يحيط الطبقات التي تندمج إلى العناصر الأثقل بشكل تدريجي. بينما يمر هذا النجم ابتطورات هائلة، ويجتاز النجم المراحل المتكررة لتوقف التفاعلات النووية في قلبه، وتبدأ المرحلة التالية عند توفر الضغط ودرجة الحرارة الكافيين لبدء المرحلة التالية للإنشطار، يعيد النجم إشعالها لإيقاف عمية إنهيار القلب.

:سوبرنوفا SN 1987A :

يقع في مجرة LMC في برج أبو سيف Dorado وعلى بعد 169,000 سنة ضوئية عنا. وهذا النجم المسمى Sanduleak -69 202 إنفجر قبل 169,000 سنة أي 167,000 قبل الميلاد ووصل ضوئه إلينا قاطعا تلك المسافات الشاسعة بعد نهايته بتلك المدة الطويلة في 23 فبراير 1987.
وهو من النوع سوبرنوفا

وأما سوبرنوفا - SN 1994 - I يقع في مجرة M 51 في برج السلوقيان Canes Venatici، وعلى بعد 37 مليون سنة ضوئية عنا. وقد اكتشف في 2 أبريل 1994 من قبل جيري ارميسترونج Jerry Armstrong و تيم بوكيت Tim Puckett الاعضاء في نادي اتطلانتا للفلك Atlanta Astronomy Club. وتم تصنيفه من النوع سوبرنوفا Lc.
وتوضح الصورة الاولى على اليمين المجرة قبل حدوث هذا الانفجار وقد التقطت في عام 1989، والاخري اقصى اليسار يوضح السهم مكان النجم بعد الانفجار والتقطت في عام1994 ؟؟

 



هامش-4 ) ويعرف النجم بأنه جسم هائل من البلازما، وهو الجسم الذي في جزء من حياته يولد ضوئه وحرارته بالتفاعلات النووية، وبشكل محدد بإنشطار الهيدروجين إلى الهليوم تحت شروط درجة الحرارة والكثافة الهائلتين، عندما تندمج ذرات الهيدروجين لتكوين العنصر الأثقل وهو "الهليوم" تفقد حينئذ الكتلة، فننحول الكتلة إلى الطاقة، والمثال الاقرب لنا على النجوم هو شمسنا وهو أقرب نجم إلينا يبعد عن الارض مسافة متوسطة تقدر بـ 94 مليون ميل . طاقة الشمس مثل العديد من النجوم تستمد من إنشطار الهيدروجين وهذا الإنشطار لا يحدث في كل أنحاء النجم، لكنه يحدث فقط داخل النجم، وبالتحدبد في مركزه، حيث أنه ساخن جدا بما فيه الكفاية، ودرجة الحرارة في مركز الشمس تبلغ 15 مليون درجة كيلفن (K = الدرجة المئوية فوق الصفر المطلق، - 273 مئوية). لا تتشابه النجوم ولكن هناك إختلاف بين بعضهم البعض يعود ذلك إلى عوامل عدة مثل كتلتهم الكلية، تركيبهم، وأعمارهم، فمثلا الكتلة الكلية للنجم هي التي تحدد تطور نجم معين بالإضافة إلى مصيره النهائي. المكون الاساسي للنجوم هو الهيدروجين مع بعض الهليوم وعناصر اخرى أثقل والتي تحدد معدنية نجم معين، وخلال تطور النجم يتحول جزء من الهيدروجين إلى عناصر أثقل خلال عملية الإنشطار النووي، جزء من المواد يحدث له ما يسمى إعادة تدوير، حيث تتحول بدورها داخل البيئة المحيطة بها لتشكيل جيل جديد من نجوم غنية بالمعادن.في القرن الثاني قبل الميلاد، قسم الفلكي اليوناني Hipparchus النجوم إلى ست مجموعات طبقا لدرجة سطوعها وسميت بمقدار الاضاءة، الأول في المقدار هو الألمع، والسادس هو الأضعف، ومازال هذا النظام مستخدم الى اليوم مع تعريف رياضي ( النجم ذا المقدار واحد 2.5 مرة ألمع من التالي الأضعف) ذلك يأخذ النجوم والكواكب ذوات اللمعان الشديد من خلال المقدار صفر وإلى الأعداد السلبية. خلال المنظار نرى الأضعف بكثير، تقريبا قرب مقدار الثلاثون سطوعا (4بليون مرة أضعف مما تراه العين البشرية بدون مساعدة)، والنجوم تحمل بعض الشبه للشمس، تظهر كنقاط في السماء حيث أنهم بعيدون جدا عنا، وأقرب نجم الينا هو ألفا سينتريون يبعد مسافة أربع سنوات ضوئية عنا، وبما إن السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها شعاع الضوء في سنة وسرعة الضوء حوالي 300,000 كيلومتر بالثانية، لذا فإن سنة الضوء حوالي 10 تريليون كيلومتر (63,000 مرة الذي المسافة بين الأرض والشمس)، اذن قس المسافة بالكيلومتر بيننا وبين اقرب نجم، ويمكن للعين المجردة ان تري أكثر قليلا من 1000 سنة ضوئية بعدا.

كتل النجوم : لخلق شروط هذا الإنشطار النووي الحراري، يجب ان تكون النجوم هائلة، فشمسنا لها كتلة تساوي 333,000 أرض، والنجوم يمكن أن تتراوح إلى حوالي 100 مرة من كتلة الشمس وإلى حوالي 8 % من الشمس، النجوم التي كتلتها تحت 8 % تسمى الأقزام السمر او الاقزام البنية، وهذا النوع غير موجود بكثرة، وأقل من ذلك إلى حولي 1/80 من الكتلة الشمسية (13 كتلة المشتري) يمكن أن تصهر الهيدروجين الثقيل.

تركيب النجوم : النجوم تصنع من نفس العناصر الكيميائية الموجودة في الأرض، التراكيب الكيميائية التي وجدت من أطياف النجوم يتكون أكثرها تقريبا من الهيدروجين (حوالي 90 % من عدد الذرات) وهليوم (حوالي أقل من 10 %)، والباقي عناصر اخرى قليلة، يسيطر عادة الأكسجين يليه الكربون ثم النيون والنتروجين. والمعادن يسيطر عليها الحديد وعلى الرغم من هذا هناك ذرة وحيدة من الأكسجين في الشمس لكل 1200 ذرة هيدروجين وفقط ذرة حديد لكل 32 ذرة أكسجين، النجوم الأخرى يمكن أن تختلف إلى حد كبير إعتمادا على عمر النجم أو موقعة في المجرة. ولادة النجوم : إن الفراغ الهائل بين النجوم مملوء بالغاز والغبار، غيوم الغبار السميكة يمكن أن ترى بالعين المجردة داخل مجرتنا درب التبانة الذي يمنع ضوء النجوم البعيدة ويزود معظم تراكيب الاجسام داخل المجرة، وتلك الغيوم يمكن أن تتعرض لضغط أكبر خلال الإصطدامات أو بموجات الإنفجار الصادرة من النجوم المنفجرة ذات الكتل الكبيرة، لذا تتشكل كتل المواد ضمن الغيوم المتناثر بين النجوم، وإذا كانت جاذبيتهم هائلة وكافية فإنها سوف تتكثف مكونة نجم أو اكثر. يساعد الإنكماش الحادث لتكون النجم على رفع درجة الحرارة الداخلية إلى حد إيقاد إنشطار الهيدروجين، تعمل الجاذبية على أن تجعل النجم صغير بقدر الإمكان، لكن ردود أفعال الإنشطار تثبته وتمنعه من التقلص مرة اخرى، من هنا تبدا قصة الحياة الكاملة لنجم صراع بين الجاذبية والتفاعلات النووية، تبدأ الاولى ثم تتبعها الثانية وتكون لها الغلبة ما دام النجم حيا. التصنيف النجمي :هناك العديد من الأنواع وأصناف النجوم. تك التي تحول الهيدروجين بشكل نشط إلى الهليوم في مركزها، تدعى نجوم "السلسلة الرئيسية" أو نجوم التتابع الرئيسي، (نجوم السلسلة الرئيسية أيضا تدعى باسم "الأقزام" ). والسلسلة الرئيسية هي المرحلة الأولى بعد الولادة. ونجوم السلسلة الرئيسية لها تراكيب كيميائية مشابهة لتركيب الشمس، النجم الأعلى كتلة في السلسلة الرئيسية هو الأكبر في قطره والأعلى في درجة حرارته السطحية وتتراوح الأبعاد من حوالي 5 % من حجم الشمس (التي هي 1.5 مليون كيلومتر - تقريبا 109 أرض) إلى حوالي عشرة مرات من كتلة الشمس، ودرجات حرارة سطحية من حوالي 3000 درجة كيلفن إلى حوالي 50,000 كيلفن (سطح الشمس 5800 كيلفن). في بداية القرن العشرون قسم الفلكيون النجوم إلى سبع مجموعات اعطوا الحروف الابجدية رمزا يتعلّق بدرجة الحرارة السطحيّة.
O –
(فوق 31,000 كلفن )/ B - ( من 9750 الى 31,000 كلفن )/ A - ( من 7100 الى 9750 كلفن F - ( من 5950 الى 7100 كلفن /(G - ( من 5250 الى 5950 كلفن ) K - ( من 3950 الى 5250 كلفن M - ( من 2000 الى 3950 كلفن ) وحديثا تم اضافة تصنفين أخرين لتفسير النجوم الحمراء الضعيفة التي اكتشفت بالتقنيات الجديدة:L ] - ( من 1500 الى 2000 كلفن ) T_( حول 1000 كلفن )]

 أماالمجموعة الكاملة الآن هي OBAFGKMLT، وكل مجموعة من تلك تقسم إلى عشرة تقسيمات فرعية من الاحر إلى الابرد وتستعمل الارقام من صفر إلى الرقم 9 ، وعلى سبيل المثال O0 يعتبر أحر نجم، اما شمسنا فهي تعتبر في التصنيف G. وبإستخدام النظام العشري يجعل الشمس في التصنيف G2، عموما التصنيف يشتق من أطياف النجوم. الوان النجوم: نظرا لاعتماد اللون على درجة الحرارة، التصنيفات تكون مختلفة، مع ذلك غير ملحوظة، والألوان تتدرج من الحمرة الخفيفة بعض الشئ للتصنيف M إلى البرتقالي للتصنيف K، وتتدرج بين الأبيض المائل للصفرة إلى الازرق للتصنيف B و O. الألوان الامعة يمكن أن تلاحظ بسهولة حتى بالعين المجردة خصوصا عندما يكونون قريبون لبعضهما البعض وملاحظة التدرج في اللون. نجوم التصنيف L و T، لايروا بالعين المجردة، المدى من أحمر الى الأحمر الغامق إلى "الأشعة تحت الحمراء" (هذه النجوم ترى بسهولة بمساعدة تلسكوبات وتحت أية ظروف).أعمار النجوم(عند تحول كل وقود الهيدروجين إلى هليوم يموت النجم )، نجوم السلسلة الرئيسية لها كمية معينة من الوقود الداخلي المتوفر داخل مركزهم الحار وعندما يتحول كل وقود الهيدروجين إلى الهليوم، يبدأ النجم بالموت وإنتاج اشكال مختلفة أخرى. وحيث أن النجوم ذوات الكتل الضخمة تستهلك وقود الهيدروجين بسرعة أكثر بكثير من النجوم ذوات الكتل الاقل فإن تلك ذوات الكتلة الأعلى تعيش حياة أقصر من غيرها الاصغر حجما وشمسنا لها عمر يقدر بـ 10 بليون سنة (وهي في نصف عمرها الان)، وتعيش النجوم ذات الكتل الهائلة حوالي مليونين سنة تقريبا، اما الأضغر تظل لتريليونات السنين وهو عمر طويل جدا بحيث انه لايوجد نجم كتلته أقل من 0.8 كتلة الشمس مات في تاريخ المجرة. ونظريا نحسب بأن مثل هذا النجم (الذي له كتلة اقل من 0.8 من كتلة الشمس) يجب أن يعيش لمدة 13 بليون سنة تقريبا، ويجب ان تكون المجرة بعمر اقدم نجومها، مما يعني بعمر 13 بليون سنة تقريبا

النجوم العملاقة: النجوم التي هي بحجم اقل او اكبر من الشمس ( تلك الكتل من حوالي 0.8 مرة مثل الشمس إلى حوالي 10 مرات الكتلة الشمسية ) عندما ينتهي منها الوقود الموجود في قلب لك النجم، يتقلص قلبه المكون من الهليوم تحت تأثير الجاذبية ويسخن ومن ثم يتمدد بتأثير إنشطار الهيدروجين ويتحول إلى قشور حول مركزه المحترق، وينتج مزيدا من الطاقة التي تزيد من لمعان النجم بشكل مؤقت ويتضاعف حجم النجم مرات عديدة، ثم يبرد هذا التوسع محولا النجم إلى تصنيف اخر وهو التصنيف M "عملاق أحمر"، وعندما تصل درجة الحرارة حول 100 مليون درجة كيلفن، يكون الهليوم قد أصبخ ساخنا جدا بما يكفي لحدوث عملية دمج بينة وبين الكربون. يوقف مصدر الطاقة الجديد إنكماش القلب ويستقر النجم لفترة من الوقت، وتخفت اضائته وتقل حرارته بعض الشيء على السطح، تصنف نجوم دمج الهليوم بالعمالقة تصنيف K. أمثلة لذلك النجم الدبران Al Debaran والنجم اركتوروس Arcturus، مثل تلك النجوم لها أقطار تصل لعشرات قطر شمسنا. المراحل العملاقة واللاحقة للموت الفعلي للنجم (نهاية الإنشطار النووي) يأخذ تقريبا 10 % من عمر النجم.
العمالقة الحمر الأكبر و Miras : عندما يتحول الهليوم في مركز النجم إلى الكربون أو الأكسجين، ينكمش المركز ثانية، ويبدأ الهليوم بالتحول إلى الكربون والأكسجين في قشرة حول المركز، هذه القشرة تكون قد أحيطت بالهيدروجين المتحول إلى الهليوم، وينفتح الاثنان ويغلقان في تتابع. تزيد إضاءة النجم ثانية ويتوسع لدرجة أكبر، ويصبح أبرد وأشد إحمرارا بمستوي اكبر من ذي قبل، وبينما يزيد توهج النجم يصبح غير مستقر ويبدأ في الانبضاض " اي يصدر نبضات"، تلك النبضات تتفاوت أو تغير في سطوع النجم ويصبح ضخم جدا ( تقريبا بحجم مدار الأرض حول الشمس او اكثر من ذلك ) تلك النبضات ممكن أن تستغرق مدة سنة أو أكثر ( أول نجم وجد في هذه الحالة هو ميرا في Cetus) والتغييرات في مقدار إضاءة النجم من الدرجة الثانية أو المقدار الثالث يقفز إلى المقدار العاشر ويصبح غير واضح للعين المجردة، مثل هذه النجوم ما يسمى الآن بنجوم "الفترة الطويلة " أو " متغيّرات ميرا" . خلق العناصر:غازات النجوم العمالقة الحمر يمكن أن تتوزع صاعدة إلى سطح النجوم تحمل معها النواتج العرضية من الإنشطارات النووية، وعادة ما يكون الأكسجين أكثر وفرة من الكربون، فإذا كانت الشروط صحيحة فإن سطح بعض النجوم يمكن أن تغير تراكيبهم الكيميائية، البعض منهم سيصبح غني جدا بالكربون والذي قد تكون بفعل إنشطار الهليوم في القلب، ويؤدي ذلك إلى عكس النسبة الطبيعية، لذا فإن متغيرات ميرا والعمالقة الحمر الاكبر عمرا الآخرين تقسم إلى نجوم غنية بالأكسجين ونجوم كربونية، زيادة عناصر مثل zirconium والعديد من العناصر الآخرى التي تكونت في تشكيلة ضخمة من التفاعلات النووية التي تستمر في نفس الوقت مع إنشطار الهليوم يجعل سطح النجوم الأخرى غنية بالهليوم والنتروجين.
الرياح وخسارة الكتلة : مثل هذه النجوم العملاقة الضخمة لها جاذبية منخفضة وتفقد كتلتها بفعل الرياح القوية التي تنطلق من سطحهم، فتتكثف بعض تلك الغاز إلى الجزيئات والغبار ومن الممكن ان يقوم النجم بحرقها وتختفي عن الانظار، ويمكن رؤية وهج الغبار الساخن فقط بواسطة أشعته تحت الحمراء (الحرارة) المشعة منه، النجوم العملاقة الغنية بالأكسجين تنتج غبار السيليكات بينما النجوم الكربونية تنتج غبار الكربون الذي يشبه الجرافيت والرماد. أغلب الغبار الذي يسكن الفضاء البين النجوم بدأ من هذا الطريق، لذلك تلعب هذه النجوم دور جيدا في تشكيل نجوم جديدة.
الأقزام البيض : بينما يتفرق السديم الكوكبي إلى غازات في الفضاء بين النجوم فإنه يترك وراءه القلب القديم المستهلك (الذي يتضمن اثار العمليات النووية الميتة ). هذه النجوم تكون قد ضغطت تحت تأثير جاذبيتها وإنكمشت إلى حجم يبلغ حوالي حجم الأرض. امثلة لتلك النجوم (كوكب شعرى Procyon B و 40 Eridani B) كانت ساخنة جدا وبيضاء، لذا إكتسبت اسم "قزم أبيض" لتمييزه من السلسلة الرئيسية للنجوم (التي سميت أصلا "أقزام عاديون" لتمييزهم عن العمالقة). مع ذلك فإن الأقزام البيض ما زالت كتلتهم قريبة من كتلة الشمس، مما يعطيهم كثافة متوسطة تقدر بطن متري لكل سنتيمتر مكعب، ويعمل الضغط الخارجي الكبير الواقع تحت تأثير الكثافة العظيمة على منع الجاذبية من تقليصهم. الأقزام البيض، بقايا النجوم التي بدأت حياتهم بين 0.8 الى 10 كتلة شمسية، ليس لها أي مولد لمصدر طاقة وبالتالي يبدأ التبريد، وقت التبريد يكون طويل جدا، على أية حال، كل الأقزام البيض التي خلقها الله ما زالت مرئية، مع مرور الوقت تصبح باردة وتخفت، ويحمر لونها. (ليس هناك مثل هذا الشيء الغير مرئي والبارد "القزم الأسود." ) ونظريا يحسب عمر المجرة بحسب عمر اقدم الأقزام البيض سنا.
نجوم الكتل الهائلة والسوبرعملاقة : عندما تبدأ النجوم السوبر عملاقة (والتي تبلغ كتلتها اكثر من 10 مرات كتلة الشمس) بالموت، تطور نفس الطريقة التي تتبعها النجوم العمالقة في البداية ثم يصبح التطور مختلف جدا. النجوم ذات الكتل الهائلة كبيرة ومضيئة، فبينما يسخن الهليوم الميت لتحويل الهليوم إلى الكربون والأكسجين، تتوسع النجوم في الحجم بدرجة رهيبة تقترب من حجم مدار الكواكب الخارجية للمجموعة، وتنتفخ العمالقة الحمر. أمثلة لذلك نجم Betelgeuse في برج الجوزاء Orion ونجم Antares في برج العقرب Scorpius. السوبر عملاقة الهائلة جدا وبالرغم من خسارتها لمقدار كبير من الكتلة خلال الرياح الضخمة التي يطلقها النجم، والإنشطار النووي يمكن أن يستمر على نحو اكبر منه في العمالقة العاديين، وعندما ينتهي الهليوم يصبح خليط الكربون والاكسجين كثيفا وساخنا جدا مما يسبب التحول إلى خليط من النيون والمغنيسيوم والأوكسجين. إنشطار الهليوم والهيدروجين كان قد بدأ بالتحرك الى خارج القلب ويحيط به، وعندما ينتهي إنشطار الكربون في القلب تاركا وراءه مزيج النيون والمغنيسيوم والأكسجين، تبدأ بالتحرك للخارج بإتجاه القشرة، ومازال خليط من الأوكسجين والمغنيسيوم والنيون في القلب، ومن ثم تبدأ بالسخونة ويحدث أندماج محولا المكونات إلى مزيج من السيليكون والكبريت، وكل مرحلة من مراحل الإنشطار تأخذ فترة زمنية أقصر من سابقتها. وخلال فترات تطور النجوم السوبر عملاقة الحمراء يمكن أن يتقلص بعضها ويسخن ليتحول الى سوبر عملاق أزرق خلال تلك العمليات، أما خسارة الكتلة العظيمة التي عانت منها من قبل يمكن أن يلاحظ بأن نرى سطح ضخم غني بالهليوم والنتروجين والكربون الذي نتج عن الإنشطار النووي.
نجوم السوبر نوفا : أخيرا وفي داخل قلب النجم، يندمج السيليكون والكبريت لتكوين الحديد، العنصر الذي يعجز عن إبداء ردود أفعال الإنشطار الحاصلة توليد الطاقة. تربح الجاذبية الحرب الآن والتي استمرت طول عمر النجم، وحيث أن الجديد يرفض لا يستطيع أن يدعم نفسه، فإن مركز النجم يبدأ بالإنهيار وتتجزء ذرات الحديد إلى جزيئاته الاولية بروتونات ونيوترونات والكترونات (مكونات الذرة)، وتصبح الكتلة الكاملة مضغوطة في كرة ضيقة من النيوترونات بحجم يبلغ بضعة عشرات الكيلومترات، وينتج عن الإنهيار موجة إنفجار التي تمزق القشرة التي تحيط بعمليات الدمج النووية وبقايا الغلاف الخارجي، ويمزق بقية النجم تمزقا شديدا. من على الأرض يمكننا أن نرى النجم ينفجر في صورة " سوبر نوفا "في حدث قوي جدا لدرجة انه يكون مرئيا وملحوطا بسهولة حتى ولو كان في مجرة أخرى تبعد مسافات شاسعة. والسوبر نوفا ما زال حدث نادر في مجرتنا، تتكرر فقط مرتين او ثلاث مرات خلال قرن من الزمان، وأكثرها يختفي عنا بسبب سحب الغبار الواسعة المنتشرة في الفضاء والتي يتولد منها النجوم. من الأرض نلاحظ حوالي خمسة انفجارات عملاقة لكل ألفية، ولم نرى واحدا منذ ما حدث مع النجم Kepler 1604 (من المحتمل انه تكون من إنهيار قزم أبيض) والذي كان لامع جدا بحيث كان مرئيا في وضح النهار. نحصل على معرفتنا بالانفجارات العملاقة من ملاحظتنا للمجرات الأخرى، أفضل هذه الإنفجارات كان في عام 1987 للمتفجر المسمى (SN 1987 a) في غيمة Magellanic الكبيرة التي تبعد عن مجرتنا مسافة حوالي 170,000 سنة ضوئية.. لقد مان الإنفجار قويا جدا بحيث انه لو حدث ضمن 30 سنة ضوئية حولنا فإن من المحتمل ان يتسبب ذلك بإتلاف الأرض، ولحسن الحظ، لا توجد نجوم قربنا مرشحة لتلك النهاية. للمزيد
بقايا السوبر نوفا : عندما ينقشع حطام السوبر نوفا، نرى غلاف غازي واسع حول النجم القديم، بقايا السوبر نوفا هو الحطام الغني بالنواتج العرضية من التفاعلات النووية التي لا تعد ولا تحصى. نعتقد ان كل الحديد في الكون جاء من مثل هذه الاحداث وذو علاقة بالإنفجارات.وفي الحقيقة بين العمالقة العاديين والسدم الكوكبية وكذلك إنفجارات النجوم العظيمة فإن كل العناصر ما عدا الهيدروجين والهليوم قد تكونت في النجوم. وبقايا السوبر نوفا الأكثر شهرة هو سديم السرطان Crab Nebula في برج الثور Taurus، وبقايا السوبر نوفا الاعظم 1054 الذي لوحظ جيدا من قبل الفلكيين الصينيين، بعد مرور عشرات آلاف السنوات من الإنفجار ما زل بإمكاننا أن نرى موجات الإنفجار الهائلة تكتسح غازات الفضاء البين بين النجوم، يضغطها وربما لتشكيل نجوم جديدة. للمزيد نجوم النيوترون والاشعاعات الكونية
في مركز غيمة متوسعة يوجد نجم نيوتروني وحيد يسرع العديد من المرات خلال الثّانية الواحدة، مع كتل أعظم من كتلة الشمس، يكون القطر بحجم بلدة صغيرة وذو كثافة رهيبة تبلغ حوالي 100 مليون طن لكل سنتيمتر مكعب، إن الحقول المغناطيسية لمثل هذه النجوم المنهارة تزداد مع الكثافة إلى ملايين الملايين المرات مثل التي للأرض. تكون المغناطيسية قوية جدا بحيث ان الإشعاع يشع خارج المحور المغناطيسي، ويميل المحور بالنسبة إلى محور الدوران (مثل الأرض)، والتذبذب الحاصل حوله مثل نجوم صغيرة تسبح والطاقة المشعة تنتشر في الفضاء. من بعيد يبدو النجم مثل فنار، إذا كانت الأرض في الطريق نحصل على إشعاع الإنفجار، ومن هنا نرى النجم النيوتروني مثل إشعاع كوني. الاشعاع الحديث ينبعث على شكل موجات راديوية وأشعة سينية وأشعة غاما. وعندما تتقدم تلك الاشعة في العمر تتباطأ وتبعث فقط بموجات راديوية.
الثقوب السوداء : إنهيار نجم وتحوله الى سوبر نوفا سيحوله إلى نجم نيوتروني فقط إذا كانت كتلته أقل من حوالي مرة او ثلاث مرات مثل كتلة الشمس، اما إذا كانت الكتلة أعظم واكبر فإن كثافة النجم الضخمة لا تستطيع الاحتفاظ بالجاذبية، وبدلا من تكون نجم نيوتروني يكون الانفجار الكبير نجم لا يمكن أن يدعم شئ ضد الجاذبية، ويتقلص الجسم إلى الأبد في نصف قطر صغير، وتصبح القوة الجذبية عظيمة جدا بحيث ان الضوء لا يستطيع الهروب، ويختفي النجم إلى الأبد في إنهيار ضخم وهائل مكونا حفرة مظلمة التي نشير إليها بالثقب الاسود ؟
النجوم المزدوجة: مكونات بعض النجوم المزدوجة متساوية تقريبا في الكتلة ودرجة السطوع ويسيطر واحدا منهم على الآخر، بعض النجوم المزدوجة تكون بعيدة جدا عن بعضهما البعض ويستغرقون آلاف السنوات للدوران حول بعضهما البعض؛ والآخرون قريبون جدا بحيث ان دورتهم حول بعضهم البعض تستغرق أياما قليلة أو حتى ساعات. تسمح النظرية الجذبية لنا بقياس كتل النجوم من تشخيص مداراتها؛ مثل هذه المقاييس هي الطريق الوحيد لايجاد كتل نجمية.
أمثلة للنجوم المزدوجة المرئية بشكل بصري Alpha Centauri، Acrux، Almach، Albireo، وMizar.
تشكيل النجوم المزدوجة : عندما يتكثف نجم جديد من الغازات يدور بسرعة، وإذا كان تقلص النجم بسرعة بما فيه الكفاية يمكن أن ينفصل أو يتطور إلى زوج من النجوم بدلا من نجم واحد، ومكونات هذا التقلص يمكن أن تنفصل الى الضعف، منتجا نجم ثنائي مضاعف، والأكثر شهرة هو Epsilon Lyrae في برج القيثارة Lyra.
تجمعات النجوم : انتشرت تجمعات النجوم في مجرتنا درب التبانة في الماضي، فقد ظهرت أولا عندما تشكلت مجرتنا، ربما آلاف العناقيد جابت مجرتنا اما اليوم فما تبقى منها في حدود 200 تجمع. العديد من تجمعات النجوم تحطمت على مدار الحقب المتوالية بالمواجهات المشؤومة المتكررة مع بعضهم البعض أو بتأثير مركز المجرة، أما الآثار الباقية على قيد الحياة فهي أقدم من العصور المتحجرة للأرض واقدم من أية تراكيب أخرى في مجرتنا. انتشرت تجمعات النجوم في مجرتنا درب التبانة في الماضي، ظهرت أولا عندما تشكلت مجرتنا، لربما آلاف العناقيد جابت مجرتنا. اما اليوم فما تبقى منها هو في حدود 200 تجمع فقط ، العديد من تجمعات النجوم تحطمت على مدار الحقب المتوالية بالمواجهات المشؤومة المتكررة مع بعضهم البعض أو تحت تأثير مركز المجرة، أما الآثار الباقية على قيد الحياة فهي أقدم من العصور المتحجرة للأرض واقدم من أية تراكيب أخرى في مجرتنا.وتنقسم التجمعات الى ثلاثة أنواع:-
1-
تجمعات او عناقيد كروية: العناقيد الكروية ترتبط بفعل الجاذبية المتبادلة ويتراوح اعضائها بين عشرة آلاف إلى مليون نجم وتتركز غالبا في مركز المجرة، ويعتقد ان العناقيد الكروية قد تشكلت قديما جدا من جيل سابق من النجوم (الجيل الثاني)، والتوقعات الحالية تقدر عمرها من 12 إلى 20 بليون سنة؛ وأفضل تقدير لربما من 14 إلى 16 بليون سنة.
مجرتنا درب التبانة تحتوي على حوالي 200 عنقود كروي، أكثرها في مدارات شاذة والتي تأخذهم بعيدا خارج درب التبانة وأكثر المجرات الأخرى لها أنظمة عنقودية كروية أيضا. ومن أمثلة تلك العناقيد ......
NGC 6994 (M 73) - WNC 4 (M 4) -
NGC 1818 - NGC 6205 (M13)
2-
تجمعات او عناقيد مفتوحة : التجمعات المفتوحة أو المجرية هي تجمعات من النجوم التي ترتبط مع بعضها البعض بفعل الجاذبية المتبادلة فيما بينهم ويعتقد بأن منشأها جاء من سحب الغاز والغبار الكوني الكبير المنتشر في درب التبانة.أكثر العناقيد المفتوحة لها حياة قصيرة كحشود نجمية، بعد ذلك تنفصل بعضها عن بعض على طول مداراتهم، والبعض منهم تنفصل وتهرب خارجة من العنقود، وقد يكون هذا الانفصال بسبب تغيرات السرعة الناتجة عن التقابلات او الاصدامات المتبادلة، وقد يكون بسبب قوة المد في الحقل الجذبي للمجرة او بسبب التصادمات بين حقول النجوم والغيوم التي تمر في طريقها.
اغلب العناقيد المفتوحة نشرت معظم نجوم اعضائها على طول مدارها بعد عدة مئات ملايين السنين فقط وبضعهم يبلغ عمره بلايين السنين.النجوم الفردية الهاربة تواصل مدارها حول المجرة كنجوم مستقلة ذات حقل مداري مستقل، كل النجوم ذوات الحقل المداري المستقل سواء في مجرتنا او في المجرات الاخرى يعتقد بأن أصلها جاء من تلك العناقيد والتجمعات. ومن أمثلة تلك العناقيد ......
NGC 6475 (M 7) - NGC 3293 -
M 45 - NGC 2632 (M 44)
3-
النجوم المزدوجة والمتعددة : قد يؤدي تشكيل النجوم إلى تشكيل أنظمة نجمية متعددة، على الاقل كما هو غالب في النظام النجمي الفردي، مثل حال نظامنا الشمسي، إذا كانت كتلة كوكب المشتري اكبر بضعة مرات لأصبح نجما.فعندما يتكثف نجم جديد من الغازات يدور بشكل سريع، وإذا صادف أن كان تقلص النجم سريعا يمكن أن يؤدي الى إنفصاله إلى زوج من النجوم بدلا من نجم واحد، وقد تتكرر هذه العملية وتنفصل الى الضعف، منتجا نجم ثنائي مضاعف، والأكثر شهرة هو Epsilon Lyrae في برج القيثارة Lyra.
-
وهناك دليل آخر على انفجار أقدم نجم من 13 مليار سنة – أى بعد بدأ خلق الكون بستمائة مليون عام ثم انتهى : انفجار أقدم نجم فى الكون (من موقع الكحيل): يعتبر هذا الإنفجار مثل فردي لما سيحدث من انفجاركلي وشامل يوم القيامة:فقد رصد العلماء مؤخراً أحد النجوم الذي يقع على حافة الكون المرئي، وبسبب انفجار النجم فقد أمكن رؤية الأشعة الصادرة منه، ولكن هل للقرآن حديث عن ذلك؟ لنتأمل.... العلماء يرصدون أقدم نجم يمكن رؤيته حتى الآن، وفي سابقة لا مثيل لها، تمكن عالم الفضاء بجامعة هارفارد، إيدو بيرغر من رصد انفجارات لأشعة غاما صدرت عن نجمة عملاقة يزيد عمرها على 13 مليار سنة، مما يجعلها أقدم شيء يتمكن العلماء من رؤيته في تاريخ الكون.وقد أشار بيرغر إلى أن الانفجار استغرق 10 ثوان فقط، بحيث تمكن العلماء من رصد الضوء الناتج عن انفجارها والذي وقع قبل 13 مليار سنة، وذلك بعد مرور 600 مليون عام على نشأة الكون.

انفجر هذا النجم قبل مرور 95 في المائة من عمر الكون الحالي، وبالتالي فهو أقدم شيء تمكن علماء الفلك من رصده حتى اليوم. إن هذا النجم المسمى GRB 090423، أكبر من شمسنا بحوالي 30 إلى 100 مرة، وعند أفوله كان قد أطلق كمية من الطاقة تتجاوز تلك الموجودة في الشمس عندنا بمليون مرة.
وقد أكد هذا الباحث أن العلماء طالما ظنوا أن بعد نشوء الكون بستمائة مليون سنة، كانت هناك نجوم عملاقة ولكن "كان يعوزنا الدليل"، وهو ما توافر الآن بعد رصدنا هذا الانفجار الذي وقع قبل هذه المدة الطويلة.وأكد بيرغر أنه في السنوات القليلة المقبلة سيتمكن العلماء من تحديد أعمار المجرات وفي أي مرحلة من عمر الكون تشكلت، وذلك بصورة دقيقة، مما ينهي جميع الخلافات والنظريات المتباينة حول هذا الشأن.يذكر أن الانفجار والذي استغرق 13 مليار سنة كي تصل أشعته إلى الأرض، كان قد رصد بواسطة قمر "سويفت" الصناعي التابع للإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأمريكية (ناسا)، وذلك في مرصد "جيمني" بهاواي.

انفجار النجوم هو أحد الحقائق الأكثر يقيناً في هذا الكون، وهذه النهاية للنجوم أخبرنا عنها القرآن في العديد من آياته، في زمن كان الناس ينظرون إلى الكون على أنه أزلي ولا يمكن أن يزول!
تعليق على هذا الاكتشاف العلمي:
1-
إن حقيقة انفجار ونهاية النجوم تحدث القرآن عنها في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذا الموضوع، بل كان الاعتقاد السائد أن الكون وُجد هكذا منذ الأزل وسيبقى هكذا بنجومه وكواكبه وشمسه وقمره. ولكن القرآن صحح ذلك في قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) [النجم: 1-2]. وقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
ويقول أيضاً: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) [المرسلات: 8]. وفي آية أخرى يقول عز وجل: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) [التكوير: 1-2].
2-
يقول العلماء إن هذا النجم انفجر قبل 13 مليار سنة (طبعاً هذه حسابات بشرية والرقم الحقيقي لا يعلمه إلا الله تعالى)، ولذلك فإن العلماء لا يمكنهم معرفة موقع هذا النجم وأين مصيره، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وهو قَسَم عظيم فقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة: 75-77]. وفى حافة الكون صورة مرعبة لإنفجار نجم هذه بياناته: ففى كل لحظة هناك انفجار لنجم يحدث في مكان ما من الكون، ولا يدركها العلماء إلا بعد مرور سنوات طويلة عليها، لنقرأ هذا الخبر العلمي والتعليق عليه. .... في خبر علمي جديد ( حسب CNN ) فقد سجل انفجار ضخم لنجم كان في منتصف طريقه نحو حافة الكون، رقماً قياسيا من حيث إمكانية مشاهدة جسم بعيد من الأرض بالعين المجردة. والنجم الهرم، الذي كان ضمن مجرة غير معروفة، انفجر مُطلقاً حزماً من أشعة "غاما" على بعد 7.5 بليون سنة ضوئية من الأرض، ليبلغ سطوع الانفجار الأرض فجر الأربعاء الذى رصد به الإنفجار. فقد استطاع القمر الصناعي "سويفت" التابع لوكالة علوم الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" من رصد الأشعة الناتجة عن الانفجار، بينما قال أحد مديري الوكالة، نيل غيريلز: لم يصدف أن شاهدنا سابقا انفجارا بهذا السطوع ومن هذه المسافة. وأضاف أن مشاهدته بالعين المجردة كانت واضحة بشكل كافٍ، بينما لم يصل "ناسا" أية تقارير عن احتمال ان يكون هواة الفلك ومراقبة المجرات، قد شاهدوا الانفجار الذي دام أقل من ساعة يقول عالم الفلك في جامعة بنسلفانيا ديفيد

بوروز: إن اللافت في الحدث ليس حجم الانفجار إنما المسافة التي كان يتحرك بها النجم، مضيفاً أنه كان في منتصف الطريق إلى حافة الكون. وقد أوضح غيريلز أن النجم كان قبل انفجاره أكبر من كوكب الشمس بأربعين ضعفاً، كما أن شدة الانفجار أدت إلى تبخر أي كوكب قريب منه.وتجدر الإشارة إلى أن مسافة 7.5 بليون سنة ضوئية تفوق بكثير أبعد نجم أمكن مشاهدته بالعين المجردة، والبالغ 2.5 مليون سنة ضوئية، علماً أن السنة الضوئية تبلغ 10 مليون مليون كيلو متر تقريباً.
2-
النفخ فى الصور حقيقة نقلية شرعية :
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: عند هذه الآية الأخرى: وقد روينا حديث الصور بطوله من طريق الحافظ أبي القاسم الطبراني في كتابه (المطولات) قال: حدثنا أحمد بن الحسن المصري الأيلي حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فقال:(إنَّ الله تعالى: لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصاً بصره في العرش ينتظر متى يؤمر قلت: يا رسول الله وما الصور؟ قال القرن قلت: كيف هو؟ قال عظيم، والذي بعثني بالحق إِنَّ عِظَم دارة فيه كعرض السموات والأرض، ينفخ فيه ثلاث نفخات: النفخةُ الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة القيام لربِّ العالمين،
يأمر الله تعالى: إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول انفخ، فينفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السموات والأرض إِلاّ من شاء الله، ويأمره فيطيلها ويديمها ولا يفتر وهو كقول الله تعالى:(وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ)[ص:15], فيسير الله الجبال فتمر مرَّ السحاب فتكون سراباً،ثم ترتج الأرض بأهلها رجّاً فتكون كالسفينة المرمية في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق في العرش ترجرجه الرياح، وهو الذي يقول(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ. قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ)[النازعات:6 – 8], فيميدُ الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار، فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع، ويولّي الناس مدبرين مالهم من أمر الله من عاصم ينادي بعضهم بعضاً، وهو الذي يقول الله تعالى: فيه {يَوْمَ التَّنَادِ} فبينما هم على ذلك إذ تصدَّعت الأرض من قطر إلى قطر فرأوْا أمراً عظيماً لم يروا مثله، وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم.ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل، ثم انشقت السماء فانتثرت نجومها وانْخَسَفَتْ شمسُها وقمرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمواتُ لا يعلمون بشيءٍ من ذلك قال أبو هريرة: يا رسول الله مَنِ استثنى اللهُ عَزَّ وجَلَّ حين يقول {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل:87]؟ قال: أولئك الشهداءُ وإِنَّما يصل الفزع إلى الأحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون، وقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه قال: وهو الذي يقول الله عزَّ وجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1 – 2] فيقومون في ذلك العذاب ما شاء الله تعالى: إلا أَنَّه يطول،ثم يأمرُ اللهُ إسرافيل بنفخَة الصَّعْقِ، فينفخ نفخةَ الصَّعْق فيصعق أهل السموات والأرض إلا من شاء الله، فإذا هم قد خمدوا وجاء ملك الموت إلى الجبار عَزَّ وجَلَّ فيقول: يا ربِّ قد مات أهل السموات والأرض إلاّ من شئت، فيقول الله تعالى: وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: يا ربِّ بقيتَ أنتَ الحي الذي لا تموت وبقيتْ حملة العرش وبقي جبريل وميكائيل، وبقيت أنا، فيقول الله عز وجل: ليمت جبريل وميكائيل، فينطق الله تعالى: العرش: فيقول: يا ربِّ يموت جبريل وميكائيل؟ فيقول: اسكت فإِنِّي كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي، فيموتان. ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات جبريل وميكائيل، فيقول الله عز وجل وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت حملة عرشك وبقيت أنا. فيقول الله تعالى: لتمتْ حملةُ العرش. فتموت، ويأمر الله تعالى: العرش فيقبض الصور من إسرافيل، ثم يأتي ملك الموت فيقول: يا ربِّ قد مات حملة عرشك. فيقولُ الله وهو أعلمُ بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: يا ربِّ، بقيتَ أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا. فيقول الله تعالى: أنت خلقٌ من خلقي، خلقتك لما رأيت، فمت. فيموت. فإذا لم يبق إلا اللهُ الواحد القهار الأحد الصَّمدُ الذي لم يلد ولم يولد كان آخراً كما كان أولاً، طوى السموات والأرض طيَّ السِجِلِّ للكتب ثم دحاهما ثم يلقفهما ثلاث مرات ثم يقول: أنا الجبار أنا الجبار (ثلاثاً) ثم هتف بصوته: لمن الملك اليوم (ثلاث مرات) فلا يجيبه أحد. ثم يقول لنفسه: للهِ الواحدِ القهارِ . يقول الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:48], فيبسطهما ويسطحهما ثم يمدهما مَدَّ الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه الأرض المبدلة مثل ما كانوا فيها من الأولى: مَنْ كان في بطنها كان في بطنها، ومَنْ كان على ظهرها كان على ظهرها. ثم يُنْزِلُ الله تعالى: عليهم ماءً من تحت العرش، ثم يأمرُ اللهُ السماء أَنْ تمطر، فتمطر أربعين يوماً حتَّى يكون الماءُ فوقهم اثني عشر ذراعاً، ثم يأمر اللهُ الأجساد أن تنبت فتنبت كنبات الطراثيث أو كنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت، قال الله عز وجل: ليحيى حملةُ عرشي، فيحيون، ويأمر اللهُ إسرافيل فيأخذ الصُّورَ فيضعه على فيه ثم يقول: ليحيى جبريل وميكائيل، فيحييان، ثم يدعو اللهَ بالأرواح فيؤتى بها تتوهَّجُ أرواحُ المؤمنين نوراً وأرواح الكافرين ظلمةً، فيقبضها جميعاً ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر اللهُ إسرافيل أَنْ ينفخ نفخة البعث فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواحُ كأَنَّها النَّحْلُ قد ملأت ما بين السماء والأرض فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعنَّ كلُّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجسادِ فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشقُّ الأرض عنهم، وأنا أول من تنشق الأرض عنه، فتخرجون سراعاً إلى ربكم تنسلون {مُهْطِعِينَ إلى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:8] حفاة عراة غرلاً، فتقفون موقفاً واحداً مقداره سبعون عاماً لا ينظر إليكم ولا يقضى بينكم، فتبكونَ حتى تنقطع الدُّموع، ثم تدمعون دماً وتعرقون حتى يلجمكم العرق أو يبلغ الأذقان، وتقولون من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا؟ فتقولون مَن أَحَقُّ بذلك من أبيكم آدم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قُبُلاً، فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه فيأبى ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، فيستقرئون الأنبياء نبيّاً نبيّاً كُلَّما جاءوا نبيّاً أبى عليهم. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حتى يأتوني فأنطلق إلى الفحص فأخرّ ساجداً. قال أبو هريرة: يا رسولَ الله وما الفحص؟ قال: قدام العرش، حتَّى يبعث الله إليّ ملكاً فيأخذ بعضدي ويرفعني فيقول لي: يا محمَّدُ. فأقول: نعم يا رب، فيقول عز وجل: ما شأنك؟ وهو أعلم، فأقول: يا ربِّ وعدتني الشَّفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم، قال الله: قد شفعتك، أنا آتيكم أقضي بينكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأَرجع فأقف مع الناس، فبينما نحن وقوف إذ سمعنا من السماء حساً شديداً فهالنا، فينْزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافَّهم وقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا وهو آت. ثم ينْزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة وبمثلي من فيها من الجنِّ والإنس، حتَّى إذا دنوا مِن الأرض أشرقت الأرضُ بنورهم وأخذوا مصافَّهم، وقلنا لهم: أفيكم ربُّنا؟ فيقولون: لا وهو آت، ثم ينْزلون على قدر ذلك من التضعيف حتى ينْزل الجبارُ عز وجل في ظللٍ من الغمام والملائكة فيحمل عرشه يومئذٍ ثمانية، وهم اليوم أربعة، أقدامهم في تخوم الأرض السُّفلى والأرض والسموات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم، لهم زجلٌ في تسبيحهم يقولون: سبحانَ ذي العزة والجبروت، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان الحيِّ الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس قدوس قدوس، سبحان ربنا الأعلى رب الملائكة والروح، سبحان ربنا الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت. فيضع الله كرسيَّهُ حيث يشاء من أرضه، ثم يهتف بصوته فيقول: يا مَعْشَرَ الجنِّ والإِنْسِ إِنِّي قد أنْصَتُّ لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع قولكم وأبصر أعمالكم، فأنصتوا إليّ، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه. ثم يأمر الله جهنَّم فيخرج منها عنق ساطعٌ مظلم، ثم يقول {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ. هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [يس:60 – 63], أو {بِهَا تُكَذِّبُونَ} شك أبو عاصم {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس:59], فيميز الله الناس وتجثو الأمم، يقول الله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إلى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:28], فيقضي الله عز وجل بين خلقه إلا الثقلين الجن والإنس فيقضي بين الوحوش والبهائم حتى إِنَّه ليقضي للجمَّاءِ من ذات القرن. فإذا فرغ من ذلك فلم تبق تبعة عند واحدة للأخرى قال الله لها: كوني تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً، ثم يقضي اللهُ تعالى: بين العباد: فكان أول ما يقضي فيه الدماء، ويأتي كل قتيل في سبيل الله، ويأمر الله عز وجل كل من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه فيقول: يا رب فيم قتلني هذا؟ فيقول – وهو أعلم ،فيم قتلتهم؟ فيقول: قتلتهُم لتكون العزة لك، فيقول اللهُ له: صدقت، فيجعل الله وجهه مثل نورِ الشمس، ثم تمر به الملائكة إلى الجنة، ثم يأتي كل من قتل على غير ذلك يحمل رأسه وتشْخَبُ أوداجه فيقول: يا رب قتلني هذا؟ فيقول تعالى: وهو أعلم: لم قتلتهم؟ فيقول: يا رب قتلتهم لتكون العزة لي، فيقول: تَعِسْتَ، ثم لا تبقى نفسٌ قتلها إلا قتل بها ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها وكان في مشيئة الله إِنْ شاء عذبه وإن شاء رحمه، ثم يقضي الله تعالى: بين من بقي من خلقه حتى لا تبقى مظلمةٌ لأحَدٍ عند أحدٍ إلاّ أخذها اللهُ للمظلوم مِنَ الظَّالم حتى إِنَّه ليكلف شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص اللبن من الماء. فإذا فرغ الله تعالى: من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق: ألا ليلحق كلُّ قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فلا يبقى أحدٌ عُبِدَ من دون الله إِلاَّ مثلت له آلهتُهُ بين يديه، ويجعل يومئذٍ ملك من الملائكةِ على صورة عُزير ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى بن مريم ثم يتبع هذا اليهود وهذا النَّصارى ثم قادتهم آلهتهم إلى النار، وهو الذي يقول :لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأنبياء:99], فإذا لم يبق إلا المؤمنون فيهم المنافقون جاءَهُمُ اللهُ فيما شاء من هيئته فقال: يا أَيُّها الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون، فيقولون: واللهِ واللهِ ما لنا إله إلا الله، وما كنا نعبدُ غيره، فيكشف لهم عن ساقه ويتجلَّى لهم من عظمته ما يعرفون أَنَّه رَبَّهم، فيخرُّون للأذقان سُجّداً على وجوههم ويخرُّ كلُّ منافقٌ على قفاه، ويجعل اللهُ عز وجل أصلابهم كصياصيِّ البقر. ثم يأذَنُ اللهُ لهم فيرفعون ،
ويضربُ اللهُ الصِّراط بين ظهراني جهنَّم كحدِّ الشفرةِ أو كحدِّ السيفِ عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسكِ السَّعْدَان دونه جسر دحض مزلة، فيمرُّون كطرف العين أو كلمح البرق أو كمرِّ الريح أو كجياد الخيل أو كجياد الرِّكاب أو كجياد الرِّجال، فناج سالم، وناج مخدوش، ومكدوس على وجهه في جهنم. فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة قالوا: من يشفع لنا إلى ربِّنا فندخل الجنة؟ فيقولون: من أَحقُّ بذلك من أبيكم آدم عليه السلام؟ خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا. فيأتون آدم فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بنوح فإِنَّه أَوَّل رُسُلِ اللهِ. فيؤتى نوح فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، ويقول عليكم بإبراهيم فإِنَّ الله تخيَّره خليلاً، فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: ما أنا بصاحب ذلك ويقول عليكم بموسى فإِنَّ الله قرَّبه نجيّاً وكلَّمه وأَنزل عليه التوراة. فيؤتى موسى فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: لستُ بصاحب ذلك ولكنْ عليكم بروحِ الله وكلمته عيسى بن مريم. فيؤتى عيسى بن مريم فيطلب ذلك إليه فيقول: ما أنا بصاحبكم ولكنْ عليكم بمحمد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتوني ولي عند ربِّي ثلاث شفاعات وعدنيهن، فأنطلق فآتي الجنة فآخذ بحلقةِ الباب فأستفتح فيفتح لي فأُحيّا ويرحب بي، فإذا دخلتُ الجنة فنظرتُ إلى ربّي خررت له ساجداً فيأذن اللهُ لي من تحميده وتمجيده بشيءٍ ما أذن به لأحد من خلقه، ثم يقول: ارفع رأسك يا محمد واشفع تشفع وسلْ تعط، فإذا رفعتُ رأسي يقول الله تعالى: وهو أعلم: ما شأنُكَ؟ فأقول: يا ربِّ وعدتني الشفاعة فشفِّعني في أهل الجنة فيدخلون الجنة، فيقول الله: قد شفعتك، وقد أذنت لهم في دخول الجنة . - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفسي بيده ما أَنْتُمْ في الدنيا بأَعْرَف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل كلُّ رجلٍ منهم على اثنتين وسبعين زوجة، سبعين مما ينشئ الله عز وجل وثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهم الله تعالى: في الدنيا، فيدخل على الأولى في غرفة من ياقوتة على سريرٍ مكلَّلٍ باللؤلؤ عليها سبعون زوجاً من سندس وإستبرق، ثم إنه يضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها ومن وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإِنَّه لينظر إلى مُخِّ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت. كبدها له مرآة وكبده لها مرآة، فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله ما يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ما يفترُ ذكره وما تشتكي قبلها. فبينا هو كذلك إذ نودي: إِنَّا قد عرفنا أَنِّك لا تَملَّ ولا تُمَلّ، إلاّ أَنَّه لا مَني ولا منيَّة، إلا أَنَّ لك أزواجاً غيرها. فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما أتى واحدة قالت له: والله ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك ولا في الجنة شيء أَحبَّ إليَّ منك، وإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق من خلق ربِّكَ أوبقتهم أعمالُهم، فمنهم من تأخذ النار قدميه ولا تجاوز ذلك ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حقويه ومنهم من تأخذ جسده كلَّه إلا وجهه حرَّم اللهُ صورته عليها،
-
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فأقولُ يا ربِّ شفِّعني فيمن وقع في النارِ مِنْ أُمَّتِي، فيقول: أَخْرِجُوا من عرفتم فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد. ثم يأذن الله تعالى: في الشفاعة فلا يبقى نبيٌّ ولا شهيد إلاّ شُفِّع، فيقول الله تعالى: أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار إيماناً، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحدٌ، ثم يشفع الله تعالى: فيقول: أخرجوا من وجدتم في قلبه إيماناً ثلثي دينار، ثم يقول: ثلث دينار، ثم يقول: ربع دينار، ثم يقول: قيراط، ثم يقول: حبة من خردل، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل لله خيراً قط ولا يبقى أحدٌ له شفاعة إلا شفع، حتى إِنَّ إبليس يتطاول مما يرى من رحمة الله تعالى: رجاءَ أَنْ يُشفَعَ له. ثم يقول: بقيت وأنا أرحم الراحمين فيدخل يده في جهنم فيخرج منها ما لا يحصيه غيره كأَنَّهم حمم فيلقون على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فما يلي الشمس منها أخيضر وما يلي الظل منها أصيفر، فينبتون كنباتِ الطراثيث حتى يكونوا أمثال الذرِّ، مكتوبٌ في رقابهم: الجهنميون عتقاء الرحمن، يعرفهم أهل الجنَّةِ بذلك الكتاب ما عملوا خيراً لله قط: فيمكثون في الجنةِ ما شاء اللهُ وذلك الكتابُ في رقابهم، ثم يقولون: ربنا امح عنا هذا الكتاب، فيمحوه الله عز وجل عنهم) .
-
قال ابن كثير: هذا حديث مشهور وهو غريب جداً ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع قاضي أهل المدينة، وقد اختلف فيه: فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم من قال فيه وهو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء. قال رحمه الله تعالى: قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جداً ويقال إنه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقاً واحداً فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفاً قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم. انتهى كلامه رحمه الله تعالى ،
-
وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: (جاءَ أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّور؟ فقال قرن ينفخ فيه) ، وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (كيف أنعمُ وصاحبُ الصُّور قد التقمه وأصْغى سمعه وحنى جبهته ينتظرُ متى يؤمر، فقالوا: يا رسول الله وما تأمُرُنا؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل) معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي – ص969
والصور في لغة العرب هو : القرن ( يشبه البوق ) وقد سئل رسول الله عن الصور ففسره بما تعرفه العرب من كلامها كما في سنن الترمذي ( 3244 ) وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال أعرابي : يا رسول الله ما الصور ؟ قال : " قرن ينفخ فيه " وصححه الألباني في الصحيحة ( 1080 ) ،وأما الذي يَنفُخ فيه : فقد " اشتهر أنه إسرافيل عليه السلام ، ونقل بعض العلماء الإجماع على ذلك ، ووقع التصريح به في بعض الأحاديث " انظر( فتح الباري 11 / 368 ) وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن صاحب الصور مستعد للنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى كما في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1078 ) .
وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن النفخ في الصور يكون مرتين : الأولى يحصل بها الصعق ، والثانية يحصل بها البعث مستدلين بقوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر/68 . وبما ورد في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت هاتين النفختين وما يترتب عليهما من آثار فقد روى البخاري ( 4651 ) ومسلم ( 2955 ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بين النفختين أربعون . قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال : أبيت قالوا أربعون شهرا ؟ قال : أبيت قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت . ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل . قال : وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة "قال النووي : ومعنى قول أبي هريرة ( أبيت ) أي أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوماً أو سنة أو شهراً بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة . اهـ .
وفي صحيح مسلم ( 2940 ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا قال :وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرا كأنه الطل أو الظل ( شك الراوي ) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " وقوله : ( أصغى ليتا ) : أصغى أي أمال ، والليت هو جانب العنق والمعنى فلا يبقى أحد إلا أمال عنقه ، ورفع عنقه ، وقوله :( يلوط حوض إبله ) : أي يطين ويصلح مجمع الماء الذي تشرب منه إبله . ( شرح النووي على مسلم 18 /76 ) ومن العلماء من قال : إنها ثلاث نفخات وزاد فيها نفخة الفزع وأنها تكون قبل نفخة الصعق ثم تليها نفخة الصعق مستندين على ما ورد في قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) النمل/87 ولكن لا يلزم من ذكر الصعق في آية والفزع في الأخرى أن لا يحصلا معا من النفخة الأولى بل هما متلازمان فإذا نفخ في الصور فزع الناس فزعاً صعقوا منه وماتوا . واستدلوا أيضاً ببعض الأحاديث التي ورد فيها أن النفخات ثلاث . لكن الحديث الذي استدلوا به هو حديث الصور الطويل ؛ وهو حديث ضعيف مضطرب كما يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله . والله أعلم . انظر التذكرة للقرطبي ( 184 ) وفتح الباري ( 11 / 369 ). فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن طَرْف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه ، كأن عينيه كوكبان دريان ) رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ووافقه الذهبي
-
فقد روى ابن المبارك في الزهد ، والترمذي في سننه ,أبو نعيم في الحلية وأبو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ. قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا ) وقال الترمذي : حديث حسن صحيح أماحقيقة ماقبل نفخة البعث ، فيسكن الكون بعد الدمار الهائل الذى اطاح بكل مخلوق جرمى وتنتهى انفاس المخلوقات جميعها من ملائكة وجن وانس حتى ان ملك الموت نفسه يامر من قبل الله ان يقبض نفسه او يموت وذلك بعد ان امر بقبض ارواح كل الخلائق، فلا يبقى فى خلق الله تعالى احد لم يقبض الا ماشاء الله فيسكن الكون سكونا مهيباً فلا يصبح ولايمسى ولا يضحى فالكل تراب وعدم اومارج ونار او مما توصف الملائكة وحين ذاك يطوى الله عز وجل السموات يوم القيامة ثم ياخذهن بيده اليمنى ثم يقول :انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون ثم يطوى الارضين بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون وفى رواية(اين ملوك الارض)وفى رواية اخرى عند مسلم ( ج8/ 127)عن عبدالله ابن عمر قال رايت رسول الله (ص) على الممبر وهو يقول :ياخذ الجبار عز وجل سمواته واراضيه بيديه ثم ذكر نحو حديث يعقوب : (فيقول انا الله ويقبض اصابعه ويبسطها انا الملك حتى نظرت الى الممبر يتحرك من اسفل شئ يقول اساقط هو برسول الله (ص) ] روى أبو داود من طريق سالم أخبرني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين ثم يأخذهن قال ابن العلاء بيده الأخرى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ]وكذا من طريق عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ قَالَ سَالِمٌ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْوِي اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ قَالَ ابْنُ الْعَلَاءِ بِيَدِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ- ويقبض الله يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه
)
قال في حديث الصور : " فإذا لم يبق إلا الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، كان آخرا كما كان أولا ، طوى السماوات والأرض كطي السجل للكتاب ، ثم دحاهما ، ثم تلقفهما ثلاث مرات ، وقال : أنا الجبار . ثلاثا ، ثم ينادي : لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ، فلا يجيبه أحد ، ثم يقول تعالى مجيبا لنفسه ( لله الواحد القهار ) وقد قال تعالى : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ الزمر : 67 ] . وقال تعالى : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين . وقال تعالى : لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [ ص: 337 ] )غافر : 15 ، 16 ]( وثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة [، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقبض الله تعالى الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ، أنا الجبار ، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون " . ]وفيهما عن ابن عمر[ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين ، وتكون السماوات بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ( وفي " مسند أحمد " ، و " صحيح مسلم " [، من حديث عبيد الله بن مقسم ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ الزمر : 67 ] . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ، ويحركها ، يقبل بها ويدبر " يمجد الرب نفسه : أنا الجبار ، أنا المتكبر ، أنا الملك ، أنا العزيز ، أنا الكريم " فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، حتى قلنا : ليخرن به . وهذا لفظ أحمد ،
قال في حديث الصور : " ويبدل الله الأرض غير الأرض فيبسطها ، ويسطحها ، ويمدها مد الأديم العكاظي ، إلى آخر الكلام ، كما تقدم ، قال تعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [ إبراهيم : 48 ] " الآية [وفي " صحيح مسلم ] عن عائشة قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض والسماوات؟ فقال : " هم في الظلمة دون الجسر ) وقد يكون المراد بذلك تبديلا آخر غير هذا المذكور في هذا الحديث ، وهو أن تبدل معالم الأرض فيما بين النفختين; نفخة الصعق ، ونفخة البعث ، فتسير الجبال وتمد الأرض ، ويبقى الجميع صعيدا واحدا ، لا اعوجاج فيه ولا روابي ولا أودية ، كما قال تعالى : ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا [ طه : 105 - 107 ] . أي لا انخفاض فيها ولا ارتفاع . وقال تعالى : وسيرت الجبال فكانت سرابا [ النبإ : 20 ] . وقال تعالى : وتكون الجبال كالعهن المنفوش [ القارعة : 5 ] . وقال تعالى : [ ص: 339 ] وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة [ الحاقة : 14 ] . وقال تعالى : ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [ الكهف : 47 ] الآيات - ويدخل في الإيمان : الإيمان بالصور والنفخ فيه الذي جعله الله سبب الفزع والصعق والقيام من القبور، وهو القرن الذي وكل الله تعالى: به إسرافيل كما تقدم في ذكر الملائكة. وقد ذكر الله عز وجل النفخ فيه في مواضع من كتابه، كقوله عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر:68] الآيات، وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل:87] الآيات، وقال تعالى: {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:73].؟ 2-البعث والنشور اما البعث:المراد به: المعاد الجسماني فإنه المتبادر عند الإطلاق ، قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه (الروح) كشيخه وغيرهما: معاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين ، واليهود ، والنصارى . - وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وأبو حاتم، والإسماعيلي في (معجمه)، والحافظ الضياء في (المختارة) ، وابن مردويه ، والبيهقي في (البعث) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته بيده فقال يا محمد ، يحيي الله هذا بعد ما أرم ؟ قال:نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم )) فنزلت الآيات من آخر يس {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ} [يس:77] إلى آخر السورة) . وهذا نص صريح في الحشر الجسماني ولهذا قال الإمام الرازي: الإنصاف أنه لا يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبين نفي الحشر الجسماني ، فإنه قد ورد في عدة مواضع من القرآن المجيد التصريح به بحيث لا يقبل التأويل أصلا. انتهى . وكذلك لا يمكن الجمع بين القول بقدم العالم على ما يقول الفلاسفة وبين الحشر الجسماني لأن النفوس الناطقة على هذا التقدير غير متناهية فتستدعي جميعا أبدانا غير متناهية وأمكنة غير متناهية ، وقد ثبت تناهي الأبعاد بالبرهان وباعترافهم ، والله تعالى أعلم... - قال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إليه تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:258 – 260]. وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف:57]، وقال تعالى: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ} [الرعد:5]، - وقال تعالى: {وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ} [الأنعام:29 – 31] الآيات ، وقال تعالى: {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:47-48]، الآيات ، وقال تعالى: {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الحجر:23 – 25]، - وقال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]، - وقال تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء:49 – 52]، - وقال تعالى: {وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا أَوَلَمْ يَرَواْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } [الإسراء:97 – 99]، - وقال تعالى: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء:104]، وقال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} [الكهف:12]،
-
وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ - إلى قوله - وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} [الكهف:19 – 21],
-
وقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًاً} [الكهف:47 – 48] الآيات. - وقال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف:99] الآيات. - وقال تعالى: {وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم:68] الآيات إلى آخر السورة.
-
وقال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55],
-
وقال تعالى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا} [طه:102 – 108] الآيات. - وقال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} [الأنبياء:1], - وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَن ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ} [الأنبياء:38 – 39],
-
وقال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:104]، - وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } [الحج:1 – 7]، - وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون:12 – 16],
-
وقال تعالى: عن كفر عاد {وَقَالَ الْمَلأ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون:33 – 37] الآيات. - وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [المؤمنون:80 – 83]، - وقال تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:112 – 116]، - وقال تعالى: {أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إليه فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:64]. وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} [الفرقان:3]، - وقال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} [يونس:45]، - وقال تعالى: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [يونس:34], وقال تعالى: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ– إلى قوله تعالى: - بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ – إلى قوله - قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ – إلى قوله - وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل:64 – 87] الآيات, - وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [العنكبوت:19 – 22]، - وقال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ – إلى قوله - اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إليه تُرْجَعُونَ} [الروم:6 – 11] الآياتإلى قوله - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الروم:25 – 27] الآيات, - وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم:40], وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم:48 – 50]، - وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الروم:55 – 56] الآيات, - وقال تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان:28], - وقال تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونََ} [السجدة:10 – 11] الآيات, - وقال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63]، - وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ:29 – 30] الآيات, - وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ:51] الآيات, - وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ:7], وقال تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر:9], - وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:12], - وقال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس:33] الآيات, وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس:48 – 53],
-
وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس:77 – 83]
-
وقال تعالى: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} [الصافات:11 – 23], ؟ وقال تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [ص:79 – 81]، - وقال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:30 – 31]. - وقال تعالى: {لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ} [غافر:15 – 16] الآيات, - وقال تعالى: عن مؤمن آل فرعون {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} [غافر:32 – 33] الآيات، - وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت:39],
-
وقال تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} [فصلت:54]، - وقال تعالى: {وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:7]،
-
وقال تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الزخرف:11]، - وقال تعالى: {إِنَّ هَؤُلاء لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان:34 – 40] الآيات. - وقال تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الجاثية:22]. - وقال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:24 – 26] الآيات, - وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف:33]، - وقال تعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق:1 – 4] إلى آخر السورة. - وقال تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا– إلى قوله - إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات:1 – 6].
-
وقال تعالى: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ– إلى قوله - إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } [الطور:1 – 11] الآيات. - وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور:45] الآيات.
-
وقال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } [النجم:42 – 44] الآيات. - وقال تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:6 – 8] الآيات.
-
وقوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46] - وقال تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن:31] إلى آخر السورة، - وسورة الواقعة بتمامها، - وقال تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} [الحديد:12] الآيات. - وقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ – إلى قوله - ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة:6 – 7].
-
وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [المجادلة:18]، - وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} [الممتحنة:13]، - وقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9] الآية،
-
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:7-8]، - وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك:2]، -وقال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} [القلم:35] الآيات، - وسورة الحاقة بكمالها، - وقال تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج:1] الآيات، - وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج:42 – 44] - وقال تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} [المزمل:11] الآيات.
وقال تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر:8 – 10]،
-
وقال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:1 – 4] الآيات،
-
وأما الأحاديث في هذا الباب فكثيرة جداً،
-1
وقال البخاري رحمه الله تعالى: حدَّثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأمَّا تكذيبه إيَّاي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوَّل الخلق بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إيَّاي فقوله: اتَّخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحدا) .
-2
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في (مسنده): حدثنا أبو المغيرة حدثنا حريز حدثني عبدالرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش قال: (إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَصَقَ يوماً في كفِّه فوضع عليها إصبعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: بني آدم أنَّى تعجزني وقد خلقتك مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك، وللأرض منك وئيد، فجمعتَ ومنعتَ، حتى إذا بلغت التَّراقي قلت أتصدَّق، وأنَّى أوان الصدقة) ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان به .؟ 3- وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عليُّ بن الحسين بن الجنيد حدثنا محمد بن العلاء حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (إنَّ العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاءِ ففتَّه بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحيي الله هذا بعد ما أرم؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نعم، يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم)) قال:ونزلت الآيات من آخر يس .
4-
وروى مسلم من طريق معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، منها: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكله الأرضُ أبداً فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أيُّ عظم هو يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب) وفيه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّ ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يُركب)
5-
وقال رحمه الله تعالى: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بين النفختين أربعون – قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت – ثمَّ ينْزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلاّ عظماً واحداً وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة) ، ورواه البخاري عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش بمعناه، دون قوله: (ثم يُنْزِلُ الله تعالى: مِنَ السماء ماء)
6-
وحديث عبدالله بن عمرو وفيه: (ثُم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلاّ أصغى ليتا ورفع ليتا. قال: وأول من يسمعه رجلٌ يلوط حوض إبله قال فصعق ويصعق الناس, ثم يرسلُ الله – أو قال يُنْزل الله – مطراً كأنه الطلُّ – أو الظل، نعمان الشاك – فتنبت منه أجساد الناس، ثمَّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس، هلمُّوا إلى ربِّكم، وقفوهم إنهم مسؤولون. قال ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقول: مِنْ كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذلك يومٌ يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عَنْ ساق) .
7-
وفي(الصحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنِّي أول من يَرْفعُ رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلِّقٌ بالعرش، فلا أدري كذلك كان أم بعد النفخة) .؟ 8- وفي حديث الصور (ثم ينْزل اللهُ عليهم ماءً من تحت العرش، ثم يأمر اللهُ السماء أن تمطر، فتمطر أربعين يوماً حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعاً، ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت، فتنبت كنبات الطَّراثيت – أو كنبات البقل – حتى إذا تكاملت أجسادهم، فكانت كما كانت قال الله عز وجل: ليحيى حملة العرش، فيحيون. ويأمر الله عز وجل إسرافيلَ فيأخذ الصُّور فيضعه على فيه ثم يقول: ليحيى جبريل وميكائيل، فيحييان. ثم يدعو الله بالأرواح ليؤتى بها، تتوهج أرواح المسلمين نوراً وأرواح الكافرين ظلمة فيقبضها جميعاً ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر الله تعالى: إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنَّها النَّحْلُ قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعن كلُّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنهم، وأنا أوَّل من تنشق الأرض عنه فتخرجون سراعاً إلى ربِّكم تنسلون) الحديث.
بتصرف من كتاب (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول) لحافظ بن أحمد الحكمي - ص 913
3-
الانتظار : ثانيا- المرحلة الفعليةللحساب : فيهاكل عبارة شرعية تدل على مرحلة حسابية مستقطعة منها المسار العام للحساب وسنحاول بمشيئةالله تعالى استعراضها وترتيبها ثالثا- مرحلة الجزاء او العطاء:
اولا – المرحلة الاولى التمهيدية : حقبة ماقبل النفخة للبعث ، يسكن الكون بعد الدمار الهائل الذى اطاح بكل مخلوق جرمى وتنتهى انفاس المخلوقات جميعها من ملائكة وجن وانس حتى ان ملك الموت نفسه يامر من قبل الله ان يقبض نفسه او يموت وذلك بعد ان امر بقبض ارواح كل الخلائق، فلا يبقى فى خلق الله تعالى احد لم يقبض الا ماشاء الله فيسكن الكون سكونا مريبا فلا يصبح ولايمسى ولا يضحى فالكل تراب وعدم اومارج ونار او مما توصف الملائكة وحين ذاك يطوى الله عز وجل السموات يوم القيامة ثم ياخذهن بيده اليمنى ثم يقول :انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون ثم يطوى الارضين بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون وفى رواية(اين ملوك الارض) وفى رواية اخرى عند مسلم ( ج8/ 127)عن عبدالله ابن عمر قال رايت رسول الله (ص) على الممبر وهو يقول : ياخذ الجبار عز وجل سمواته واراضيه بيديه ثم ذكر نحو حديث يعقوب (فيقول انا الله ويقبض اصابعه ويبسطها انا الملك حتى نظرت الى المنبر يتحرك من اسفل شئ يقول اساقط هو برسول الله (ص) وتجهز ارض المحشر حيث تستبدل الارض الحالية بعد دكها بارض جديدة لم يطؤها احد ، قال صلى الله عليه وسلم :فى حديث سهل بن سعد : يحشر الناس يوم القيامة على ارض بيضاء عفراء كالقرص النقى ليس فيها علم لاحد مسلم (8/127)؟ - وفى حديث ابى سعيد الخدرى قال : (ص) : تكون الارض يوم القيامة خبزه واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفـأ احدكم خبزته فى السفر مسلم (8/129) لكن كيف ينتقل الخلق جميعا إلى هذه الأرض الجديدة وهم فى حال الموت والعدم؟؟ يكون ذلك بزجرة واحدة من الجبار جل وعلى كما ورد فى الحديث: يقول الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:48], فيبسطهما ويسطحهما ثم يمدهما مَدَّ الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه الأرض المبدلة مثل ما كانوا فيها من الأولى: مَنْ كان في بطنها كان في بطنها، ومَنْ كان على ظهرها كان على ظهرها. ثم يُنْزِلُ الله تعالى: عليهم ماءً من تحت العرش، ثم يأمرُ اللهُ السماء أَنْ تمطر، فتمطر أربعين يوماً حتَّى يكون الماءُ فوقهم اثني عشر ذراعاً، ثم يأمر اللهُ الأجساد أن تنبت فتنبت كنبات الطراثيث أو كنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت، قال الله عز وجل: ليحيى حملةُ عرشي، فيحيون، ثم يحى الله اسرافيل فيبعث ويامره بالتقام الصور ( القرن) والنفخ فيه ، بعد ان تنبت اجساد العباد وتجمع اشلائها.
-
قال رسول الله(ص) (مسلم8/90) مابين النفختين اربعون ... ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال الله تعالى فإنما هى زجرة واحدة)( فاذاهم قيام ينظرون )(19/الصافات)
(
ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعا )(99/الكهف) (ونفخ فى الصور فاذاهم من الأجداث الى ربهم ينسلون)(51/يس) و (ونفخ فى الصورفصعق من فى السماوات و من فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذاهم قيام ينظرون ) الزمر و (إنه هو يبدىء ويعيد) "البروج " (إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) "الطارق " " ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد " (سورة: ق)
(
ويوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراً ) /طه " (هامش -7) :لقد انتابنى عجب وتساؤل:فقد دأب الناس على عادة إخراج الألفاظ عن مدلولاتها التى أرادها الله كما أنزل؟إن الله تعالى قال: (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ) فتكلم عن كل المجرم وليس بعضه أو عينه؟ فالمجرمون يوم القيامة ألوان أجسادهم تبدو زرقاء أو سوداء ذلك لأن بشرة العباد يوم القيامة سيتحدد لونهابعد نزول الجبار وعرشه يحمله الملائكة الثمانية ،فمن نظر إلي الله جل وعلا نضرت وجوههم وابيضت أجسادهم ،ومن لا فلا ،إلا الزرقة أو السواد عياذا بالله تعالى ولذلك ستمنع الملائكة المجرمين من مجرد محاولة النظر إلى الله تعالى فى هذا اليوم يوم تبيض الوجوه أو تسويدها نعوذ به من ذلك (ونسأله تعالى أن يبيض وجوهنا ووجوه آبائنا وأولادنا وأهلينا آمين) قال تعالى: (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً)وذلك حتى لا ينظر المجرم إلى ربه فيكتسب النضرة والبياض،وبهذا التحجير على المجرمين يمتنع عليهم النظر إلى ربهم فلا يكتسبون إلا الزرقة أو السواد عياذاً بالله . وقوله تعالى: (ويوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السماوات ومن فى الأرض إلامن شاء الله وكل أتوه داخرين )/النمل"و " يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا " "النبا "و(إن كانت إلا صيحة واحدة فإذاهم جميع لدينا محضرون ) "يس " و(يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشرعلينا يسير )[سورة/ ق]
ونلخص ما سبق حيث يأمرالله تعالى إسرافيل بأن ينفخ فى الصور (نفخة الصعق الأولى ) فيصعق كل حي في السماوات والأرض إلا من شاء الله وهم على الأرجح حملة عرش الرحمن ومنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم يأمر الله تعالى أن يقبض أرواح الملائكة هؤلاء فيموتون ولايبقى إلا الجبار سبحانه وملك الموت فيبتدره الله تعالى فيقول له : أنت خلق من خلقى خلقتك لما أردت فمت فيموت ولايبقى إلا الله تعالى الملك الجبار ثم يطوي السماوات بيده اليمني والأرضين بشماله ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ثم ينزل الله تعالي مطرا من السماء كالطل تنبت منه أجساد الخلائق جميعها مخلوقة فى قبورها ( الأجداث ) لكن بدون روح ثم يحي الله إسرافيل فيأمره أن ينفخ في قرنه فيقومون فينظرون وكلهم يتكلم ثم يصيح إسرافيل ويناديهم إن الله يأمركم أن تجتمعوا للفصل فتلك هي الصيحة الأولي، فإسرافيل عليه فرضين : الأول : هوالنفخ فى الصور نفخة البعث فينزل مطر كالطل يجمع به الأشلاء المتفرقة وتصحوالعظام النخرة وتكسي لحما وجلدا ودما وعروقا فتنبت أجسادا كما تنبت البقلة وتردإلى هذه الأجساد أرواحها فيقومون ينظرون ويدب إليهم أول الإدراك فيجدون أنهم بعثوا من مرقدهم فيتسا ئلون : من بعثنا من مرقدنا ؟ وهم في ذلك لا يعرفون ماذا يفعلون ،
الثاني : هو النداء والصياح ، فينادي كل الخلائق أن هلمو إلى فصل القضاء (إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء )، فتلك هي الصيحة التالية للنفخ في الصوروالبعث .، قال الله تعالي (ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلا ربهم ينسلون قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون إن كانت إلا صيحة واحدة فإذاهم جميع لدينا محضرون ) /يس إذن فسيقوم الخلق جميعا بإذن ربهم بعد نفخة البعث فتراهم -- يخرجون من القبور كالجراد المنتشرأي الذي يسير وينتشر دون أن يطير كل يسير بغير غاية لا يعرفون أين يتوجهون وتصدر تعليقات كلامية مختلفة فبعض قول الكافرين (قالو ياويلنا من بعثنا من مرقدنا) ويقول غيرهم (هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون )؟ وتراهم يخرجون من الأجداث لا يكاد العاد أن يحصيهم فكلما قال امتنعوا خرجواوكلما ظن أنهم توقفوا عن الخروج من قبورهم ازداد تناسلهم وكلما ارتدت الحياة لميت قام فزعا ينظر ، وكل من يخرج من قبره يقوم مسرعا كأنه إلى نصبه يسرع كما كان في الدنيا وحال اهل الكفر حين خروجهم من القبور عيونهم ذليلة خاشعة يغشاها مهانة ،ومذلة، حتي تبدوأشكالهم مرهقة متعبة من الذل ( داخرين ) والجميع قد قام من مرقده وجميع الخلائق ينظرون لايعرفون إلى أين يتجهون ، فمنهم الفزع ، ومنهم المسرع يجري ولكن لغير غاية وجميعهم ينتشرون في أي إتجاه ثم يصيح إسرافيل أي ينادى الخلائق بالتوجه إلي حيث ربهم للقضاء والحساب ، وحينئذ تتحدد غاياتهم في غاية ، وتشخص أبصارهم إلي نهاية، فيأتون ربهم أفواجا ،ويأتون إليه داخرين – أي صاغرين أذلة - ويجتمعون في محشر واحد لا يتخلف منهم أحد ولايهرب ولا يغادر أحد
فإذا كان يوم القيامة أو هو الصاخة أو الطامة الكبري أو الغاشية أوالقارعة أو يوم الفصل أو الواقعة أويوم الازفة أو يوم التلاق أو يوم التناد أو يوم الدين أو يوم التغابن أو يوم الجمع مقدار يوم القيامة: قال الله تعالى : ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)/المعارج 4-7 ، وقال تعالي (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) فيدعي الخلائق للقيام ليقضي الله تعالي بينهم بالحق فيقيم العدل ويرفع القسط وينصب الموازين - فإذاجاء قضي بينهم بالحق وخسرهنا لك المبطلون – (78/-غافر) ، (وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون ) 69/ الزمر ، (وليبينن لكم يوم القيامة ماكنتم فيه تختلفون ) 62/ النحل
(
وتوفي كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) 111/ النحل، ( ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) 105/ التوبة، (والوزن يومئذ الحق ) 8/ الأعراف ، يبدأ يوم القيامة بنفخة البعث وهي نفخة يعقبها نداء الملك للخلائق بالقيام للحساب وعرض الأعمال أمام الد يان رب العالمين ،ويعتبر الناس هذه الدعوي شيء نكر(يقول الكافرون هذا شىء نكر) ويقومون وهم فزعون ولا يفوت منهم أحدفيقوم الناس مسرعين (مهطعين) إلي الداع ويعي الناس ما هو الخطب فيقول الكافرون (هذا يوم عسر) ويقول اخرون : (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا )؟ ويقوم الناس جميعا من مرقدهم ينظرون ف (يخرجون من الأجداث سراعا كأنعم جراد منتشر) أو( كانهم إلي نصب يوفضون ) فهم جميعهم يسرعون لكن اتجاهاتهم متشتتة فالمنادي ناداهم وفزعوا بندائه وقاموا ينظرون مسرعين لكن إلي غير جهة ، ويصاب المجرمون بالذهول (يبلسون) ،فيجري كل واحد منهم يريد النجاة بنفسه فيترك الوالد ولده والصاحب صاحبه والزوج زوجه والأخ أخيه (يومئذ يتفرقون) فيبعث الناس جميعا ثم يفر كل من صاحبه فلا يأتي إلي الله أحد إلافردا وإنما تفرقوا بعد جمع ، لأن في هذا اليوم : ( يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤيه ومن ي الأرض جميعا ..) طلبا للنجاة ؟ ويتمايز الناس في واجهتهم بأعمالهم وذلك بعد نفخة البعث والإسراع والفرار ،فمنهم من هو أزرق الوجه واللون ومنهم من هو أسود الوجه كأن وجهه قطع من الليل مظلما ومنهم من هو أبيض الوجه- نسأل الله تعالي - أن يبيض وجوهنا في هذا اليوم ،ووجوه كلها نضرة وبشاشة تزداد نضرة بالنظر إلي خالقها – تللك الوجوه النضرة تراها مع نضرتها ضاحكة مستبشرة لأنها مسفرة – أي مشرقة – ناعمة . وأما الكفار فوجوههم عابسة باسرة تري فيها الخشوع (الذل) مرهقة بالعمل والنصب مو صوفة بالعمي والبكم والصمم ،رؤو سهم منكسة عند ربهم إذا نظرت إليهم تراهم مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم وهم في هذا شاخصة أبصارهم مسرعين ،رافعي رؤوسهم دون حركة لا تتحرك عيونهم وأفئدتهم هواء خاوية ليس فيها ما يعمرها فهى ليس فيها أمل ولا رجاء ولا بشارة ولا تطلع إلي الغفار خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وحين يقوم الناس لرب العالمين تراهم من الفزع كاظمين قلوبهم لدي حناجرهم حابسين أنفسهم من شدة هول يوم القيامة :(وخشعت الأصوات للرحمن يومئذ فلا تسمع إلا همسا)( وبرزوا لله جميعا) (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما )،وينادي الملك : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )، حيث تضاء الأرض بنور ليس هو نورالشمس ولا هو بنورالقمر إنما تضاء بنور ا لله حينئذ (يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) وكذلك قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا )،ثم تعرض الخلائق علي ربها صفا وهم حفاة عراة غرلا (وعرضوا علي ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) ووضع الكتاب فإذا وضع جئ بالنبيين والشهداء (وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت )وإذا وضع الكتاب تري المجرمين مشفقين مما فيه، ويقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها – ذلك لأن كل فرد سيقرأ كتابه بنفسه حيث سيعلق كتاب كل إنسان في عنقه ويحدث ذلك إذا تطايرت الصحف فيتناول الناس صحائفهم وهم بين متناول باليمين - نسأل الله أن نكون من أهل اليمين –أو متناول لها بالشمال – نعوذ بالله من الشمال واهله - أو من وراء ظهره
فعلامة الفوز – نسأل الله تعالي الفوز – أن يتناول الفائز كتابه بيمينه ،وعلامة الخسران ،أن يتناول الإنسان كتابه بشماله أو من وراء ظهره – حينئذ يحشر أهل الكفر علي وجوههم صما وبكما وعميا في هذا البوم العظيم يكشف عن ساق من هول الموقف من هول الموقف وتعاظم الأمر ويدعي الناس للسجود فبسجد المؤمنون ولايستطيع السجود من كان كافرا ففى هذا اليوم يولي الكفار مدبرين لكنهم يجد ون الله أمامهم في كل جهةمالهم من الله من عاصم .
-
ويدعي الناس للحساب وتدعى الأمم للحساب ، فتأتي كل أمة تجثوا على ركبها وتعرض الخلائق علي الله تعالي لاتخفي منهم خافية ويتذكر الإنسان ماعمل وينبأ بما فعل فيفرمن أخيه وأمه وأبيه و صاحبته وبنيه ويود يومئذ لويفتدي من عذاب ذلك اليوم ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ،وذلك لأنها لظى نزاعة للشوى-وتأتي كل نفس يومها تجادل عن نفسها جدالا شديدا كثيرا، فيخرج لكل نفس مجادلة،أو غير مجادلة كتابها الذي ألزمه الله( طائره) في عنقه فيلقاه منشورا ،ويدعى لقرآءته(كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)، قال تعالي (إقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا )
-
ثم يجعل الله تعالي أوزارالعباد أثقالا فيحمل كل صاحب وزر وزره ويحمل مع وزره من أوزار الذين أضلوهم بغير علم ثم (يوم تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلي الله مولاهم الحق وضل عنهم ماكانو يفترون) ، والكافر يوم القيامة يحمل وزره ويخلد في النار (خالدين فيه )وهو عمل سيء ليس ممدوح ولا مرغوب(وساء لهم يوم القيامة حملا)(وهم يحملون أوزارهم علي ظهورهم) 31/ الأنعام
ففي هذا اليوم لايحمل أحد وزر أحد (ألا تزروا وازرة وزر أخري ) وفيه(لا تملك نفس لنفس شيأ والأمر يومئذ لله) 19/ الإنفطار
وفيه (لايغني مولأً عن مولي شيأ ولاهم لاينصرون )41/ الدخان
وفيه (لاتكلم نفس إلابإذنه ) ويحاول الكفار : الفرار فلا يستطيعون وكذلك الإعتذار فلا يقبل منهم ثم يلجأون إلى الإنكارعندما لايجدون بدا من ذلك ظانين أنهم بالإنكارسيمررون فيأبى الله إلا أن يكذبهم بأدلة مخلوقة معهم ،فتشهد عليهم أعضائهم ويختم الله علي أفواههم فتتكلم الأيدي وتشهد الأرجل ، (حتي إذاجاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وقلوبهم بما كانوايكسبون) 21/ فصلت
كما يحاولون الإستشفاع فلا تقبل لهم شفاعة ،ويطلبون فرصة أخري للحياة ليعملوا صالحا غير الذي عملوا فلا يجاب طلبهم ، ويدعون ربهم أن يخرجوا منها فإن عادوا فهم ظالمون كذا يقولون فلا يجابون ويحقرون وينهون عن كلام الله تعالي فيغلق عليهم فينهار آخررجاء لهم ويتقربون (أي الكفار) بما عملو من عمل فيه صلاح فيجعله الله تعالي هباءا منثورالأنهم ماتوا علي الكفر ، وسيسأ ل الله تعالي الناس جميعا والكفار عما كانو يفعلون (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) ؟ -وتدعي الأمم للحسا ب فتأتي ربها وهي جاثية – أي راكعة علي ركبها-فيخرج الله لكل أمة كتاب (يوم تدعي كل أناس بإمامهم ) 71/ الإسراء
ويخرج الله تعالي لكل أمة رسولها (ويوم يبعث من كل أمة شهيدا من أنفسهم وجئنا بك شهيدا علي هؤلاء) 89/ النحل
(
ويوم يبعث من كل أمة شهيدا ثم لايؤذن لهم ولاهم يستعتبون )84/ النمل
وتنتظر كل أمة مجئ رسولها فإذ ا أذن الله لرسولها بالمجيئ قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون قال تعالي (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لايظلمون)47/يونس
-
وقال تعالي (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا، يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوي بهم الأرض ولآيكتمون الله حديثا)41/النساء
وسيحاسب الجن كما يحاسب الإنس قال تعالي(يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا علي أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدواعلي أنفسهم أنهم كانوا كافرين)
وينادي الجبارالمشركين يوم القيامة فيقول سبحانه "أين شركائي"48/فصلت/62/القصص/27 النمل
(
قالوا آذناك مامنا من شهيد- وضل عنهم ما كانوايدعون من قبل وظنوا مالهم من محيص)48/فصلت
وفي سورة القصص يقول تعالي(أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانايعبدون وقيل ادعوا شركاؤكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون )62-64/القصص
-
وفي سورة النمل(ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم)
وفي سورة الكهف (ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا ) فسيسأل الله تعالي من أشركوابه أين هؤلاء الشركاء ثم يأمرالله تعالي هؤلاء المشركين أن ينادوا علي شركائهم ويستدعونهم فيزعنون لأمرالله بالإجبار وينادون يقصدون شركاءهم ولكن هيهات فما هم بسامعين حتى يأتوا ولوسمعوا ما استجابوا لهم ويوم القيامة يكفرون بشركهم أحوال الكفار يوم القيامة :؟ 1-يؤخذ بالنواصي والأقدام وهو وضع في التعامل مذري يدل علي الإستهانة والتحقير؟2-ويذهل المجرمون فهم في ذهول لإدراكهم الحقيقةوهم يتفرقون 3-ويؤمرون بالوقوف عند ربهم (وقفوهم إنهم مسؤلون )؟ 4-ويقال أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلي صراط الجحيم )
5-
ويساقون علي وجوههم إلى جهنم زمرا
6-
ويخلف الله تعالي ظنهم قال تعالي (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالاالذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
7-
وفي يوم القيامة يرون باديا مالم يكونوا يحتسبون – حيث يبدوا لهم سيئات ما كسبوا
8-
وسيسلسلون ويقيدون ، ثم يجعل الله تعالي ماعملوا من أعمال كانوا يظنون أنها صالحةهباءا منثورا
9-
ويرون أنهم ما لبثوا غير ساعة من نهار يتعارفون بينهم
10-
وتؤمر الملائكة بحشر الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله وأن يهدوهم إلي صراط الجحيم
11-
ويأمر الله تعالي الملائكة بأن يوقفوهم علي حال من سيسأل
12-
وينادون بتعجيزهم :(ما لكم لاتناصرون) فلا يجيبون استسلاما وتترك لهم للتساؤل بينهم فيقول بعضهم لبعض( إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ) أي تزعمون
حالفين أنكم علي حق فيرد بعضهم علي بعض( بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما ظالمين )الصافات
وفي هذا الموقف بالذات وهم موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلي بعض القول
(
يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولآ أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبرواللذين استضعفواأنحن صددناكم عن الهدي بعد إذ جآءكم بل كنتم مجرمين )فيجيب الذين استضعفوا ( بل مكرالليل والنهار إذتأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا) - ثم يوقن الجميع المستضعفون منهم والمستكبرون أنهم هالكون وأذهم قد انتبهوا من المحاجة ، حتي لآح لهم العذاب ورأوه فاعتملت نفوسهم وصدورهم بندم عظيم قد يئسوا من إظهاره فأسروه
(
واسرواالندامة لما رأواالعذاب وجعلنا الأغلآل في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلآما كانوا يعملون )،وحين يتحاجون ويوقن جميعهم أنهم هالكون وأن لآفائدة من المحاجة وقبل أن يسروا الندامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا فكلهم يكفربكلهم وينقلب وثن المودة التى كانوا يعبدونها فى الدنباإلى كراهية ولعنة بينهم ؟
13-
ويحشر الكفار مع الشياطين جنبا إلى جنب فيتحاجون وينهى الشيطان –عليه اللعنة –المحاجة بقوله (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان ألآأن دعوتكم فاستجبتم لي* فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ماأنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إنى كفرت
بما أشركتمونى من قبل ) ويحشر الكافرون جميعهم والشياطين ثم تحضرهم الملآئكة حول جهنم باركين على ركبهم(جثيا) ثم يخرج الله تعالى من كل شيعةأشدهم على الرحمن تمرداً وعداءً فى الدنيا ،فيخرج صاغرا ذليلآحقيرا لاحول له ولا قوة ولاسلطان ليراه جميع الناس ، ينظر وحالهم يقول : هاهو العاتي فلان- إذكانوا جبارون فى الدنيا عتاه فيخصهم الله تعالى بمزيد من الهوان والإذلال والتعجيز، فأين جبروتهم اليوم وعتوهم ،ويزدرى الملك كل كافرويحط كل كرامة لهم تحت الأقدام فلا كرامة لهم فى أن يروا ربهم فيضرب الحجاب بينهم وبين الله تعالى : (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) .
14-
وحين ينادى عليهم للحساب يجعلون فى مكان وضيع بعيد عن رب العباد :إذلالاً ولا كرامة لهم (أولائك ينادون من مكان بعيد )44/فصلت خاصة من لم يؤمن منهم بالكتاب فى الدنيا وكانوا يكرهون سماعه .
15-
وتبشرهم الملائكة بانعدام البشرى وتقول لهم الملائكة ابقوا فى حجركم محجور عليكم لن تروا ربكم :(يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا)/الفرقان
16-
ثم ينصرف الله عنهم فقد فرغ منهم ومن حسابهم لينساهم فلا يذكرهم أبدا:
(
وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين )الجاثية
17-
وإذ يحشر الناس على أقدامهم تمشى أقدامهم على الارض ووجوههم لأعلى ، يحشر الله تعالى طائفة من الكفار يمشون على وجوههم وأقدامهم لأعلى فيكون الوجه مكان القدم . قال تعالى (ونحشرهم على وجوههم عميا وبكما وصما) 97/الإسراء لأنهم :
1-
كفروابآيات الله وقالوا (أإذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا )98/الاسراء ؟ قال الله تعالى (الذين يحشرون غلى وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ) ] 34/الفرقان [ 2- ويساق الكافرون إلى جهنم فى مجموعات (زمرا)، مقيدون بالسلاسل (فى سلسلة زرعها سبعون ذراعا ) (يوميدعون إلى نار جهنم دعا )
مشاهد من يوم القيامة؟ أولاً : مشهد النفخ والبعث من القبور : بعدتمام أحداث الدنياوانتهائها على الوجه الذى فصلناه فى آخر باب من الأبواب المتسلسلة فى عرض أحداث علامات يوم القيامة يجئ موعدنفخة الصعق وهي النفخةالمقدرة فى تقدير علم الله تعالى لنهاية الخلق ، ويتصوربعض العلماءالباحثين فىهذا الأمر أن النفخة هذه هي ا لتى ستؤدى إلى صوت الزلزلة ودمارالكون . ولكن باستقراء النصوص القرآنيةوالأحاديث الصحيحة تبين أنها نفخة لسلب الأحياء أرواحهم فقط على أحوالهم التى يسمعون فيها هذه النفخة مع بقاء مكونات الكون كماهى ، كالجبال والأشجاروالأنهار والكواكب والشموس إنهاالنفخةالتى يخلص إليها حس الأحياء دون أن يشغلهم عنها شيءآخر فلا يسمعها أحدمن الأحياء إلا أصغى ليتا ورفع ليتا أي وجه أذناه خافضاإحداها ورافعا الأخرى ليتحقق من أين هذا الصوت الطارئ على الأسماع محاولاً معرفة جهة هذه النفخة دون جدوى فلا يسمعها من البشر احد إلا صعق على حاله بعد أن يتحقق من ذروتها وبعد ، أن تدق أذناه طبالها وينقر فى أسماعه ناقورها ويبدوا أنها ستكون نفخة ذات نغم أو جرس متدرج فهي تبدأ بالصخ وهى نفخة تتلاحق موجاتها ، لتتخطى كل المعاييرالمعروفة لدرجات الصوت المسموعة وغير المسموعة فى الدنيا وفوق المسموعة وتنتهى بتغير الجرس إلى ماهو : القرع أو النقر حيث تهدر موجات قرع متلاحقة يكون مجملها مع موجات الصخ (النفخ) قاتلة بكل حال من الأحوال لكل من يسمع من البشر ومن فقد سمعه حيث أنه يبدوا أن قوانين هذه النفخة القارعة سيكون لها حساب احتسبه الله تعالى وقدره فلا يعرفه البشرولم يعرفونه فى دنياهم وهكذا فكل من سيبدأ بسماع النفخة سيصغى ليتا ويرفع ليتا حتى إذا علا جرسها وازدوجت بالقرع صارت قاتلة فى الحال حيث لا يطعم الرجل الذى يحمل لبن لقحته لبنها ولا يتمكن الرجلان وقد نثرا ثوبهما بينهما ليتبايعانه : فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولا يمكن رجل يليط حوضه كى يسقى فيه إبله فلا يفعل بل لا يلقم رجل يرفع أكلته إلى فيه ليطعم فلا تصل يده بها إلى فيه ، ويخر الكل صعقا ميتا وقد زهقت أرواح الخلائق جميعها إلامن شاء الله ،ويصل قرع هذه النفخة إلى كل حى فى السموات السبع والأرضين السبع فيموت للتو: كل من يسمعها من الأنبياء والملائكة إلا ثمانية منهم هم : جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل (ملك الموت )وحملة العرش الأربعة ،قال تعالى (ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذاهم قيام ينظرون ) (الزمر/ 68)، وجدير بالذكر هنا أن الآية قد ذكرت النفختين دونما دلالة على التراخى بينهم إلا بلفظه "ثم" وهى دالة على حدوث تراخي مجهول المدة فى الترتيب بين النفختين ،هذه المدةيحدث فيها ما نصت عليهالنصوص الصحيحة من السنة :حيث يأمرالله تعالى ملك الموت بأن يقبض ارواح الملائكة الثمانية فيموتون،ولا يبقى إلا ملك الموت وجبار السموات والأرضين فيبتدرالله الملك الجبار تبارك اسمه وتعالى جده – يبتدر ملك الموت فيقول : يا ملك الموت أنت خلق من خلقى خلقتك لما أردت فمت .... فيموت ملك الموت ، وحينئذ لا يبقي فى هذا الملكوت الكوني الهائل ماعلمناه ومالم نعلمه – ولا يبقي من حي غير الجبارجل وعلا – ويبقى الحال بهذا السكون ماشاء الله حتى يشاء الله فيمسك السموات السبع والأرضين كلهم بيمينه،(وفى رواية يمسك السموات بيمينه والأرضين بشماله ) ويهزهن ويقول :أناالملك أنا الجبار أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون لمن الملك اليوم ... لمن الملك اليوم ... لمن الملك اليوم ومامن مجيب من الخلائق جميعها ، فيجيب سبحانه لله الواحد القهار ويطبق على الكون السكون فلا حياةفى جماد أو ملك أو بشر فكلهم تحت يد الله وفيها قدمات وبطل كل شيء إلا الله ، حتى إذا شاء الله تعالى لخلقه بالحياةوحل ميقات الحساب وأراد أن يقيم الوزن ويقضي بالقسط ويحق الحق أمربنزول مطر كالطل على أجساد الخلائق فتنبت منه الاجساد كما تنبت البقل فى حميل السيل فأول من يقوم إسرافيل ولنا أن نتسائل عن المدة التى سيبقي فيها الكون ساكنا ؟ كم هي ؟ لقد روى البخارىفى صحيحه ومسلم فى جامعه من حديث أبي هريرةقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بين النفختين أربعون ، ولم يفصل الأمر :هل هي أربعون سنة أم شهر أم يوم أم ماذا ؟ ومعرفة المدة بالنسبة لنا لاأهمية له حيث أن الكل فى موات فعلى ، أما كيف تنبت الأجساد وتعود الأرواح فى العباد وتكسى العظام ويتحددعين كل فرد فكل ذلك راجع إلي قدرة الخلاق العظيم حيث ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يعتبر وجه من أوجه القدرة الإلهية على إعادة الحياة بعد الموت فمن بقى فيهم عجز من الخلائق أو (عجب الذنب )وهى عظمة بارزة فى أسفل العمود الفقارى ينشأ الله تعالى منه إعادة الخلق ،ومن مات وذرى منه كل رماده إذامات محترقا أو مات منصهرا أو غير ذلك فقد خلقه الله تعالى من قبل ولم يك شيأ فلن يعجز القادر أن يجعله كما خلقه أول مرة أو من خلاياه التى يعلم الله مستقرها – إن كلمة كن كناية للخلق من عدم والحاصل أن أجساد العباد سيخلقها الله تعالى بهذا المطر الذى سينبت منه كل ذر كان قبل ذلك خلقا فإذا اكتمل خلق البشر كلهم أمرملك البعث بالصياح فى الخلق صيحة الحياةأو البعث من الموت: قال تعالى ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذاهم جميع لدينا محضرون )35/يس- وقد روى فى الصحيح أن إسرافيل يصيح بصوت يسمعه كل من كان حيا من قبل فى أرجاء كون الله الواسع فى وقت واحد "أيتها العظام النخرة والأوصال المتقطعة والأجزاء المتفرقة والشعور المتمزقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء )، وسواء صحت هذه الرواية أو ضعفت فإن صيحة إسرافيل ثابتة بنص الآية وهى (صيحة البعث والتجميع والحضور)
-
وقد روي أن فى الصور ثقوب على قدر أرواح الخلائق فإذا نفخ الملك فى القرن تطير الأرواح إلى أجسادها لا تخطئها ، فتطيرأرواح المؤمنين تضيء نوراوأرواح الكافرين ظلمة،(ثم يدعو اللهَ بالأرواح فيؤتى بها تتوهَّجُ أرواحُ المؤمنين نوراً وأرواح الكافرين ظلمةً، فيقبضها جميعاً ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر اللهُ إسرافيل أَنْ ينفخ نفخة البعث فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواحُ كأَنَّها النَّحْلُ قد ملأت ما بين السماء والأرض فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعنَّ كلُّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجسادِ فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشقُّ الأرض عنهم، وأنا أول من تنشق الأرض عنه) - ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض إلا من شآء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68) وأشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجائ بالنبين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون (69) ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون (70)[ يقول تبارك وتعالى مخبرا عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من الآيات العظيمة والزلازل الهائلة فقوله تعالى " ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله " هذه النفخة هي الثانية وهي نفخة الصعق وهي التي يموت بها الاحياء من أهل السموات والارض إلا من شاء الله كما جاء مصرحا به مفسرا في حديث الصور المشهور ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء ويقول " لمن الملك اليوم " ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول " لله الواحد القهار " ثم يحيي أول من يحيي إسرافيل ويأمره أن ينفخ في الصور أخرى وهي النفخة الثالثة نفخة البعث قال الله عز وجل " ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " أي أحياء بعدما كانوا عظاما ورفاتا صاروا أحياء ينظرون إلى أهوال يوم القيامة كما قال تعالى " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة ". وقال عز وجل " يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا " وقال جل وعلا " ومن آياته أن تقوم السماء والارض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذا أنتم تخرجون " ؟ قال الامام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال سمعت رجلا قال لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما انك تقول الساعة تقوم إلى كذا وكذا قال لقد هممت أن لا أحدثكم شيئا إنما قلت سترون بعد قليل أمرا عظيما ثم قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما أو أربعين ليلة فيبعث الله تعالى عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيظهر فيهلكه الله تعالى ثم يلبث الناس بعده سنين سبعا ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله تعالى ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى أن لو كان أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه " قال سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا قال فيتمثل لهم الشيطان فقول ألا تستجيبون فيأمرهم بعبادة الاوثان فيعبدونها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق ثم لا يبقى أحد إلا صعق ثم يرسل الله تعالى أو ينزل الله عز وجل مطرا كأنه الظل - أو الطل شك نعمان - فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال أيها الناس هلموا إلى ربكم " وقفوهم إنهم مسئولون " قال ثم يقال أخرجوا بعث النار قال فيقال كم ؟ فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فيومئذ تبعث الولدان شيبا ويومئذ يكشف عن ساق " انفرد بإخراجه مسلم في صحيحه " حديث أبي هريرة رضي الله عنه - "
وقال البخاري حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الاعمش قال سمعت أبا صالح قال سمعت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما بين النفختين أربعون " قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال رضي الله تعالى عنه أبيت قالوا أربعون سنة ؟ قال أبيت قالوا أربعون شهرا ؟ قال أبيت ويبلى كل شئ من الانسان إلا عجب ذنبه فيه يركب الخلق
-
وقال أبو يعلى حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبواليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سألت جبريل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية " ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله " من الذين لم يشأ الله تعالى أن يصعقهم ؟ قال هم الشهداء يتقلدون أسيافهم حول عرشه تتلقاهم ملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت نمارها ألين من الحرير مد خطاها مد أبصار الرجال يسيرون في الجنة يقولون عند طول النزهة انطلقوا بنا إلى ربنا لننظر كيف يقضي بين خلقه يضحك إليهم إلهي وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه " رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش فإنه غير معروف والله سبحانه وتعالى أعلم.
-
وقوله تبارك وتعالى " وأشرقت الارض بنور ربها " أي أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء " ووضع الكتاب " قال قتادة كتاب الاعمال " وجئ بالنبيين " قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يشهدون على الامم بأنهم بلغوهم رسالات الله إليهم " والشهداء " أي الشهداء من الملائكة الحفظة على أعمال العباد من خير وشر " وقضى بينهم بالحق " أي بالعدل " وهم لا يظلمون " قال الله تعالى " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " وقال جل وعلا " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما " لهذا قال عز وجل " ووفت كل نفس ما عملت " أي من خير أو شر " وهو أعلم بما يفعلون ". وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ءايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين (71) قيل ادخلوا أبواب حهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين (72) يخبر تعالى عن حال الاشقياء الكفار كيف يساقون إلى النار وإنما يساقون سوقا عنيفا بزجر وتهديد ووعيد كما قال عز وجل " يوم يدعون إلى نار جهنم دعا " أي يدفعون إليها دفعا وهذا وهم عطاش ظماء كما قال جل وعلا في الآية الاخرى " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفد * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا " وهم في تلك الحال صم وبكم وعمي منهم من يمشي على وجهه " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا " وقوله تبارك وتعالى " حتى جاءها فتحت أبوابها " أي بمجرد وصولهم إليها فتحت لهم أبوابها سريعا لتعجل لهم العقوبة ثم يقول لهم خزنتها من الزبانية الذين هم غلاظ الاخلاق شداد القوى على وجه التقريع والتوبيخ والتنكيل " ألم يأتكم رسل منكم " أي من جنسكم تتمكنون من مخاطبتهم والاخذ عنهم " يتلون عليكم آيات ربكم " أي يقيمون عليكم الحجج والبراهين على صحة ما دعوكم إليه " وينذرونكم لقاء يومكم هذا " أي ويحذرونكم من شر هذا اليوم ؟ فيقول الكفار لهم " بلى " أي قد جاءونا وأنذروانا وأقاموا علينا الحجج والبراهين " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " أي ولكن كذبناهم وخالفناهم لما سبق لنا من الشقوة التي كنا نستحقها حيث عد لنا عن الحق إلى الباطل كما قال عز وجل مخبرا عنهم في الآية الاخرى " كلما ألقي فيها فوج سألهم حزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلال كبير * وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " أي رجعوا على أنفسهم بالملامة والندامة " فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير " أي بعدا لهم وخسارا وقوله تبارك وتعالى ههنا " قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها " أي كل من رآهم وعلم حالهم يشهد عليهم بأنهم مستحقون للعذاب ولهذا لم يسند هذا القول إلى قائل معين بل أطلقه ليدل على أن الكون شاهد عليهم بأنهم يستحقون ما هم فيه بما حكم العدل الخبير عليهم به ولهذا قال جل وعلا " قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها " أي ماكثين فيها لا خروج لكم منها ولا زوال لكم عنها " فبئس مثوى المتكبرين " أي فبئس المصير وبئس المقيل لكم بسبب تكبركم في الدنيا وإبائكم عن اتباع الحق فهو الذي صيركم إلى ما أنتم فيه فبئس الحال وبئس المآل. وسيق الذين اتقوا ربهم الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (73) وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين (74) وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة " زمرا " أي جماعة بعد جماعة: المقربون ثم الابرار ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم: الانبياء مع الانبياء والصديقون مع أشكالهم والشهداء مع أضرابهم والعلماء مع أقرانهم وكل صنف مع صنف كل زمرة تناسب بعضها بعضا " حتى إذا جاءوها " أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة - وقد ورد في حديث الصور أن المؤمنين إذا انتهوا إلى أبواب الجنة تشاوروا فيمن يستأذن لهم في الدخول فيقصدون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمدا وعليهم أجمعين كما فعلوا في العرصات عند استشفاعهم إلى الله عز وجل أن يأتي لفصل القضاء ليظهر شرف محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سائر البشر في المواطن كلها
-
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا أول شفيع في الجنة " وفي لفظ لمسلم " وأنا أول من يقرع باب الجنة " - وقال الامام أحمد حدثنا هاشم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول محمد - قال - فيقول بك أمرت أن لا أفتح لاحد قبلك " - ورواه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد وزهير بن حرب كلاهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن سليمان وهو ابن المغيرة القيسي عن ثابت عن أنس رضي الله عنه به. - وقال الامام أحمد حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون فيها ولا يتغوطون فيها آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الالوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا "
-
ورواه البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق كلاهما عن معمر بإسناده نحوه وكذا : رواه أبو الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الالوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء ".
-
وأخرجاه أيضا من حديث جرير. وقال الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضئ وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر " فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال " اللهم اجعله منهم " ثم قام رجل من الانصار فقال يا رسول الله ادع الله تعالى أن يجعلني منهم فقال صلى الله عليه وسلم " سبقك بها عكاشة " أخرجاه ، وقد روى هذا الحديث - في السبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب - البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين وابن مسعود ورفاعة بن عرابة الجهني وأم قيس بنت محصن رضي الله عنهم ولهما عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر ، وقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد قال سمعت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل " - وكذا رواه الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن حكيم بن عامر عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن يحيى عن أبي أمامة ورواه الطبراني عن عيينة بن عبد السلمي " ثم مع كل ألف سبعين ألفا " ويروى مثله عن ثوبان وأبي سعيد الانماري وله شواهد من وجوه كثيرة وقوله تعالى " حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " لم يذكر الجواب ههنا وتقديره حتى إذا جاءوها وكانت هذه الامور من فتح الابواب لهم إكراما وتعظيما وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم وإذا حذف الجواب ههنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والامل ومن زعم أن الواو في قوله تبارك وتعالى " وفتحت أبوابها " واو الثمانية واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الاحاديث الصحيحة :
-
وفيهما من حديث أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ". ذكر سعة أبواب الجنة - فسأل الله من فضله العظيم أن يجعلنا من أهلها " وفي الصحيحين من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل " فيقول الله تعالى يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الايمن وهم شركاء الناس في الابواب الاخر والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر - أو هجر ومكة - وفي رواية - مكة وبصرى ".
-
وفي صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان أنه خطبهم خطبة فقال فيها ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ؟
-
وفي المسند عن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله وقال عبد بن حميد ثنا الحسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة " وقوله تبارك وتعالى " وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم " أي طابت أعمالكم وأقوالكم وطاب سعيكم وطاب جزاؤكم كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادي بين المسلمين في بعض الغزوات " إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة - وفي رواية - مؤمنة " وقوله " فادخلوها خالدين " أي ماكثين فيها أبدا لا يبغون عنها حولا " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده " أي يقول المؤمنون إذا عاينوا في الجنة ذلك الثواب الوافر والعطاء العظيم والنعيم المقيم والملك الكبير يقولون عند ذلك " الحمد لله الذي صدقنا وعده " أي الذي كان وعدنا على ألسنة رسله الكرام كما دعوا في الدنيا " ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد " " وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق " " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب " وقولهم " وأورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ". قال أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد أي أرض الجنة فهذه الآية كقوله تعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون " ولهذا قالوا " نتبوأ من الجنة حيث نشاء " أي أين شئنا حللنا فنعم الاجر أجرنا على عملنا
-
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن أنس رضي الله عنه في قصة المعراج قال النبي صلى الله عليه وسلم " أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ". - وقال عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة الجنة فقال : درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صدق - وكذا رواه مسلم من حديث أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه به = ورواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن شيبة عن أبي أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن ابن صائد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال " درمكة بيضاء مسك خالص "
-
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " قال سيقوا حتى انتهوا إلى باب من أبواب الجنة فوجدوا عندها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان فعمدوا إلى إحداهما فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلم تغير أبشارهم بعدها أبدا ولم تشيعت أشعارهم أبدا بعدها كأنما دهنوا بالدهان ثم عمدوا إلى الاخرى كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهبت ما كان في بطونهم من أذى أو قذى وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " وتلقى كل غلمان صاحبهم يطوفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا قال وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقول هذا فلان باسمه في الدنيا - فيقلن أنت رأيته فيقول نعم فيستخفهن الفرح حتى تخرج إلى أسكفة الباب قال فيجئ فإذا هو بنمارق مصفوفة وأكواب موضوعة وزرابي مبثوثه قال ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أحمر وأخضر وأصفر وأبيض ومن كل لون ثم يرفع طرفه إلى سقفه فلولا أن الله تعالى قدره له لم أن يذهب ببصره إنه لمثل البرق ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين ثم يتكئ على أريكة ثم يقول " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " ، ثم قال حدثنا أبي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ثنا مسلمة بن جعفر البجلي قال: سمعت أبا معاذ البصري يقول إن عليا رضي الله عنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون - أو يؤتون - بنوق لها أجنحة وعليها رحال الذهب شراك نعالهم نور يتلالا كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الاخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون - أو فيأتون - باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفيحة فيسمع لها طنين يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له - قال مسلمة أراه قال ساجدا - فيقول ارفع رأسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبي وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى أسقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأخضر وأحمر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الانهار من تحتهم تطرد أنهار من ماء غير آسن - قال صاف لا كدر فيه - وأنهار من لبن لم يتغير طعمه - قال لم يخرج من ضروع الماشية - وأنهار من خمر لذة للشاربين - قال لم تعصرها الرجال بأقدامهم - وأنهار من عسل مصفى - قال لم يخرج من بطون النحل - يستجني الثمار فإن شاء قائما وإن شاء قاعدا وإن شاء متكئا - ثم تلا " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " - فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض - قال وربما قال أخضر قال - فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الالوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول: سلام عليكم تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون. ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت في الارض لاضاءت الشمس معها سوادا في نور " هذا حديث غريب وكأنه مرسل والله أعلم ، - وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (75) لما ذكر تعالى حكمه في أهل الجنة والنار وأنه كلا في المحل الذي يليق به ويصلح له وهو العادل في ذلك الذي لا يجور أخبر عن ملائكته أنهم محدقون من حول العرش المجيد يسبحون بحمد ربهم ويمجدونه ويعظمونه ويقدسونه وينزهونه عن النقائص والجور وقد فصل القضية وقضى الامر وحكم بالعدل ولهذا قال عز وجل " وقضى بينهم " أي بين الخلائق " بالحق ". ثم قال " وقيل الحمد لله رب العالمين " أي نطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله ولهذا لم يسند القول إلى قائل بل أطلقه فدل على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد قال قتادة افتتح الخلق بالحمد في قوله " الحمد لله الذي خلق السموات والارض " واختتم بالحمد في قوله تبارك وتعالى " وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ". سورة غافريقول تعالى مخبرا عن الكفار أنهم ينادون يوم القيامة وهم في غمرات النيران يتلظون وذلك عندما باشروا من عذاب الله تعالى مالا قبل لاحد به فمقتوا عند ذلك أنفسهم وأبغضوها غاية البغض بسبب ما أسلفوا من الاعمال السيئة التي كانت سبب دخولهم إلى النار فأخبرتهم الملائكة عند ذلك إخبارا عاليا نادوهم نداء بأن مقت الله تعالى لهم في الدنيا حين كان يعرض عليهم الايمان فيكفرون أشد من مقتكم أيها المعذبون أنفسكم اليوم في هذه الحالة. قال قتادة في قوله تعالى " لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون " يقول لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الايمان في الدنيا فتركوه وأبو ا أن يقبلوه أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة وهكذا قال الحسن البصري ومجاهد والسدى وذر بن عبيد الله الهمداني وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن جرير الطبري رحمة الله عليهم أجمعين. وقوله " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " قال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه هذه الآية كقوله تعالى " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وكذا قال ابن عباس والضحاك وقتادة وأبو مالك وهذا هو الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية. وقال السدي أميتوا في الدنيا ثم أحيوا في قبورهم فخوطبوا ثم أميتوا ثم أحيوا يوم القيامة وقال ابن زيد: أحيوا حين أخذ عليهم الميثاق من صلب آدم عليه السلام ثم خلقهم في الارحام ثم أماتهم ثم أحياهم يوم القيامة وهذان القولان من السدي وابن زيد ضعيفان لانه يلزمهما على ما قالا ثلاث إحياءات وإماتات والصحيح قول ابن مسعود وابن عباس ومن تابعهما والمقصود من هذا كله أن الكفار يسألون الرجعة وهم وقوف بين يدي الله عز وجل في عرصات القيامة كما قال عز وجل " ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون " فلا يجابون ثم إذا رأوا النار وعاينوها ووقفوا عليها ونظروا إلى ما فيها من العذاب والنكال سألوا الرجعة أشد مما سألوا أول مرة فلا يجابون قال الله تعالى " ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " فإذا دخلوا النار وذاقوا مسها وحسيسها ومقامعها وأغلالها كان سؤالهم للرجعة أشد وأعظم " وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير " " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسؤا فيها ولا تكلمون " وفي هذه الآية الكريمة تلطفوا في السؤال وقدموا بين يدي كلامهم مقدمة وهي قولهم " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " أي قدرتك عظيمة فإنك [ 80 ] أحييتنا بعدما كنا أمواتا ثم أمتنا ثم أحييتنا فأنت قادر على ما تشاء وقد اعترفنا بذنوبنا وإننا كنا ظالمين لانفسنا في الدار الدنيا " فهل إلى خروج من سبيل " أي فهل أنت مجيبنا إلى أن تعيدنا إلى الدار الدنيا فإنك قادر على ذلك لنعمل غير الذي كنا نعمل فإن عدنا إلى ما كنا فيه فإنا ظالمون فأجيبوا أن لا سبيل إلى عودكم ومرجعكم إلى الدار الدنيا ثم علل المنع من ذلك بأن سجاياكم لا تقبل الحق ولا تقتضيه بل تمجه وتنفيه. ولهذا قال تعالى " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا " أي أنتم هكذا تكونون وإن رددتم إلى الدار الدنيا كما قال عز وجل " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " وقوله جل وعلا " فالحكم لله العلي الكبير " أي هو الحاكم في خلقه العادل الذي لا يجور فيهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرحم من يشاء ويعذب من يشاء لا إله إلا هو. قوله جل جلاله " هو الذي يريكم آياته " أي يظهر قدرته لخلقه بما يشاهدونه في خلقه العلوي والسفلي من الآيات العظيمة الدالة على كمال خالقها ومبدعها ومنشئها " وينزل لكم من السماء رزقا " وهو المطر الذي يخرج به من الزروع والثمار ما هو مشاهد بالحس من اختلاف ألوانه وطعومه وروائحه وأشكاله وألوانه وهو ماء واحد فبالقدرة العظيمة فاوت بين هذه الاشياء " وما يتذكر " أي يعتبر ويتفكر في هذه الاشياء ويستدل بها على عظمة خالقها " إلا من ينيب " أي من هو بصير منيب إلى الله تبارك وتعالى قوله عز وجل " فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " أي فاخلصوا لله وحده العبادة والدعاء وخالفوا المشركين في مسلكهم ومذهبهم.
قال الامام أحمد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام يعني بن عروة بن الزبير عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال: كان عبد الله بن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل بهن دبر كل صلاة. ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن هشام بن عروة وحجاج بن أبي عثمان وموسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي الزبير عن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له " وذكر تمامه. وقد ثبت في الصحيح عن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عقب الصلوات المكتوبات " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ".
وقال ابن أبي حاتم حدثنا الربيع حدثنا الخصيب بن ناصح حدثنا صالح يعني المري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ادعوا الله تبارك وتعالى وأنتم موقنون بالاجابة واعلموا أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ". رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشآء من عباده لينذر يوم التلاق (15) يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب (17) يقول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه وارتقاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقا كالسقف لها كما قال تعالى " من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " --بيان أن هذه مسافة ما بين العرش إلى الارض السابعة وقد تقدم في حديث الاوعال ما يدل على ارتفاعه عن السموات السبع بشئ عظيم. وقوله تعالى " يلقي الروح من أمره علي من يشاء من عباده " كقوله جلت عظمته " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " وكقوله تعالى " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين " ولهذا قال عز وجل " لينذر يوم التلاق " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يوم التلاق اسم من أسماء يوم القيامة حذر الله منه عباده وقال ابن جريج قال ابن عباس رضي الله عنهما يلتقي فيه آدم وآخر ولده وقال ابن زيد يلتقي فيه العباد وقال قتادة والسدي وبلال بن سعد وسفيان بن عيينة يلتقي فيه أهل السماء وأهل الارض والخالق والخلق وقال ميمون بن مهران يلتقي الظالم والمظلوم وقد يقال إن يشمل هذا كله ويشمل أن كل عامل سيلقى ما عمله من خير وشر كما قاله آخرون. قوله جل جلاله " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " أي ظاهرون بادون كلهم لا شئ يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم ولهذا قال " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " أي الجميع في علمه على السواء. وقوله تبارك وتعالى " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " قد تقدم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه تعالى يطوي السموات والارض بيده ثم يقول أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الارض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ وفي حديث الصور أنه عز وجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه قائلا " لله الواحد القهار " - وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه والحسن والضحاك أنهم قرأوا يوم التناد بتشديد الدال من ند البعير إذا تردى وذهب وقيل لان الميزان عنده ملك إذا وزن عمل العبد فرجح نادى بأعلى صوته ألا قد سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف عمله نادى ألا قد شقي فلان بن فلان وقال قتادة ينادي كل قوم بأعمالهم: ينادي أهل الجنة أهل الجنة وأهل النار أهل النار وقيل سمي بذلك لمناداة أهل الجنة أهل النار " أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم " ومناداة أهل النار أهل الجنة " أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين " ولمناداة أصحاب الاعراف أهل الجنة وأهل النار كما هو مذكور في سورة الاعراف
ذكر سعة أبواب الجنة - فسأل الله من فضله العظيم أن يجعلنا من أهلها
في الصحيحين من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل " فيقول الله تعالى يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الايمن وهم شركاء الناس في الابواب الاخر والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر - أو هجر ومكة - وفي رواية - مكة وبصرى ".
-
وفي صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان أنه خطبهم خطبة فقال فيها ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام - وفي المسند عن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ؟ وقال عبد بن حميد ثنا الحسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة " وقوله تبارك وتعالى " وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم " أي طابت أعمالكم وأقوالكم وطاب سعيكم وطاب جزاؤكم كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادي بين المسلمين في بعض الغزوات " إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة - وفي رواية - مؤمنة " وقوله " فادخلوها خالدين " أي ماكثين فيها أبدا لا يبغون عنها حولا " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده " أي يقول المؤمنون إذا عاينوا في الجنة ذلك الثواب الوافر والعطاء العظيم والنعيم المقيم والملك الكبير يقولون عند ذلك " الحمد لله الذي صدقنا وعده " أي الذي كان وعدنا على ألسنة رسله الكرام كما دعوا في الدنيا " ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد " " وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق " " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب " وقولهم " وأورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ". قال أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد أي أرض الجنة فهذه الآية كقوله تعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون " ولهذا قالوا " نتبوأ من الجنة حيث نشاء " أي أين شئنا حللنا فنعم الاجر أجرنا على عملنا ؟، وفي الصحيحين من حديث الزهري عن أنس رضي الله عنه في قصة المعراج قال النبي صلى الله عليه وسلم " أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ". - وقال عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة الجنة فقال : درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صدق " -- وكذا رواه مسلم من حديث أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه به = ورواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن شيبة عن أبي أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن ابن صائد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال " درمكة بيضاء مسك خالص " ؟ وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " قال سيقوا حتى انتهوا إلى باب من أبواب الجنة فوجدوا عندها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان فعمدوا إلى إحداهما فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلم تغير أبشارهم بعدها أبدا ولم تشيعت أشعارهم أبدا بعدها كأنما دهنوا بالدهان ثم عمدوا إلى الاخرى كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهبت ما كان في بطونهم من أذى أو قذى وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " وتلقى كل غلمان صاحبهم يطوفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا قال وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقول هذا فلان باسمه في الدنيا - فيقلن أنت رأيته فيقول نعم فيستخفهن الفرح حتى تخرج إلى أسكفة الباب قال فيجئ فإذا هو بنمارق مصفوفة وأكواب موضوعة وزرابي مبثوثه قال ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أحمر وأخضر وأصفر وأبيض ومن كل لون ثم يرفع طرفه إلى سقفه فلولا أن الله تعالى قدره له لم أن يذهب ببصره إنه لمثل البرق ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين ثم يتكئ على أريكة ثم يقول " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " = ثم قال حدثنا أبي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ثنا مسلمة بن جعفر البجلي قال: سمعت أبا معاذ البصري يقول إن عليا رضي الله عنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون - أو يؤتون - بنوق لها أجنحة وعليها رحال الذهب شراك نعالهم نور يتلالا كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الاخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون - أو فيأتون - باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفيحة فيسمع لها طنين يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له - قال مسلمة أراه قال ساجدا - فيقول ارفع رأسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبي وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى أسقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأخضر وأحمر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الانهار من تحتهم تطرد أنهار من ماء غير آسن - قال صاف لا كدر فيه - وأنهار من لبن لم يتغير طعمه - قال لم يخرج من ضروع الماشية - وأنهار من خمر لذة للشاربين - قال لم تعصرها الرجال بأقدامهم - وأنهار من عسل مصفى - قال لم يخرج من بطون النحل - يستجني الثمار فإن شاء قائما وإن شاء قاعدا وإن شاء متكئا - ثم تلا " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " - فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض - قال وربما قال أخضر قال - فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الالوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول: سلام عليكم تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون. ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت في الارض لاضاءت الشمس معها سوادا في نور " هذا حديث غريب وكأنه مرسل والله أعلم ، وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (75) لما ذكر تعالى حكمه في أهل الجنة والنار وأنه كلا في المحل الذي يليق به ويصلح له وهو العادل في ذلك الذي لا يجور أخبر عن ملائكته أنهم محدقون من حول العرش المجيد يسبحون بحمد ربهم ويمجدونه ويعظمونه ويقدسونه وينزهونه عن النقائص والجور وقد فصل القضية وقضى الامر وحكم بالعدل ولهذا قال عز وجل " وقضى بينهم " أي بين الخلائق " بالحق ". ثم قال " وقيل الحمد لله رب العالمين " أي نطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله ولهذا لم يسند القول إلى قائل بل أطلقه فدل على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد قال قتادة افتتح الخلق بالحمد في قوله " الحمد لله الذي خلق السموات والارض " واختتم بالحمد في قوله تبارك وتعالى " وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ". سورة غافر ويقول تعالى مخبرا عن الكفار أنهم ينادون يوم القيامة وهم في غمرات النيران يتلظون وذلك عندما باشروا من عذاب الله تعالى مالا قبل لاحد به فمقتوا عند ذلك أنفسهم وأبغضوها غاية البغض بسبب ما أسلفوا من الاعمال السيئة التي كانت سبب دخولهم إلى النار فأخبرتهم الملائكة عند ذلك إخبارا عاليا نادوهم نداء بأن مقت الله تعالى لهم في الدنيا حين كان يعرض عليهم الايمان فيكفرون أشد من مقتكم أيها المعذبون أنفسكم اليوم في هذه الحالة. قال قتادة في قوله تعالى " لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون " يقول لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الايمان في الدنيا فتركوه وأبو ا أن يقبلوه أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة وهكذا قال الحسن البصري ومجاهد والسدى وذر بن عبيد الله الهمداني وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن جرير الطبري رحمة الله عليهم أجمعين. وقوله " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " قال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه هذه الآية كقوله تعالى " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وكذا قال ابن عباس والضحاك وقتادة وأبو مالك وهذا هو الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية. وقال السدي أميتوا في الدنيا ثم أحيوا في قبورهم فخوطبوا ثم أميتوا ثم أحيوا يوم القيامة وقال ابن زيد: أحيوا حين أخذ عليهم الميثاق من صلب آدم عليه السلام ثم خلقهم في الارحام ثم أماتهم ثم أحياهم يوم القيامة وهذان القولان من السدي وابن زيد ضعيفان لانه يلزمهما على ما قالا ثلاث إحياءات وإماتات والصحيح قول ابن مسعود وابن عباس ومن تابعهما والمقصود من هذا كله أن الكفار يسألون الرجعة وهم وقوف بين يدي الله عز وجل في عرصات القيامة كما قال عز وجل " ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون " فلا يجابون ثم إذا رأوا النار وعاينوها ووقفوا عليها ونظروا إلى ما فيها من العذاب والنكال سألوا الرجعة أشد مما سألوا أول مرة فلا يجابون قال الله تعالى " ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " فإذا دخلوا النار وذاقوا مسها وحسيسها ومقامعها وأغلالها كان سؤالهم للرجعة أشد وأعظم " وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير " " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسؤا فيها ولا تكلمون " وفي هذه الآية الكريمة تلطفوا في السؤال وقدموا بين يدي كلامهم مقدمة وهي قولهم " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " أي قدرتك عظيمة فإنك [ 80 ] أحييتنا بعدما كنا أمواتا ثم أمتنا ثم أحييتنا فأنت قادر على ما تشاء وقد اعترفنا بذنوبنا وإننا كنا ظالمين لانفسنا في الدار الدنيا " فهل إلى خروج من سبيل " أي فهل أنت مجيبنا إلى أن تعيدنا إلى الدار الدنيا فإنك قادر على ذلك لنعمل غير الذي كنا نعمل فإن عدنا إلى ما كنا فيه فإنا ظالمون فأجيبوا أن لا سبيل إلى عودكم ومرجعكم إلى الدار الدنيا ثم علل المنع من ذلك بأن سجاياكم لا تقبل الحق ولا تقتضيه بل تمجه وتنفيه. ولهذا قال تعالى " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا " أي أنتم هكذا تكونون وإن رددتم إلى الدار الدنيا كما قال عز وجل " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " وقوله جل وعلا " فالحكم لله العلي الكبير " أي هو الحاكم في خلقه العادل الذي لا يجور فيهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرحم من يشاء ويعذب من يشاء لا إله إلا هو. قوله جل جلاله " هو الذي يريكم آياته " أي يظهر قدرته لخلقه بما يشاهدونه في خلقه العلوي والسفلي من الآيات العظيمة الدالة على كمال خالقها ومبدعها ومنشئها " وينزل لكم من السماء رزقا " وهو المطر الذي يخرج به من الزروع والثمار ما هو مشاهد بالحس من اختلاف ألوانه وطعومه وروائحه وأشكاله وألوانه وهو ماء واحد فبالقدرة العظيمة فاوت بين هذه الاشياء " وما يتذكر " أي يعتبر ويتفكر في هذه الاشياء ويستدل بها على عظمة خالقها " إلا من ينيب " أي من هو بصير منيب إلى الله تبارك وتعالى قوله عز وجل " فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " أي فاخلصوا لله وحده العبادة والدعاء وخالفوا المشركين في مسلكهم ومذهبهم. قال الامام أحمد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام يعني بن عروة بن الزبير عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال: كان عبد الله بن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل بهن دبر كل صلاة. ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن هشام بن عروة وحجاج بن أبي عثمان وموسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي الزبير عن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له " وذكر تمامه. وقد ثبت في الصحيح عن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عقب الصلوات المكتوبات " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ". وقال ابن أبي حاتم حدثنا الربيع حدثنا الخصيب بن ناصح حدثنا صالح يعني المري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ادعوا الله تبارك وتعالى وأنتم موقنون بالاجابة واعلموا أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ". رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشآء من عباده لينذر يوم التلاق (15) يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب (17) يقول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه وارتقاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقا كالسقف لها كما قال تعالى " من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان أن هذه مسافة ما بين العرش إلى الارض السابعة في قول جماعة من السلف والخلف وهو الارجح إن شاء الله وقد ذكر غير واحد أن العرش من ياقوته حمراء اتساع ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة وارتفاعه [ 81 ] عن الارض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة وقد تقدم في حديث الاوعال ما يدل على ارتفاعه عن السموات السبع بشئ عظيم. وقوله تعالى " يلقي الروح من أمره علي من يشاء من عباده " كقوله جلت عظمته " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " وكقوله تعالى " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين " ولهذا قال عز وجل " لينذر يوم التلاق " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يوم التلاق اسم من أسماء يوم القيامة حذر الله منه عباده وقال ابن جريج قال ابن عباس رضي الله عنهما يلتقي فيه آدم وآخر ولده وقال ابن زيد يلتقي فيه العباد وقال قتادة والسدي وبلال بن سعد وسفيان بن عيينة يلتقي فيه أهل السماء وأهل الارض والخالق والخلق وقال ميمون بن مهران يلتقي الظالم والمظلوم وقد يقال إن يشمل هذا كله ويشمل أن كل عامل سيلقى ما عمله من خير وشر كما قاله آخرون. قوله جل جلاله " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " أي ظاهرون بادون كلهم لا شئ يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم ولهذا قال " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " أي الجميع في علمه على السواء. وقوله تبارك وتعالى " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " قد تقدم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه تعالى يطوي السموات والارض بيده ثم يقول أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الارض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ وفي حديث الصور أنه عز وجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه قائلا " لله الواحد القهار " أي الذي هو وحده قد قهر كل شئ وغلبه وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن غالب الدقاق حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو النضر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ينادي مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الاحياء والاموات قال وينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ". وقوله جلت عظمته " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم أن الله سريع الحساب " يخبر تعالى عن عدله في حكمه بين خلقه أنه لا يظلم مثقال ذرة من خير ولا من شر بل يجزي بالحسنة عشر أمثالها وبالسيئة واحدة ولهذا قال تبارك وتعالى " لا ظلم اليوم " كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر " رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه عز وجل أنه قال " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا - إلى أن قال - يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله تبارك وتعالى ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " وقوله عز وجل " إن الله سريع الحساب " أي يحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسا واحدة كما قال جل وعلا " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " وقال جل جلاله " وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر " وأنذرعهم يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (18) يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور (19) والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير (20) يوم الآزفة اسم من أسماء يوم القيامة وسميت بذلك لاقترابها كما قال تعالى " أزفت الآزفة * ليس لها من دون الله كاشفة " وقال عز وجل " اقتربت الساعة وانشق القمر " وقال جل وعلا " اقترب للناس حسابهم " وقال " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " وقال جل جلاله " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " الآية. وقوله تبارك وتعالى " إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين " قال قتادة وقفت القلوب في الحناجر من الخوف فلا تخرج ولا تعود إلى أماكنها وكذا قال عكرمة والسدي وغير واحد ومعنى كاظمين أي ساكتين لا يتكلم أحد إلا بإذنه " يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " وقال ابن جريج " كاظمين " أي باكين. وقوله سبحانه وتعالى " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " أي ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم ينفعهم ولا شفيع يشفع فيهم بل قد تقطعت بهم الاسباب من كل خير. ثم قال " ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد " يعني يوم القيامة وسمي بذلك قال بعضهم لما جاء في حديث الصور إن الارض إذا زلزلت وانشقت من قطر إلى قطر وماجت وارتجت فنظر الناس إلى ذلك ذهبوا هاربين ينادي بعضهم بعضا وقال آخرون منهم الضحاك بل ذلك إذا جئ بجهنم ذهب الناس هرابا منها فتتلقاهم الملائكة فتردهم إلى مقام المحشر وهو قوله تعالى " والملك على أرجائها " وقوله " يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ". وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه والحسن والضحاك أنهم قرأوا يوم التناد بتشديد الدال من ند البعير إذا تردى وذهب وقيل لان الميزان عنده ملك إذا وزن عمل العبد فرجح نادى بأعلى صوته ألا قد سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف عمله نادى ألا قد شقي فلان بن فلان وقال قتادة ينادي كل قوم بأعمالهم: ينادي أهل الجنة أهل الجنة وأهل النار أهل النار وقيل سمي بذلك لمناداة أهل الجنة أهل النار " أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم " ومناداة أهل النار أهل الجنة " أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين " ولمناداة أصحاب الاعراف أهل الجنة وأهل النار كما هو مذكور في سورة الاعراف واختار البغوي وغيره أنه سمى بذلك لمجموع ذلك وهو قول حسن جيد والله أعلم. وقوله تعالى " يوم تولون مدبرين " أي ذاهبين هاربين " كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر " ولهذا قال عز وجل " مالكم من الله من عاصم " أي لا مانع يمنعكم من بأس الله وعذابه " ومن يضلل الله فما له من هاد " أي من أضله الله فلا هادي له غيره. وقوله تبارك وتعالى " ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات " يعني أهل مصر فد بعث الله فيهم رسولا من قبل موسى عليه الصلاة والسلام وهو يوسف عليه الصلاة والسلام كان عزيز أهل مصر وكان رسولا يدعو إلى الله تعالى أمته بالقسط فما أطاعوه تلك الطاعة إلا بمجرد الوزارة والجاه الدنيوي ولهذا قال تعالى " فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا " أي يئستم فقلتم طامعين " لن يبعث الله من بعده رسولا " وذلك لكفرهم وتكذيبهم " كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب " أي كحالكم هذا يكون حال من يضله الله لاسرافه في أفعاله وارتياب قلبه. ثم قال عز وجل " الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم " أي الذين يدفعون الحق بالباطل ويجادلون الحجج بغير دليل وحجة معهم من الله تعالى فإن الله عز وجل يمقت على ذلك أشد المقت ولهذا قال تعالى " كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا " أي والمؤمنون أيضا يبغضون من تكون هذه صفته فإن من كانت هذه صفته يطبع الله على قلبه فلا يعرف بعد ذلك معروفا ولا ينكر منكرا ولهذا قال تبارك وتعالى " كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر " أي على اتباع الحق " جبار " وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة وحكي عن الشعبي أنهما قالا لا يكون الانسان جبارا حتى يقتل نفسين وقال أبو عمران الجوني وقتادة: آية الجبابرة القتل بغير حق والله تعالى أعلم. وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الاسباب (36) أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لاظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب (37)؟ ويقول تعالى مخبرا عن فرعون وعتوه وتمرده وافترائه في تكذيبه موسى عليه الصلاة والسلام أنه أمر وزيره هامان أن يبني له صرحا وهو القصر العالي المنيف الشاهق وكان اتخاذه من الآجر المضروب من الطين المشوي كما قال تعالى " فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا " ولهذا قال إبراهيم النخعي كانوا يكرهون البناء بالآجر وأن يجعلوه في قبورهم رواه ابن أبي حاتم وقوله " لعلي أبلغ الاسباب أسباب السموات " الخ قال سعيد بن جبير وأبو صالح أبواب السماوات وقيل طرق السماوات " فأطلع إلى إله موسى وإني لاظنه كاذبا " وهذا من كفره وتمرده أنه كذب موسى عليه الصلاة والسلام في أن الله عز وجل أرسله إليه قال الله تعالى " وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل " أي بصنعه هذا الذي أراد أن يوهم به الرعية أنه يعمل شيئا يتوصل به إلى تكذيب موسى عليه الصلاة والسلام ولهذا قال تعالى " وما كيد فرعون إلا في تباب " قال ابن عباس ومجاهد يعني إلا في خسار ؟ (وقال الذئ امن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد (38) يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الاخرى هي دار القرار (39) من عمل سيئة فلا إلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولآئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب (40)) قول المؤمن لقومه ممن تمرد وطغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الجبار الاعلى فقال لهم " يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد " لا كما كذب فرعون في قوله " وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " ثم زهدهم في الدنيا التي قد آثروها على الاخرى وصدتهم عن التصديق برسول الله موسى عليه الصلاة والسلام فقال " يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع " أي قليلة زائلة فانية عن قريب تذهب وتضمحل " وإن الآخرة هي دار القرار " أي الدار التي لا زوال لها ولا انتقال منها ولا ظعن عنها إلى غيرها بل إما نعيم وإما جحيم ولهذا قال جلت عظمته " من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها " أي واحدة مثلها " ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب " أي لا يتقدر بجزاء بل يثيبه الله عز وجل ثوابا كثيرا لا انقضاء له ولا نفاد والله تعالى الموفق للصواب * ويا قوم ما لى أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار (41) تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لى به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار (42) لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة وأن مردنآ إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار (43) فستذكرون مآ أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد (44) فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بأل فرعون سوء العذاب (45) النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب (46) يقول لهم المؤمن ما بالي أدعوكم إلى النجاة وهي عبادة الله وحده لا شريك له وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه " تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم " أي على جهل بلا دليل " وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار " أي هو في عزته وكبريائه يغفر ذنب من تاب إليه " لا جرم أنما تدعونني إليه " يقول حقا قال السدي وابن جريج معنى قوله " لا جرم " حقا وقال الضحاك " لا جرم " لا كذب وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " لا جرم " يقول بلى إن الذي تدعونني إليه من الاصنام والانداد " ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة " قال مجاهد: الوثن ليس له شئ وقال قتادة يعني الوثن لا ينفع ولا يضر وقال السدي: لا يجيب داعيه لا في الدنيا ولا في الآخرة وهذا كقوله تبارك وتعالى " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين " " إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم " وقوله " وأن مردنا إلى الله " أي في الدار الآخرة فيجازي كل بعمله ولهذا قال " وأن المسرفين هم أصحاب النار " أي خالدين فيها بإسرافهم وهو شركهم بالله عز وجل " فستذكرون ما أقول لكم " أي سوف تعلمون صدق ما أمرتكم به ونهيتكم عنه ونصحتكم ووضحت لكم وتتذكرونه وتندمون حيث لا ينفعكم الندم " وأفوض أمري إلى الله " أي وأتوكل على الله وأستعينه وأقاطعكم وأباعدكم " إن الله بصير بالعباد " أي هو بصير بهم تعالى وتقدس فيهدي من يستحق الهداية ويضل من يستحق الاضلال وله الحجة البالغة والحكمة التامة والقدر النافذ. وقوله تبارك وتعالى " فوقاه الله سيئات ما مكروا " أي في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فنجاه الله تعالى مع موسى عليه الصلاة والسلام وأما في الآخرة فبالجنة " وحاق بآل فرعون سوء العذاب " وهو الغرق في اليم ثم النقلة منه إلى الجحيم فإن أرواحهم تعرض على النار صباحا ومساء إلى قيام الساعة فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ولهذا قال " ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " أي أشده ألما وأعظمه نكالا وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهى قوله تعالى " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " ولكن هنا سؤال وهو أنه لا شك أن هذه الآية مكية وقد استدلوا بها على عذاب القبر في البرزخ وقد قال الامام أحمد ثنا هاشم هو ابن القاسم أبو النضر ثنا إسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص ثنا سعيد يعني أباه عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة رضي الله عنها إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية وقاك الله عذاب القبر قالت عائشة رضي الله عنها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فقلت يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم لا من زعم ذلك ؟ " قالت هذه اليهودية لا أصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت وقاك الله عذاب القبر قال: صلى الله عليه وسلم " كذبت يهود وهم على الله أكذب لا عذاب دون يوم القيامة " ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته " القبر كقطع الليل المظلم أيها الناس لو تعلمون ما أعلم بكيتم كثيرا وضحكتم قليلا أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق " وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. وروى أحمد ثنا يزيد ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت سألتها امرأة يهودية فأعطتها فقالت لها وقاك الله من عذاب القبر فأنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم قالت له: فقال صلى الله عليه وسلم " لا " قالت عائشة رضي الله عنها ثم قال لنا رسول الله بعد ذلك " وإنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم " وهذا أيضا على شرطهما. فيقال فما الجمع بين هذا وبين كون الآية مكية وفيها الدلالة على عذاب البرزخ ؟ والجواب أن الآية دلت على عرض الارواح على النار غدوا وعشيا في البرزخ وليس فيها دلالة على اتصال تألمها بأجسادها في القبور إذ قد يكون ذلك مختصا بالروح فأما حصول ذلك للجسد في البرزخ وتألمه بسببه فلم يدل عليه إلا السنة في الاحاديث المرضية الآتي ذكرها. وقد يقال إن هذه الآية إنما دلت على عذاب الكفار في البرزخ ولا يلزم من ذلك أن يعذب المؤمن في قبره بذنب ومما يدل على ذلك ما رواه الامام أحمد ثنا عثمان بن عمر ثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة من اليهود وهي تقول أشعرت أنكم تفتنون في قبوركم ؟ فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " إنما يفتن يهود " قالت عائشة رضي الله عنها فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إنكم تفتنون في القبور " وقالت عائشة رضي الله عنها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر وهكذا رواه مسلم عن هارون بن سعيد وحرملة كلاهما عن ابن وهب عن يونس بن يزيد الايلي عن الزهري به. وقد يقال إن هذه الآية دلت على عذاب الارواح في البرزخ ولا يلزم من ذلك أن يتصل في الاجساد في قبورها فلما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بخصوصه استعاذ منه والله سبحانه وتعالى أعلم. وقد روى البخاري من حديث شعبة عن أشعث عن ابن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فقالت نعوذ بالله من عذاب القبر فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال صلى الله عليه وسلم " نعم عذاب القبر حق " قالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر. فهذا يدل على أنه بادر صلى الله عليه وسلم إلى تصديق اليهودية في هذا الخبر وقرر عليه وفي الاخبار المتقدمة أنه أنكر ذلك حتى جاءه الوحي فلعلهما قضيتان والله سبحانه أعلم وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا وقال قتادة في قوله تعالى " غدوا وعشيا " صباحا ومساء ما بقيت الدنيا يقال لهم يا آل فرعون هذه منازلكم توبيخا ونقمة وصغارا لهم. وقال ابن زيد هم فيها اليوم يغدى بهم ويراح إلى أن تقوم الساعة. وقال ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد ثنا المحاربي ثنا ليث عن عبد الرحمن بن ثروان عن هذيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاءوا وإن أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش وإن أرواح آل فرعون في أجواف طيور سود تغدو على جهنم وتروح عليها فذلك عرضها وقد رواه الثوري عن أبي قيس عن أبي الهذيل ابن شرحبيل من كلامه في أرواح آل فرعون وكذلك قال السدي. وفي حديث الاسراء من رواية أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه " ثم انطلق به إلى خلق كثير من خلق الله رجال كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم مصفدون على سابلة آل فرعون وآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا " ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " وآل فرعون كالابل المسومة يخبطون الحجارة والشجر ولا يعقلون " وقال ابن أبي حاتم ثنا علي بن الحسين ثنا زيد بن أخرم ثنا عامر بن مدرك الحارثي ثنا عتبة - يعني ابن يقظان - عن قيس بن مسلم عن طارق عن شهاب عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أحسن محسن من مسلم أو كافر إلا أثابه الله تعالى " قال قلنا يا رسول الله ما إثابة الله الكافر ؟ فقال " إن كان قد وصل رحما أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة أثابه الله تبارك وتعالى المال والولد والصحة وأشباه ذلك " قلنا فما إثابته في الآخرة ؟ قال صلى الله عليه وسلم " عذابا دون العذاب " وقرأ " أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " ورواه البزار في مسنده عن زيد بن أخرم ثم قال: لا نعلم له إسنادا غير هذا. وقال ابن جرير ثنا عبد الكريم بن أبي عمير ثنا حماد بن محمد الفزاري البلخي قال سمعت الاوزاعي وسأله رجل فقال رحمك الله رأينا طيورا تخرج من البحر تأخذ ناحية الغرب بيضا فوجا فوجا لا يعلم عددها إلا الله عز وجل فإذا كان العشي رجع مثلها سوداء قال وفطنتم إلى ذلك ؟ قال نعم قال إن ذلك الطير في حواصلها أرواح آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فترجع إلى وكورها وقد احترفت أرياشها وصارت سوداء فينبت عليها من الليل ريش أبيض ويتناثر الاسود ثم تغدوا على النار غدوا وعشيا ثم ترجع إلى وكورها فذلك دأبهم في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى " أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " قال وكانوا يقولون إنهم ستمائة وألف مقاتل وقال الامام أحمد ثنا إسحاق ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل إليه يوم القيامة " أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به وإذا يتحاجون في النار فيقول الضعفآؤا للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار (47) قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد (48) وقال الذين في النار لخزنه جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب (49) قالوا أو لم تك تأتكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاؤا الكافرين إلا في ضلال (50) يخبر تعالى عن تحاج أهل النار في النار وتخاصمهم وفرعون وقومه من جملتهم فيقول الضعفاء وهم الاتباع للذين استكبروا وهم القادة والسادة والكبراء " إنا كنا لكم تبعا " أي أطعناكم فيما دعوتمونا إليه في الدنيا من الكفر والضلال " فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار " أي قسطا تتحملونه عنا " قال الذين استكبروا إنا كل فيها " أي لا نتحمل عنكم شيئا كفى بنا ما عندنا وما حملنا من العذاب والنكال " إن الله قد حكم بين العباد " أي فقسم بيننا العذاب بقدر ما يستحقه كل منا كما قال تعالى " قال لكل ضعف ولكن لا تعملون * وقال الذين في النار لخزية جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب " لما علموا أن الله عز وجل لا يستجيب منهم ولا يستمع لدعائهم بل قد قال " اخسئوا فيها ولا تكلمون " سألوا الخزنة وهم كالسجانين لاهل النار أن يدعوا لهم الله تعالى في أن يخفف عن الكافرين ولو يوما واحدا من العذاب فقالت لهم الخزنة رادين عليهم " أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات " أي أو ما قامت عليكم الحجج في الدنيا على ألسنة الرسل " قالوا بلى قالوا فادعوا " أي أنتم لانفسكم فنحن لا ندعو لكم ولا نسمع منكم ولا نود خلاصكم ونحن منكم براء ثم نخبركم أنه سواء دعوتم أو لم تدعوا لا يستجاب لكم ولا يخفف عنكم ولهذا قالوا " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " أي إلا في ذهاب لا يقبل ولا يستجاب. إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد (51) يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار (52) ولقد ءاتينا موسى الهدى وأورثنا بنى إسرآءيل الكتاب (53) هدى وذكرى لاولى الالباب (54) فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى والابكار (55) إن الذين يجادلون فئ ايات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلاكبر ماهم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير (56) قد أورد أبو جعفر ابن جرير رحمه الله تعالى عند قوله تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا " سؤالا فقال قد علم أن بعض الانبياء عليهم الصلاة والسلام قتله قومه بالكلية كيحيى وزكريا وشعيا ومنهم من خرج من بين أظهرهم إما مهاجرا كإبراهيم وإما إلى السماء كعيسى فأين النصرة في الدنيا ؟ ثم أجاب عن ذلك بجوابين " أحدهما " أن يكون الخبر خرج عاما والمراد به البعض قال وهذا سائغ في اللغة " الثاني " أن يكون المراد بالنصر الانتصار لهم ممن آذاهم وسواء كان ذلك بحضرتهم أو في غيبتهم أو بعد موتهم كما فعل بقتلة يحيى وزكريا وشعيا سلط عليهم من أعدائهم من أهانهم وسفك دماءهم وقد ذكر أن النمروذ أخذه الله تعالى أخذ عزيز مقتدر وأما الذين راموا صلب المسيح عليه السلام من اليهود فسلط الله تعالى عليهم الروم فأهانوهم وأذلوهم وأظهرهم الله تعالى عليهم ثم قبل يوم القيامة سينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام إماما عادلا وحمكا مقسطا فيقتل المسيح الدجال وجنوده من اليهود ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية فلا يقبل إلا الاسلام وهذه نصرة عظيمة وهذه سنة الله تعالى في خلقه في قديم الدهر وحديثه أنه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا ويقر أعينهم ممن آذاهم. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " يقول الله تبارك وتعالى من عادى لى وليا فقد بارزني بالحرب ". وفى الحديث الآخر " إني لا ثأر لاوليائي كما يثأر الليث الحرب " ولهذا أهلك الله عز وجل قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس وقوم لوط وأهل مدين وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق وأنجى الله تعالى من بينهم المؤمنين فلم يهلك منهم أحدا وعذب الكافرين فلم يفلت منهم أحدا قال السدي لم يبعث الله عز وجل رسولا قط إلى قوم فيقتلونه أو قوما من المؤمنين يدعون إلى الحق فيقتلون فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله تبارك وتعالى لهم من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا قال فكانت الانبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون فيها وهكذا نصر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه على من خالفه وناوأه وكذبه وعاداه فجعل كلمته هي العليا ودينه هو الظاهر على سائر الاديان وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية وجعل له فيها أنصارا وأعوانا ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر فنصره عليهم وخذلهم وقتل صناديدهم وأسر سراتهم فاستاقهم مقرنين في الاصفاد ثم من عليهم بأخذه الفداء منهم ثم بعد مدة قريبة فتح عليه مكة فقرت عينه ببلده وهو البلد المحرم الحرام المشرف المعظم فأنقذه الله تعالى :به مما كان فيه من الكفر والشرك وفتح له اليمن ودانت له جزيرة العرب بكمالها ودخل الناس في دين الله أفواجا ثم قبضه الله تعالى إليه لما له عنده من الكرامة العظيمة فأقام الله تبارك وتعالى أصحابه خلفاء بعده فبلغوا عنه دين الله عز وجل ودعوا عباد الله تعالى إلى الله جل وعلا وفتحوا البلاد والرساتيق والاقاليم والمدائن والقرى والقلوب حتى انتشرت الدعوة المحمدية في مشارق الارض ومغاربها ثم لا يزال هذا الدين قائما منصورا ظاهرا إلى قيام الساعة ولهذا قال تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد " أي يوم القيامة تكون النصرة أعظم وأكبر وأجل قال مجاهد: الاشهاد الملائكة. قوله تعالى " يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم " بدل من قوله " ويوم يقوم الاشهاد " وقرأ آخرون يوم بالرفع كأنه فسره به " يوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين " وهم المشركون " معذرتهم " أي لا يقبل منهم عذر ولا فدية " ولهم اللعنة " أي الابعاد والطرد من الرحمة " ولهم سوء الدار " وهي النار قاله السدي بئس المنزل والمقيل وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " ولهم سوء الدار " أي سوء العاقبة وقوله تعالى " ولقد آتينا موسى الهدى " وهو ما بعثه الله عز وجل به من الهدى والنور " وأورثنا بني إسرائيل الكتاب " أي جعلنا لهم العاقبة وأورثناهم بلاد فرعون وأمواله وحواصله وأرضه بما صبروا على طاعة الله تبارك وتعالى واتباع رسوله موسى عليه الصلاة والسلام وفي الكتاب الذي أورثوه وهو التوراة " هدى وذكرى لاولى الالباب " وهي العقول الصحيحة السليمة. قوله عز وجل " فاصبر " أي يا محمد " إن وعد الله حق " أي وعدناك أنا سنعلي كلمتك ونجعل العاقبة لك ولمن اتبعك " والله لا يخلف الميعاد " وهذا الذي أخبرناك به حق لا مرية فيه ولا شك وقوله تبارك وتعالى " واستغفر لذنبك " هذا تهييج للامة على الاستغفار " وسبح بحمد ربك بالعشي " أي في أواخر النهار وأوائل الليل " والابكار " وهي أوائل النهار وأواخر الليل. وقوله تعالى " إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم " أي يدفعون الحق بالباطل ويردون الحجج الصحيحة بالشبه الفاسدة بلا برهان ولا حجة من الله " إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه " أي ما في صدورهم إلا كبر على اتباع الحق واحتقار لمن جاءهم به وليس ما يرومونه من إخماد الحق وإعلاء الباطل بحاصل لهم بل الحق هو المرفوع وقولهم وقصدهم هو الموضوع " فاستعذ بالله " أي من حال مثل هؤلاء أو من شر مثل هؤلاء المجادلين في آيات الله بغير سلطان هذا تفسير ابن جرير وقال كعب وأبو العالية نزلت هذه الآية في اليهود " إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه " قال أبو العالية وذلك أنهم ادعوا أن الدجال منهم وأنهم يملكون به الارض فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم آمرا له أن يستعيذ من فتنة الدجال ولهذا قال عز وجل " فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير " وهذا قول غريب وفيه تعسف بعيد وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم في كتابه والله سبحانه وتعالى أعلم لخلق السماوات والارض من خلق الناس ولاكن أكثر الناس لا يعملون (57) وما يستوى الاعمى والبصير والذين ءامنوا وعملوا الصاحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون (57) إن الساعة لاتية لا ريب فيها لاكن أكثر الناس لا يؤمنون (59) يقول تعالى منبها على أنه يعيد الخلائق يوم القيامة وأن ذلك سهل عليه يسير لديه بأنه خلق السماوات والارض وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأة وإعادة فمن قدر على ذلك فهو قادر على ما دونه بطريق الاولى والاحرى كما قال تعالى " أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير " وقال ههنا " لخلق السماوات والارض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون " فلهذا لا يتدبرون هذه الحجة ولا يتأملونها كما كان كثير من العرب يعترفون بأن الله تعالى خلق السماوات والارض وينكرون المعاد استبعادا وكفرا وعنادا وقد اعترفوا بما هو أولى مما أنكروا ثم قال تعالى " وما يستوي الاعمى والبصير الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون " أي كما لا يستوي الاعمى الذي لا يبصر شيئا والبصير الذي يرى ما انتهى إليه بصره بل بينهما فرق عظيم كذلك لا يستوي الاعمى الذين لا يبصر شيئا والبصير الذي يرى ما انتهى إليه بصره بل بينهما فرق عظيم كذلك لا يستوي المؤمنون الابرار والكفرة الفجار " قليلا ما تتذكرون " أي ما أقل ما يتذكر كثير من الناس ثم قال تعالى " إن الساعة لآتية " أي لكائنة وواقعة " لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " أي لا يصدقون بها بل يكذبون بوجودها. قال ابن أبي حاتم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أشهب حدثنا مالك عن شيخ قديم من أهل اليمن قدم من ثم قال سمعت أن الساعة إذا دنت اشتد البلاء على الناس واشتد حر الشمس والله أعلم وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (60) هذا من فضله تبارك وتعالى وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه وتكفل لهم بالاجابة كما كان سفيان الثوري يقول يا من أحب عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله وليس أحد كذلك غيرك يا رب. رواه ابن أبي حاتم وفي هذا المعنى يقول الشاعر: الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب وقال قتادة: قال كعب الاحبار أعطيت هذه الامة ثلاثا لم تعطهن أمة قبلها إلا نبي: كان إذا أرسل الله نبيا قال له أنت شاهد على أمتك وجعلكم شهداء على الناس وكان يقال له ليس عليك في الدين من حرج وقال لهذه الامة " وما جعل عليكم في الدين من حرج " وكان يقال له ادعني أستجب لك وقال لهذه الامة " ادعوني أستجب لكم " رواه ابن أبي حاتم. وقال الامام الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده حدثنا أبو إبراهيم الترجماني حدثنا صالح المدني قال سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال " أربع خصال واحدة منهن لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الاجابة وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك ". وقال الامام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدعاء هو العبادة " ثم قرأ " ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " وهكذا رواه أصحاب السنن الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن جرير كلهم من حديث الاعمش به وقال الترمذي حسن صحيح ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير أيضا من حديث شعبة عن منصور والاعمش كلاهما عن ذر به وكذا رواه ابن يونس عن أسيد بن عاصم بن مهران حدثنا النعمان بن عبد السلام حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن ذر به ورواه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الاسناد. وقال الامام أحمد حدثنا وكيع حدثني أبو صالح المدني شيخ من أهل المدينة سمعه عن أبي صالح وقال مرة سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يدع الله عز وجل غضب عليه " تفرد به أحمد وهذا إسناد لا بأس به وقال الامام أحمد أيضا حدثنا مروان الفزاري حدثنا صبيح أبو المليح سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لا يسأله يغضب عليه " والنفخ فى الصور: ومن الموسوعة العقدية » صفة النفخ في الصور: (وبقيامنا بنفخ الصُّورِ) أي وكما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الموت وما بعده من فتنة القبر ونعيمه أو عذابه وباللقاء والبعث والنشور والقيام من القبور كذلك يدخل في ذلك الإيمان بالصور والنفخ فيه الذي جعله الله سبب الفزع والصعق والقيام من القبور، وهو القرن الذي وكل الله تعالى: به إسرافيل كما تقدم في ذكر الملائكة. وقد ذكر الله عز وجل النفخ فيه في مواضع من كتابه، كقوله عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر:68] الآيات، وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل:87] الآيات، وقال تعالى: {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:73]. ولنسق ههنا حديث الصور بطوله لما فيه من المناسبة لهذه الآيات ولما اجتمع فيه مما تفرق في غيره من الأحاديث وبالله التوفيق. 1- قال ابن كثير رحمه الله تعالى: عند هذه الآية الأخرى: وقد روينا حديث الصور بطوله من طريق الحافظ أبي القاسم الطبراني في كتابه (المطولات) قال: حدثنا أحمد بن الحسن المصري الأيلي حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فقال: ((إنَّ الله تعالى: لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصاً بصره في العرش ينتظر متى يؤمر قلت: يا رسول الله وما الصور؟ قال القرن قلت: كيف هو؟ قال عظيم، والذي بعثني بالحق إِنَّ عِظَم دارة فيه كعرض السموات والأرض، ينفخ فيه ثلاث نفخات: النفخةُ الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة القيام لربِّ العالمين، يأمر الله تعالى: إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول انفخ، فينفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السموات والأرض إِلاّ من شاء الله، ويأمره فيطيلها ويديمها ولا يفتر وهو كقول الله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [ص:15], فيسير الله الجبال فتمر مرَّ السحاب فتكون سراباً، ثم ترتج الأرض بأهلها رجّاً فتكون كالسفينة المرمية في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق في العرش ترجرجه الرياح، وهو الذي يقول {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ. قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} [النازعات:6 – 8], فيميدُ الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار، فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع، ويولّي الناس مدبرين مالهم من أمر الله من عاصم ينادي بعضهم بعضاً، وهو الذي يقول الله تعالى: فيه {يَوْمَ التَّنَادِ} فبينما هم على ذلك إذ تصدَّعت الأرض من قطر إلى قطر فرأوْا أمراً عظيماً لم يروا مثله، وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم. ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل، ثم انشقت السماء فانتثرت نجومها وانْخَسَفَتْ شمسُها وقمرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمواتُ لا يعلمون بشيءٍ من ذلك قال أبو هريرة: يا رسول الله مَنِ استثنى اللهُ عَزَّ وجَلَّ حين يقول {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل:87]؟ قال: أولئك الشهداءُ وإِنَّما يصل الفزع إلى الأحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون، وقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه قال: وهو الذي يقول الله عزَّ وجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1 – 2] فيقومون في ذلك العذاب ما شاء الله تعالى: إلا أَنَّه يطول، ثم يأمرُ اللهُ إسرافيل بنفخَة الصَّعْقِ، فينفخ نفخةَ الصَّعْق فيصعق أهل السموات والأرض إلا من شاء الله، فإذا هم قد خمدوا وجاء ملك الموت إلى الجبار عَزَّ وجَلَّ فيقول: يا ربِّ قد مات أهل السموات والأرض إلاّ من شئت، فيقول الله تعالى: وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: يا ربِّ بقيتَ أنتَ الحي الذي لا تموت وبقيتْ حملة العرش وبقي جبريل وميكائيل، وبقيت أنا، فيقول الله عز وجل: ليمت جبريل وميكائيل، فينطق الله تعالى: العرش: فيقول: يا ربِّ يموت جبريل وميكائيل؟ فيقول: اسكت فإِنِّي كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي، فيموتان. ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات جبريل وميكائيل، فيقول الله عز وجل وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت حملة عرشك وبقيت أنا. فيقول الله تعالى: لتمتْ حملةُ العرش. فتموت، ويأمر الله تعالى: العرش فيقبض الصور من إسرافيل، ثم يأتي ملك الموت فيقول: يا ربِّ قد مات حملة عرشك. فيقولُ الله وهو أعلمُ بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: يا ربِّ، بقيتَ أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا. فيقول الله تعالى: أنت خلقٌ من خلقي، خلقتك لما رأيت، فمت. فيموت. فإذا لم يبق إلا اللهُ الواحد القهار الأحد الصَّمدُ الذي لم يلد ولم يولد كان آخراً كما كان أولاً، طوى السموات والأرض طيَّ السِجِلِّ للكتب ثم دحاهما ثم يلقفهما ثلاث مرات ثم يقول: أنا الجبار أنا الجبار (ثلاثاً) ثم هتف بصوته: لمن الملك اليوم (ثلاث مرات) فلا يجيبه أحد. ثم يقول لنفسه: للهِ الواحدِ القهارِ. يقول الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:48], فيبسطهما ويسطحهما ثم يمدهما مَدَّ الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه الأرض المبدلة مثل ما كانوا فيها من الأولى: مَنْ كان في بطنها كان في بطنها، ومَنْ كان على ظهرها كان على ظهرها. ثم يُنْزِلُ الله تعالى: عليهم ماءً من تحت العرش، ثم يأمرُ اللهُ السماء أَنْ تمطر، فتمطر أربعين يوماً حتَّى يكون الماءُ فوقهم اثني عشر ذراعاً، ثم يأمر اللهُ الأجساد أن تنبت فتنبت كنبات الطراثيث أو كنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت، قال الله عز وجل: ليحيى حملةُ عرشي، فيحيون، ويأمر اللهُ إسرافيل فيأخذ الصُّورَ فيضعه على فيه ثم يقول: ليحيى جبريل وميكائيل، فيحييان، ثم يدعو اللهَ بالأرواح فيؤتى بها تتوهَّجُ أرواحُ المؤمنين نوراً وأرواح الكافرين ظلمةً، فيقبضها جميعاً ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر اللهُ إسرافيل أَنْ ينفخ نفخة البعث فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواحُ كأَنَّها النَّحْلُ قد ملأت ما بين السماء والأرض فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعنَّ كلُّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجسادِ فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشقُّ الأرض عنهم، وأنا أول من تنشق الأرض عنه، فتخرجون سراعاً إلى ربكم تنسلون {مُهْطِعِينَ إلى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:8] حفاة عراة غرلاً، فتقفون موقفاً واحداً مقداره سبعون عاماً لا ينظر إليكم ولا يقضى بينكم، فتبكونَ حتى تنقطع الدُّموع، ثم تدمعون دماً وتعرقون حتى يلجمكم العرق أو يبلغ الأذقان، وتقولون من يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا؟ فتقولون مَن أَحَقُّ بذلك من أبيكم آدم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قُبُلاً، فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه فيأبى ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، فيستقرئون الأنبياء نبيّاً نبيّاً كُلَّما جاءوا نبيّاً أبى عليهم. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حتى يأتوني فأنطلق إلى الفحص فأخرّ ساجداً. قال أبو هريرة: يا رسولَ الله وما الفحص؟ قال: قدام العرش، حتَّى يبعث الله إليّ ملكاً فيأخذ بعضدي ويرفعني فيقول لي: يا محمَّدُ. فأقول: نعم يا رب، فيقول عز وجل: ما شأنك؟ وهو أعلم، فأقول: يا ربِّ وعدتني الشَّفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم، قال الله: قد شفعتك، أنا آتيكم أقضي بينكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأَرجع فأقف مع الناس، فبينما نحن وقوف إذ سمعنا من السماء حساً شديداً فهالنا، فينْزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافَّهم وقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا وهو آت. ثم ينْزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة وبمثلي من فيها من الجنِّ والإنس، حتَّى إذا دنوا مِن الأرض أشرقت الأرضُ بنورهم وأخذوا مصافَّهم، وقلنا لهم: أفيكم ربُّنا؟ فيقولون: لا وهو آت، ثم ينْزلون على قدر ذلك من التضعيف، حتى ينْزل الجبارُ عز وجل في ظللٍ من الغمام والملائكة فيحمل عرشه يومئذٍ ثمانية، وهم اليوم أربعة، أقدامهم في تخوم الأرض السُّفلى والأرض والسموات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم، لهم زجلٌ في تسبيحهم يقولون: سبحانَ ذي العزة والجبروت، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان الحيِّ الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس قدوس قدوس، سبحان ربنا الأعلى رب الملائكة والروح، سبحان ربنا الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت. فيضع الله كرسيَّهُ حيث يشاء من أرضه، ثم يهتف بصوته فيقول: يا مَعْشَرَ الجنِّ والإِنْسِ إِنِّي قد أنْصَتُّ لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع قولكم وأبصر أعمالكم، فأنصتوا إليّ، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه. ثم يأمر الله جهنَّم فيخرج منها عنق ساطعٌ مظلم، ثم يقول {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ. هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [يس:60 – 63], أو {بِهَا تُكَذِّبُونَ} شك أبو عاصم {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس:59], فيميز الله الناس وتجثو الأمم، يقول الله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إلى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:28], فيقضي الله عز وجل بين خلقه إلا الثقلين الجن والإنس فيقضي بين الوحوش والبهائم حتى إِنَّه ليقضي للجمَّاءِ من ذات القرن. فإذا فرغ من ذلك فلم تبق تبعة عند واحدة للأخرى قال الله لها: كوني تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً، ثم يقضي اللهُ تعالى: بين العباد: فكان أول ما يقضي فيه الدماء، ويأتي كل قتيل في سبيل الله، ويأمر الله عز وجل كل من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه فيقول: يا رب فيم قتلني هذا؟ فيقول – وهو أعلم –: فيم قتلتهم؟ فيقول: قتلتهُم لتكون العزة لك، فيقول اللهُ له: صدقت، فيجعل الله وجهه مثل نورِ الشمس، ثم تمر به الملائكة إلى الجنة، ثم يأتي كل من قتل على غير ذلك يحمل رأسه وتشْخَبُ أوداجه فيقول: يا رب قتلني هذا؟ فيقول تعالى: وهو أعلم: لم قتلتهم؟ فيقول: يا رب قتلتهم لتكون العزة لي، فيقول: تَعِسْتَ، ثم لا تبقى نفسٌ قتلها إلا قتل بها ولا مظلمة ظلمها إلا أخذ بها وكان في مشيئة الله إِنْ شاء عذبه وإن شاء رحمه. ثم يقضي الله تعالى: بين من بقي من خلقه حتى لا تبقى مظلمةٌ لأحَدٍ عند أحدٍ إلاّ أخذها اللهُ للمظلوم مِنَ الظَّالم حتى إِنَّه ليكلف شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص اللبن من الماء. فإذا فرغ الله تعالى: من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق: ألا ليلحق كلُّ قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فلا يبقى أحدٌ عُبِدَ من دون الله إِلاَّ مثلت له آلهتُهُ بين يديه، ويجعل يومئذٍ ملك من الملائكةِ على صورة عُزير ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى بن مريم ثم يتبع هذا اليهود وهذا النَّصارى ثم قادتهم آلهتهم إلى النار، وهو الذي يقول {لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأنبياء:99], فإذا لم يبق إلا المؤمنون فيهم المنافقون جاءَهُمُ اللهُ فيما شاء من هيئته فقال: يا أَيُّها الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون، فيقولون: واللهِ واللهِ ما لنا إله إلا الله، وما كنا نعبدُ غيره، فيكشف لهم عن ساقه ويتجلَّى لهم من عظمته ما يعرفون أَنَّه رَبَّهم، فيخرُّون للأذقان سُجّداً على وجوههم ويخرُّ كلُّ منافقٌ على قفاه، ويجعل اللهُ عز وجل أصلابهم كصياصيِّ البقر. ثم يأذَنُ اللهُ لهم فيرفعون ويضربُ اللهُ الصِّراط بين ظهراني جهنَّم كحدِّ الشفرةِ أو كحدِّ السيفِ عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسكِ السَّعْدَان دونه جسر دحض مزلة، فيمرُّون كطرف العين أو كلمح البرق أو كمرِّ الريح أو كجياد الخيل أو كجياد الرِّكاب أو كجياد الرِّجال، فناج سالم، وناج مخدوش، ومكدوس على وجهه في جهنم. فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة قالوا: من يشفع لنا إلى ربِّنا فندخل الجنة؟ فيقولون: من أَحقُّ بذلك من أبيكم آدم عليه السلام؟ خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا. فيأتون آدم فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بنوح فإِنَّه أَوَّل رُسُلِ اللهِ. فيؤتى نوح فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، ويقول عليكم بإبراهيم فإِنَّ الله تخيَّره خليلاً، فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: ما أنا بصاحب ذلك ويقول عليكم بموسى فإِنَّ الله قرَّبه نجيّاً وكلَّمه وأَنزل عليه التوراة. فيؤتى موسى فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنباً ويقول: لستُ بصاحب ذلك ولكنْ عليكم بروحِ الله وكلمته عيسى بن مريم. فيؤتى عيسى بن مريم فيطلب ذلك إليه فيقول: ما أنا بصاحبكم ولكنْ عليكم بمحمد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتوني ولي عند ربِّي ثلاث شفاعات وعدنيهن، فأنطلق فآتي الجنة فآخذ بحلقةِ الباب فأستفتح فيفتح لي فأُحيّا ويرحب بي، فإذا دخلتُ الجنة فنظرتُ إلى ربّي خررت له ساجداً فيأذن اللهُ لي من تحميده وتمجيده بشيءٍ ما أذن به لأحد من خلقه، ثم يقول: ارفع رأسك يا محمد واشفع تشفع وسلْ تعط، فإذا رفعتُ رأسي يقول الله تعالى: وهو أعلم: ما شأنُكَ؟ فأقول: يا ربِّ وعدتني الشفاعة فشفِّعني في أهل الجنة فيدخلون الجنة، فيقول الله: قد شفعتك، وقد أذنت لهم في دخول الجنة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفسي بيده ما أَنْتُمْ في الدنيا بأَعْرَف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل كلُّ رجلٍ منهم على اثنتين وسبعين زوجة، سبعين مما ينشئ الله عز وجل وثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهم الله تعالى: في الدنيا، فيدخل على الأولى في غرفة من ياقوتة على سريرٍ مكلَّلٍ باللؤلؤ عليها سبعون زوجاً من سندس وإستبرق، ثم إنه يضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها ومن وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإِنَّه لينظر إلى مُخِّ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت. كبدها له مرآة وكبده لها مرآة، فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله ما يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ما يفترُ ذكره وما تشتكي قبلها. فبينا هو كذلك إذ نودي: إِنَّا قد عرفنا أَنِّك لا تَملَّ ولا تُمَلّ، إلاّ أَنَّه لا مَني ولا منيَّة، إلا أَنَّ لك أزواجاً غيرها. فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما أتى واحدة قالت له: والله ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك ولا في الجنة شيء أَحبَّ إليَّ منك. وإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق من خلق ربِّكَ أوبقتهم أعمالُهم، فمنهم من تأخذ النار قدميه ولا تجاوز ذلك ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حقويه ومنهم من تأخذ جسده كلَّه إلا وجهه حرَّم اللهُ صورته عليها، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فأقولُ يا ربِّ شفِّعني فيمن وقع في النارِ مِنْ أُمَّتِي، فيقول: أَخْرِجُوا من عرفتم فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد. ثم يأذن الله تعالى: في الشفاعة فلا يبقى نبيٌّ ولا شهيد إلاّ شُفِّع، فيقول الله تعالى: أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار إيماناً، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحدٌ، ثم يشفع الله تعالى: فيقول: أخرجوا من وجدتم في قلبه إيماناً ثلثي دينار، ثم يقول: ثلث دينار، ثم يقول: ربع دينار، ثم يقول: قيراط، ثم يقول: حبة من خردل، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل لله خيراً قط ولا يبقى أحدٌ له شفاعة إلا شفع، حتى إِنَّ إبليس يتطاول مما يرى من رحمة الله تعالى: رجاءَ أَنْ يُشفَعَ له. ثم يقول: بقيت وأنا أرحم الراحمين فيدخل يده في جهنم فيخرج منها ما لا يحصيه غيره كأَنَّهم حمم فيلقون على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فما يلي الشمس منها أخيضر وما يلي الظل منها أصيفر، فينبتون كنباتِ الطراثيث حتى يكونوا أمثال الذرِّ، مكتوبٌ في رقابهم: الجهنميون عتقاء الرحمن، يعرفهم أهل الجنَّةِ بذلك الكتاب ما عملوا خيراً لله قط: فيمكثون في الجنةِ ما شاء اللهُ وذلك الكتابُ في رقابهم، ثم يقولون: ربنا امح عنا هذا الكتاب، فيمحوه الله عز وجل عنهم)) .
قال ابن كثير: هذا حديث مشهور وهو غريب جداً ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع قاضي أهل المدينة، وقد اختلف فيه: فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم من قال فيه وهو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء. قال رحمه الله تعالى: قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جداً ويقال إنه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقاً واحداً فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفاً قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم. انتهى كلامه رحمه الله تعالى
.
وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: ((جاءَ أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّور؟ فقال قرن ينفخ فيه)) وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف أنعمُ وصاحبُ الصُّور قد التقمه وأصْغى سمعه وحنى جبهته ينتظرُ متى يؤمر، فقالوا: يا رسول الله وما تأمُرُنا؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل))
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص 969
أما البعث
فالمراد به: المعاد الجسماني فإنه المتبادر عند الإطلاق إذ هو الذي يجب اعتقاده ويكفر منكره ، قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه (الروح) كشيخه وغيرهما: معاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين ، واليهود ، والنصارى . وقال الجلال الدواني هو بإجماع أهل الملل وبشهادة نصوص القرآن بحيث لا يقبل التأويل كقوله تعالى:: { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } [يس:78] . وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وأبو حاتم، والإسماعيلي في (معجمه)، والحافظ الضياء في (المختارة) ، وابن مردويه ، والبيهقي في (البعث) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته بيده فقال يا محمد ، يحيي الله هذا بعد ما أرم ؟ قال:نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم )) فنزلت الآيات من آخر يس {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ} [يس:77] إلى آخر السورة)) . وهذا نص صريح في الحشر الجسماني يقلع عرق التأويل بالكلية . ولهذا قال الإمام الرازي: الإنصاف أنه لا يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبين نفي الحشر الجسماني ، فإنه قد ورد في عدة مواضع من القرآن المجيد التصريح به بحيث لا يقبل التأويل أصلا. انتهى . وكذلك لا يمكن الجمع بين القول بقدم العالم على ما يقول الفلاسفة وبين الحشر الجسماني لأن النفوس الناطقة على هذا التقدير غير متناهية فتستدعي جميعا أبدانا غير متناهية وأمكنة غير متناهية ، وقد ثبت تناهي الأبعاد بالبرهان وباعترافهم ، والله تعالى أعلم...
حكم الإيمان بالبعث وأدلته
(
والبعث والنشور) أي ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ بالبعث والنشور، قال الله تبارك وتعالى لبني إسرائيل: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:56] وقال تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:73] وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} [البقرة:243]. وقال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إليه تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] . {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:258 – 260]. وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف:57]، وقال تعالى: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ} [الرعد:5]، وقال تعالى: {وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ} [الأنعام:29 – 31] الآيات. وقال تعالى: {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:47-48]، الآيات. وقال تعالى: {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الحجر:23 – 25]، وقال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]، وقال تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء:49 – 52]، وقال تعالى: {وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا أَوَلَمْ يَرَواْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } [الإسراء:97 – 99]، وقال تعالى: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء:104]، وقال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} [الكهف:12]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ - إلى قوله - وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} [الكهف:19 – 21], وقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًاً} [الكهف:47 – 48] الآيات. وقال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف:99] الآيات. وقال تعالى: {وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم:68] الآيات إلى آخر السورة. وقال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55], وقال تعالى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا} [طه:102 – 108] الآيات. وقال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} [الأنبياء:1], وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَن ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ} [الأنبياء:38 – 39], وقال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:104]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } [الحج:1 – 7]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون:12 – 16], وقال تعالى: عن كفر عاد {وَقَالَ الْمَلأ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون:33 – 37] الآيات. وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [المؤمنون:80 – 83]، وقال تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:112 – 116]، وقال تعالى: {أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إليه فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:64]. وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} [الفرقان:3]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} [يونس:45]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [يونس:34], وقال تعالى: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ– إلى قوله تعالى: - بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ – إلى قوله - قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ – إلى قوله - وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل:64 – 87] الآيات, وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [العنكبوت:19 – 22]، وقال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ – إلى قوله - اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إليه تُرْجَعُونَ} [الروم:6 – 11] الآيات – إلى قوله - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم:25 – 27] الآيات, وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم:40], وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم:48 – 50]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الروم:55 – 56] الآيات, وقال تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان:28], وقال تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونََ} [السجدة:10 – 11] الآيات, وقال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63]، وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ:29 – 30] الآيات, وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ:51] الآيات, وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ:7], وقال تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر:9], وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:12], وقال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس:33] الآيات, وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس:48 – 53], وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس:77 – 83] وقال تعالى: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} [الصافات:11 – 23], وقال تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [ص:79 – 81]، وقال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:30 – 31]. وقال تعالى: {لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ} [غافر:15 – 16] الآيات, وقال تعالى: عن مؤمن آل فرعون {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} [غافر:32 – 33] الآيات، وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت:39], وقال تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} [فصلت:54]، وقال تعالى: {وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:7]، وقال تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الزخرف:11]، وقال تعالى: {إِنَّ هَؤُلاء لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان:34 – 40] الآيات. وقال تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الجاثية:22]. وقال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:24 – 26] الآيات, وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف:33]، وقال تعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق:1 – 4] إلى آخر السورة. وقال تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا– إلى قوله - إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات:1 – 6]. وقال تعالى: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ– إلى قوله - إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } [الطور:1 – 11] الآيات. وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور:45] الآيات. وقال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } [النجم:42 – 44] الآيات. وقال تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:6 – 8] الآيات. وقوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46] وقال تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن:31] إلى آخر السورة، وسورة الواقعة بتمامها، وقال تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} [الحديد:12] الآيات. وقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ – إلى قوله - ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة:6 – 7]. وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [المجادلة:18]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} [الممتحنة:13]، وقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9] الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:7-8]، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك:2]، وقال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} [القلم:35] الآيات، وسورة الحاقة بكمالها، وقال تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج:1] الآيات، وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج:42 – 44] وقال تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} [المزمل:11] الآيات. وقال تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر:8 – 10]، وقال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:1 – 4] الآيات، وقال تعالى: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:36 – 40]. وجاء جوابه في الحديث ((بلى إنه على كل شيء قدير)) ، وقال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} [الإنسان:1] الآيات بل السورة بتمامها، وجميع السور التي بعدها: المرسلات والنبأ والنازعات وعبس والتكوير والانفطار والمطففين والانشقاق والطارق والغاشية والفجر والبلد وغيرها من السور، بل القرآن كله من فاتحته إلى خاتمته مملوء بذكر أحوال اليوم الآخر، وتفاصيل ما فيه وتقرير ذلك بأصدق الأخبار وضرب الأمثال للاعتبار والإرشاد إلى دليل ذلك لكل امرئ بأن يعتبر في بدنه ويستدل به على إعادته، وكذلك إحياء الأرض بعد موتها فيحييها تعالى: بالمطر فتصبح مخضرة تهتز بعد موتها بالقحط وهمودها وخمودها واسودادها، فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ولهذا يذكر إحياء الموتى بعد ذكر إحيائه الأرض ليستدل من له قلب شهيد على الآجل بالعاجل وعلى الغيب بالشهادة، فيقول عز وجل {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق:11] {كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر:9] {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الزخرف:11] {كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:73] وأما الأحاديث في هذا الباب فكثيرة جداً، وقال البخاري رحمه الله تعالى: حدَّثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأمَّا تكذيبه إيَّاي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوَّل الخلق بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إيَّاي فقوله: اتَّخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحدا)) . وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في (مسنده): حدثنا أبو المغيرة حدثنا حريز حدثني عبدالرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَصَقَ يوماً في كفِّه فوضع عليها إصبعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: بني آدم أنَّى تعجزني وقد خلقتك مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك، وللأرض منك وئيد، فجمعتَ ومنعتَ، حتى إذا بلغت التَّراقي قلت أتصدَّق، وأنَّى أوان الصدقة)) ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان به . وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عليُّ بن الحسين بن الجنيد حدثنا محمد بن العلاء حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((إنَّ العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاءِ ففتَّه بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحيي الله هذا بعد ما أرم؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نعم، يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم)) قال: ونزلت الآيات من آخر يس . وروى مسلم من طريق معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، منها: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكله الأرضُ أبداً فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أيُّ عظم هو يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب)) وفيه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يُركب)) وقال رحمه الله تعالى: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين النفختين أربعون – قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت – ثمَّ ينْزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلاّ عظماً واحداً وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)) . ورواه البخاري عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش بمعناه، دون قوله: ((ثم يُنْزِلُ الله تعالى: مِنَ السماء ماء)) وحديث عبدالله بن عمرو وفيه: ((ثُم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلاّ أصغى ليتا ورفع ليتا. قال: وأول من يسمعه رجلٌ يلوط حوض إبله قال فصعق ويصعق الناس, ثم يرسلُ الله – أو قال يُنْزل الله – مطراً كأنه الطلُّ – أو الظل، نعمان الشاك – فتنبت منه أجساد الناس، ثمَّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس، هلمُّوا إلى ربِّكم، وقفوهم إنهم مسؤولون. قال ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقول: مِنْ كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذلك يومٌ يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عَنْ ساق)) . وفي(الصحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنِّي أول من يَرْفعُ رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلِّقٌ بالعرش، فلا أدري كذلك كان أم بعد النفخة)) . وفي حديث الصور... ((ثم ينْزل اللهُ عليهم ماءً من تحت العرش، ثم يأمر اللهُ السماء أن تمطر، فتمطر أربعين يوماً حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعاً، ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت، فتنبت كنبات الطَّراثيتأو كنبات البقل – حتى إذا تكاملت أجسادهم، فكانت كما كانت قال الله عز وجل: ليحيى حملة العرش، فيحيون. ويأمر الله عز وجل إسرافيلَ فيأخذ الصُّور فيضعه على فيه ثم يقول: ليحيى جبريل وميكائيل، فيحييان. ثم يدعو الله بالأرواح ليؤتى بها، تتوهج أرواح المسلمين نوراً وأرواح الكافرين ظلمة فيقبضها جميعاً ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر الله تعالى: إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنَّها النَّحْلُ قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعن كلُّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنهم، وأنا أوَّل من تنشق الأرض عنه فتخرجون سراعاً إلى ربِّكم تنسلون)) الحديث. معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص 913
والنفخ فى الصور:
الموسوعة العقدية » الكتاب الثالث: أركان الإيمان » الباب السادس: الإيمان باليوم الآخر » الفصل الثالث: القيامة الكبرى » المبحث الثاني: النفخ في الصور » المطلب الثاني: صفة النفخ في الصور
.
وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: ((جاءَ أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّور؟ فقال قرن ينفخ فيه)) وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف أنعمُ وصاحبُ الصُّور قد التقمه وأصْغى سمعه وحنى جبهته ينتظرُ متى يؤمر، فقالوا: يا رسول الله وما تأمُرُنا؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل))
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص 969
أما البعث
فالمراد به: المعاد الجسماني فإنه المتبادر عند الإطلاق إذ هو الذي يجب اعتقاده ويكفر منكره ، قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه (الروح) كشيخه وغيرهما: معاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين ، واليهود ، والنصارى . وقال الجلال الدواني هو بإجماع أهل الملل وبشهادة نصوص القرآن بحيث لا يقبل التأويل كقوله تعالى:: { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } [يس:78] . وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وأبو حاتم، والإسماعيلي في (معجمه)، والحافظ الضياء في (المختارة) ، وابن مردويه ، والبيهقي في (البعث) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته بيده فقال يا محمد ، يحيي الله هذا بعد ما أرم ؟ قال:نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم )) فنزلت الآيات من آخر يس {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ} [يس:77] إلى آخر السورة)) . وهذا نص صريح في الحشر الجسماني يقلع عرق التأويل بالكلية . ولهذا قال الإمام الرازي: الإنصاف أنه لا يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبين نفي الحشر الجسماني ، فإنه قد ورد في عدة مواضع من القرآن المجيد التصريح به بحيث لا يقبل التأويل أصلا. انتهى . وكذلك لا يمكن الجمع بين القول بقدم العالم على ما يقول الفلاسفة وبين الحشر الجسماني لأن النفوس الناطقة على هذا التقدير غير متناهية فتستدعي جميعا أبدانا غير متناهية وأمكنة غير متناهية ، وقد ثبت تناهي الأبعاد بالبرهان وباعترافهم ، والله تعالى أعلم...
المطلب الثاني: حكم الإيمان بالبعث وأدلته
(
والبعث والنشور) أي ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ بالبعث والنشور، قال الله تبارك وتعالى لبني إسرائيل: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:56] وقال تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:73] وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} [البقرة:243]. وقال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إليه تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] . {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:258 – 260]. وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف:57]، وقال تعالى: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ} [الرعد:5]، وقال تعالى: {وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ} [الأنعام:29 – 31] الآيات. وقال تعالى: {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم:47-48]، الآيات. وقال تعالى: {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الحجر:23 – 25]، وقال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]، وقال تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء:49 – 52]، وقال تعالى: {وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا أَوَلَمْ يَرَواْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } [الإسراء:97 – 99]، وقال تعالى: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء:104]، وقال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} [الكهف:12]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ - إلى قوله - وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} [الكهف:19 – 21], وقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًاً} [الكهف:47 – 48] الآيات. وقال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف:99] الآيات. وقال تعالى: {وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم:68] الآيات إلى آخر السورة. وقال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55], وقال تعالى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا} [طه:102 – 108] الآيات. وقال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} [الأنبياء:1], وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَن ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ} [الأنبياء:38 – 39], وقال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:104]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } [الحج:1 – 7]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون:12 – 16], وقال تعالى: عن كفر عاد {وَقَالَ الْمَلأ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون:33 – 37] الآيات. وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [المؤمنون:80 – 83]، وقال تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:112 – 116]، وقال تعالى: {أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إليه فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:64]. وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} [الفرقان:3]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} [يونس:45]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [يونس:34], وقال تعالى: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ– إلى قوله تعالى: - بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ – إلى قوله - قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ – إلى قوله - وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل:64 – 87] الآيات, وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [العنكبوت:19 – 22]، وقال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ – إلى قوله - اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إليه تُرْجَعُونَ} [الروم:6 – 11] الآيات – إلى قوله - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم:25 – 27] الآيات, وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم:40], وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم:48 – 50]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الروم:55 – 56] الآيات, وقال تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان:28], وقال تعالى: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونََ} [السجدة:10 – 11] الآيات, وقال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب:63]، وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ:29 – 30] الآيات, وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ:51] الآيات, وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ:7], وقال تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر:9], وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:12], وقال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس:33] الآيات,
وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس:48 – 53], وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس:77 – 83]
وقال تعالى: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} [الصافات:11 – 23], وقال تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [ص:79 – 81]، وقال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:30 – 31]. وقال تعالى: {لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ} [غافر:15 – 16] الآيات, وقال تعالى: عن مؤمن آل فرعون {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} [غافر:32 – 33] الآيات، وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت:39], وقال تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} [فصلت:54]، وقال تعالى: {وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:7]،
وقال تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الزخرف:11]، وقال تعالى: {إِنَّ هَؤُلاء لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان:34 – 40] الآيات. وقال تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الجاثية:22]. وقال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:24 – 26] الآيات,
وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف:33]، وقال تعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق:1 – 4] إلى آخر السورة. وقال تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا– إلى قوله - إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات:1 – 6]. وقال تعالى: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ– إلى قوله - إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } [الطور:1 – 11] الآيات. وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور:45] الآيات. وقال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } [النجم:42 – 44] الآيات. وقال تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:6 – 8] الآيات. وقوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46] وقال تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن:31] إلى آخر السورة، وسورة الواقعة بتمامها، وقال تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} [الحديد:12] الآيات. وقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ – إلى قوله - ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة:6 – 7]. وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [المجادلة:18]،
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} [الممتحنة:13]، وقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9] الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:7-8]، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك:2]، وقال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} [القلم:35] الآيات، وسورة الحاقة بكمالها، وقال تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج:1] الآيات، وقال تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج:42 – 44] وقال تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} [المزمل:11] الآيات. وقال تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر:8 – 10]،
وقال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:1 – 4] الآيات، وقال تعالى: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:36 – 40]. وجاء جوابه في الحديث ((بلى إنه على كل شيء قدير)) ، وقال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} [الإنسان:1] الآيات بل السورة بتمامها، وجميع السور التي بعدها: المرسلات والنبأ والنازعات وعبس والتكوير والانفطار والمطففين والانشقاق والطارق والغاشية والفجر والبلد وغيرها من السور، بل القرآن كله من فاتحته إلى خاتمته مملوء بذكر أحوال اليوم الآخر، وتفاصيل ما فيه وتقرير ذلك بأصدق الأخبار وضرب الأمثال للاعتبار والإرشاد إلى دليل ذلك لكل امرئ بأن يعتبر في بدنه ويستدل به على إعادته، وكذلك إحياء الأرض بعد موتها فيحييها تعالى: بالمطر فتصبح مخضرة تهتز بعد موتها بالقحط وهمودها وخمودها واسودادها، فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ولهذا يذكر إحياء الموتى بعد ذكر إحيائه الأرض ليستدل من له قلب شهيد على الآجل بالعاجل وعلى الغيب بالشهادة، فيقول عز وجل {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق:11] {كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر:9] {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الزخرف:11] {كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:73] وأما الأحاديث في هذا الباب فكثيرة جداً، وقال البخاري رحمه الله تعالى: حدَّثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأمَّا تكذيبه إيَّاي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوَّل الخلق بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إيَّاي فقوله: اتَّخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحدا)) . وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في (مسنده): حدثنا أبو المغيرة حدثنا حريز حدثني عبدالرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَصَقَ يوماً في كفِّه فوضع عليها إصبعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: بني آدم أنَّى تعجزني وقد خلقتك مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك، وللأرض منك وئيد، فجمعتَ ومنعتَ، حتى إذا بلغت التَّراقي قلت أتصدَّق، وأنَّى أوان الصدقة)) ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان به ؟. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عليُّ بن الحسين بن الجنيد حدثنا محمد بن العلاء حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((إنَّ العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاءِ ففتَّه بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحيي الله هذا بعد ما أرم؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نعم، يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم)) قال: ونزلت الآيات من آخر يس ؟. وروى مسلم من طريق معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، منها: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكله الأرضُ أبداً فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أيُّ عظم هو يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب)) ؟ وفيه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يُركب)) وقال رحمه الله تعالى: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين النفختين أربعون – قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت – ثمَّ ينْزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلاّ عظماً واحداً وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)). ورواه البخاري عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش بمعناه، دون قوله: ((ثم يُنْزِلُ الله تعالى: مِنَ السماء ماء)) ؟ وحديث عبدالله بن عمرو وفيه: ((ثُم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلاّ أصغى ليتا ورفع ليتا. قال: وأول من يسمعه رجلٌ يلوط حوض إبله قال فصعق ويصعق الناس, ثم يرسلُ الله – أو قال يُنْزل الله – مطراً كأنه الطلُّ – أو الظل، نعمان الشاك – فتنبت منه أجساد الناس، ثمَّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس، هلمُّوا إلى ربِّكم، وقفوهم إنهم مسؤولون. قال ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقول: مِنْ كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذلك يومٌ يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عَنْ ساق)) ؟. وفي(الصحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنِّي أول من يَرْفعُ رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلِّقٌ بالعرش، فلا أدري كذلك كان أم بعد النفخة)). وفي حديث الصور... ((ثم ينْزل اللهُ عليهم ماءً من تحت العرش، ثم يأمر اللهُ السماء أن تمطر، فتمطر أربعين يوماً حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعاً، ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت، فتنبت كنبات الطَّراثيت – أو كنبات البقل – حتى إذا تكاملت أجسادهم، فكانت كما كانت قال الله عز وجل: ليحيى حملة العرش، فيحيون. ويأمر الله عز وجل إسرافيلَ فيأخذ الصُّور فيضعه على فيه ثم يقول: ليحيى جبريل وميكائيل، فيحييان. ثم يدعو الله بالأرواح ليؤتى بها، تتوهج أرواح المسلمين نوراً وأرواح الكافرين ظلمة فيقبضها جميعاً ثم يلقيها في الصور، ثم يأمر الله تعالى: إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنَّها النَّحْلُ قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول: وعزتي وجلالي ليرجعن كلُّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فتدخل في الخياشيم ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنهم، وأنا أوَّل من تنشق الأرض عنه فتخرجون سراعاً إلى ربِّكم تنسلون)) الحديث.
من معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص 913









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق